مأساة "أم حبيبة" وأطفالها السبعة ضحايا كارثة غرق الإسكندرية: حياتنا اتدمرت وأولادي اتحرموا من التعليم وبنتي فسخت خطبتها بسبب تلف جهازها.. ونفسي في "كشك" (فيديو وصور)

أسرة تعيش خلف أسوار الحياة، بعد أن تمَلَّك منها الفقر وحكم عليها بالسجن المؤبد في مسكن أشبه ما يكون بالخرابة، يضم بين جنباته 7 أطفال وأم هي العائل الوحيد لهم، تصارع الحياة وحدها من أجل الاستمرارية علي قيد الحياة، بدون أي مصدر دخل مادي يجنّبهم عناء المعيشة.

في أحد المنازل بمنطقة العماروة بالمندرة، شرق الإسكندرية، وتحديدًا في شارع الحاج شعبان الحداد، تقطن حنان علي عبد الرحمن الشهيرة بـ"أم حبيبة" وأولادها السبعة في حياة مأساوية بشقة سكنية قام أهل الخير من المنطقة باستئجارها لها لعدم تشردهم في الشوارع، بعد أن أغرقت السيول جميع الأثاثات والمفروشات والأجهزة الكهربائية بمنزلهم القديم بمنطقة العماروة الكبرى، وذلك في حادثة الغرق التي شهدتها الإسكندرية فى عام 2015، والتي على إثرها تحولت حياة الأسرة إلى جحيم.

"كنت عايشة أنا وأولادي في عشة بالشارع لمدة 4 سنوات بعد أن تركنا الزوج واتجه إلى طريق السوء حتى أُلقي القبض عليه وتم سجنه، لأواجه وحدي قسوة الحياة" هكذا بدأت "أم حبيبها" تسرد قصتها لـ"أهل مصر"، متابعة: "أنه بعد 4 سنوات من التشرد قام أهل الخير بالمنطقة باستئجار شقة لنا في الطابق الأرضي من منزل قديم بشارع السوق بمنطقة العماروة الكبري، وعشت أنا وأولادي في حياة شبه مستقرة، وفي يوم كارثة غرق الإسكندرية فوجئت بمياه الأمطار تقتحم علينا المنزل وتم إنقاذي أنا وأولادي من الغرق بينما أغرقت المياه جميع الأثاثات والأجهزة الكهربائية وجهاز ابنتي الكبري حبيبة وحياتنا تدمرت وتسبب ذلك في فسخ خطبة ابنتي".

وأضافت "أم حبيبة"، أنها استغاثت بالجهات المسؤولة بالمحافظة لإنقاذها هي وأولادها ولكن لم يستجب أحد لإغاثتها، موضحة أنه بعد غرق منزلها زادت أعباء الحياة وازدادت معاناتها هي وأطفالها السبعة حيث تعول 4 بنات و3 أولاد تتراوح أعمارهم جميعًا ما بين 4 إلى 17 عامًا، مضيفة: "بعد غرق السكن ظروفنا كانت صعبة وتأخرت في دفع الإيجار، فطلب مني صاحب السكن تركه، فقام أهل الخير من المنطقة باستئجار شقة أخري لنا والتي نقيم بها حاليًا وهم يقومون بدفع جزء من الإيجار وأنا أقوم باستكمال الباقي".

وتابعت "أم حبيبة" قصتها: "منذ أن تم توفير الشقة الإيجار وحتي الآن وهي بدون أي عفش لعدم قدرتي علي شراء أي شئ سواء أجهزة كهربائية أو أي أدوات منزلية أو بطاطين أو حتي سرير للنوم عليه بسبب الظروف المعيشية الصعبة، وبنام أنا وأولادي على الأرض، فضلًا عن صعوبة وصول المياه للشقة فإذا أردت إعداد الطعام أو غسيل يكون من الساعة 2 بعد منتصف الليل لقوة ضغط المياه"، مشيرة إلي أن مصدر دخلها الوحيد هو جمع النفايات الصالحة من القمامة مثل الكارتون والبلاستيك وغيره وبيعه "مصدر دخلي شوية الزبالة اللي على الشارع الرئيسي جنب الكوبري بجمع من الزبالة الكارتون والبلاستيك لبيعه للعيش من خلاله.

وبتحارب فيها من الضباط بييجوا دايمًا يتخانقوا معايا عايزين ياخدوني القسم ويعملولي قضية، وأنا عاملة عملية في إحدي يداي وبها نسبة عجز، كما أن ابني فارس البالغ من العمر 12 عامًا يعمل ميكانيكي وأيضًا زياد البالغ من العمر 13 عامًا يعمل ميكانيكي ويساعدوني في تحمل أعباء المعيشة رغم صغر سنهم".

واستكملت الأم المعيلة، أن جميع أطفالها قد حرموا من التعليم على الرغم من أن ذلك أبسط حقوقهم في الحياة، فلا يوجد سوى ابنتها الصغيرة "ريتاج" البالغة من العمر 9 سنوات نظرًا لأنها لاعبة "كونغ فو" حاصلة على المركز الثاني بمركز شباب العمراوي حيث أُعجب بها المدرب بالمركز وقام بالتكفل بها هو ورئيس المركز لتستكمل تدريباتها، كما أنهم محرومون من جميع الخدمات مثل غيرهم من المواطنين حيث لا يوجد لهم بطاقة تموين أو معاش تكافل وكرامة، لافتة إلى أنها ذهبت إلى مكتب التموين بمنطقة طوسون للتقديم للحصول على بطاقة تموين فقال لها أحد الموظفين بأن التقديم متوقف ولم تستطع استخراج بطاقة ورقية لتتمكن من صرف الخبز وتقوم بشراء خبرٍ بـ 30 جنيهًا يوميًا، كما أنها سعت إلي الحصول علي معاش تكافل وكرامة وذهبت بأوراقها الرسمية المتوفرة لديها فقالت لها الموظفة بمكتب التضامن الاجتماعي بمساكن البحرية بأنها ليست تابعة لهم وأنها تحتاج أوراق رسمية وتعاملت معها بأسلوب سئ للغاية على الرغم من امتلاكها لأوراقٍ رسمية تثبت تبعيتها إليهم. 

واستطردت: "7 أطفال مالهومش ذنب إنهم يعيشوا العيشة دي، وعفشنا وجهاز ابنتي غرق وفسخت خطبتها بسبب تلف جهازها، أنا نفسي يبقي عند عيالي حاجة كويسة يقدروا يعيشوا منها، أنا مش طالبة حاجة غير كشك أكل منه أنا وعيالي عيش وأقدر من خلاله أزوج بنتي وأعلّم بنتي الصغيرة وأجيبلها علاجها حيث أُصيبت مؤخرًا بحالة تسمم ورفضت المستشفيات استقبالها وكنت لا أملك ثمن علاجها وأهل الخير في المنطقة وفروا لي العلاج، أنا مش عايزة أطرق على باب حد أنا عايزة أطرق على باب نفسي، ومفيش أي رعاية أو مساعدة من أي جهة سواء جمعيات خيرية أو مسؤولين بالمحافظة، وكان رئيس حي المنتزه ثان اللواء عادل سلامة قد وعدني بتوفير كشك لي ولكن لم يحدث شئ حتى الآن".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً