◄ سماسرة الدين والطب يواصلون مسلسل تحدي الدولة.. والأجهزة المعنية تفشل في القضاء على الجريمة
◄ علماء الدين: الطبيب الذي يجري عملية الختان «خائن».. ويجب أن يحاكم ويُحرم من ممارسة المهنة
◄ السعودية لا تعرف "الختان".. ومستشار الفقه الإسلامي بمكة المكرمة: عادة لم نمارسها على مدار التاريخ
◄ "الإفتاء": الختان "حرام" باتفاق الآراء.. النبي لم يختن بناته.. والزاعمين بأنه "فرض تعبدي" يخالفون مقاصد الشرع
◄ الختان عفة "أكذوبة".. وإحصائية تؤكد: 90% من المتهمات فى قضايا الدعارة أجريت لهن عمليات ختان
◄ د. خالد منتصر: 91% من بنات مصر "مختنات".. وهذه نسبة عالية ومخجلة
◄ "يونيسف": 36 مليون فتاة تتعرض سنويًا لجريمة "الختان".. وخبراء: جريمة مكتملة الأركان واعتداء على الإنسانية
◄ "القومي للمرأة": عادة أفريقية وليس له علاقة بالشرائع السماوية.. و"احميها من الختان" حملة تطرق كل الأبواب
مازالت ظاهرة "ختان الإناث"، منتشرة بنسب كبيرة في العديد من مدن وقرى مصر، وخلال العام الحالي 2019، وذلك بالرغم من تجريمها قانونًا قبل نحو عقدين من الزمان، وتحريمها شرعًا بفتوى رسمية صادرة من دار الإفتاء المصرية، ومنع إجرائها داخل المستشفيات الحكومية والخاصة والوحدات الصحية، ومعاقبة أي طبيب يثبت إجرائه لهذه العملية بالسجن من 5 وحتى 7 سنوات، إضافة إلى معاقبة الوالدين بالحبس من 6 أشهر وحتى عامين، وهو ما يدفع الأهالي إلى ختان بناتهن بعيدًا عن أعين القانون، في محاولات متكررة للتحايل على القانون وتحريف نصوص الدين، متمسكين في هذا بعادات وتقاليد ومعتقدات دينية خاطئة وشائعات روجها تجار الدين والطب زعموا فيها أن "الختان فريضة دينية".
وأكد خبراء ومتخصصين في قضايا حقوق المرأة، أنه بالرغم من الجهود المضنية التي تبذلها الدولة للقضاء على جريمة ختان الإناث؛ إلا أن الظاهرة وصلت لنسب مرعبة في العام الحالي 2019، والسبب في هذا القناعات الخاطئة المتجذرة داخل وجدان الأهالي بأن الختان فرض ديني، وأنه يُعد عفة وطهارة للفتاة ويحميها من الوقوع في براثن الخطيئة، وكشفت دراسة أجريت في العام الماضي 2018، أن نسبة ختان الإناث في مصر بلغت 92% بين المتزوجات في المرحلة العمرية من 15 إلى 49 عامًا، وتنخفض إلى 85% بين الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 وحتى 25 عامًا، فيما بلغت 72% من عمر 13 وحتى 17 سنة، ومنذ سنوات مضت تكثف مؤسسات الدولة من جهودها للقضاء على هذه الظاهرة التي تصيب الفتيات بالعديد من الأضرار الجسدية والنفسية، وفي هذا السياق تُعيد "أهل مصر" تسليط الضوء على ظاهرة ختان الإناث، من خلال هذا الملف..
اقرأ أيضًا.. شواطئ الموت.. الضحايا "فقراء".. والجاني "إهمال المسئولين" (ملف)
الإفتاء: "حرام" باتفاق الآراءأصدرت دار الإفتاء المصرية، في يوليو عام 2016، فتوى رسمية أكدت فيها: أن قضية ختان الإناث ليست قضية دينية تعبدية في أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، خاصة وأن موضوع الختان قد تغير وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق على ذلك، دون تفرق للكلمة واختلافٍ لا مبرر له.
جاء ذلك في معرض رد دار الإفتاء على عدد من الفتاوى التي أطلقها غير المتخصصين، والتي تقول بوجوب ختان الإناث، وتدعو إليه، حيث أكدت الدار أن حديث أم عطية الخاص بختان الإناث ضعيف جدًّا، ولم يرد به سند صحيح في السنة النبوية، موضحةً أن عادة الختان عرفتها بعض القبائل العربية نظرًا لظروف معينة قد تغيرت الآن، وقد تبين أضرارها الطبية والنفسية بإجماع الأطباء والعلماء، مشيرةً إلى أن الدليل على أن الختان ليس أمرًا مفروضًا على المرأة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يختن بناته رضي الله عنهن.
وأشارت دار الإفتاء إلى أنها تفاعلت مبكرًا مع البحوث العلمية الطبية الصادرة عن المؤسسات الطبية المعتمدة والمنظمات الصحية العالمية المحايدة، التي أثبتت الأضرار البالغة والنتائج السلبية لختان الإناث؛ فأصدرت عام 2006 بيانًا يؤكد أن الختان من قبيل العادات لا الشعائر، وأن المطلع على حقيقة الأمر لا يسعه إلا القول بالتحريم؛ محذرةً من الانجرار وراء تلك الدعوات التي تصدر من غير المتخصصين لا شرعيًّا ولا طبيًّا، والتي تدعو إلى الختان وتجعله فرضًا تعبديًّا، مؤكدة أن تحريم ختان الإناث في هذا العصر هو القول الصواب الذي يتفق مع مقاصد الشرع ومصالح الخلق، وبالتالي فإن محاربة هذه العادة هو تطبيق أمين لمراد الله تعالى في خلقه، وبالإضافة إلى أن ممارسة هذه العادة مخالفة للشريعة الإسلامية فهي مخالفة كذلك للقانون، والسعي في القضاء عليها نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
اقرأ أيضًا.. بعد نصائح إحدى المستشفيات بالختان.. "القومي للمرأة": ليس عفة ولا ضمان لأخلاق البنت
ختان الإناث "جزارة"ومن جانبه قال الدكتور خالد منتصر، المفكر والكاتب الكبير، إن مصر تحتل المرتبة الأولى من حيث أنها أولى دول العالم فى نسبة ختان الإناث بالعالم، وحسب ما جاء فى تقرير الصحة العالمية فإن 91% من بنات مصر مختنات، وقد انخفضت هذه النسبة الآن ومن الممكن أن تكون وصلت إلى 80% وهي نسبة مازالت عالية ومخجلة، أما فى الدراسة الميدانية التي أجراها الدكتور محمد كريم، أستاذ النساء بجامعة عين شمس، فى أغسطس 1994 على 800 طفلة من سن 6 إلى 14 سنة والتى روعى فيها تفاوت المستوى التعليمى والاجتماعى للعينات وأن يكون بينهن 10% من الأقباط، أثبتت الدراسة أن نسبة 19% فقط لم يُختن مقابل 81% مختونات، وتزيد النسبة إلى 88% فى الأسر الفقيرة، وقد كشفت الدراسة عن نوعية الشخص القائم بعملية الختان، وأثبتت أن نسبة 48% من عمليات الختان تجرى بواسطة الداية مقابل 46% بواسطة الأطباء و6% بواسطة حلاقى الصحة، أما المفاجأة فهى فى أرقام البحث الميدانى الثانى الذى أجراه الأستاذ نفسه ولكن هذه المرة فى نادى القاهرة أى فى أوساط المجتمع الراقى وقد أجرى هذا البحث سنة 1994 على عينة من 200 سيدة فتبين منه أن 98% منهن مختونات.
وأضاف منتصر، أن ختان الإناث جريمة سواء وقع بيد الداية أو الطبيب، وهذه الجريمة ليست لها أى ضرورة طبية مذكورة فى أى مرجع طبى، بل إن الأكثر من ذلك هو أن الختان غير مذكور أصلاً كإجراء طبى معترف به فى أى كتاب يُرجع إليه كمصدر علمى محترم، نافيًا وجود ما يسمى الـ"ختان شرعى" أو الـ"ختان غير شرعى"، وأنه يوجد فقط ختان بنات يُطلق عليه فى البلاد المتحضرة البتر التناسلى للإناث.
اقرأ أيضًا.. "الطفولة والأمومة": عدد بلاغات ختان الإناث وصل إلى 1488 اتصال حتى الآن
وأكد المفكر والكاتب الكبير، أن ختان الإناث عادة وليس عبادة، وهو "جزارة وليس طهارة"، ولذلك فنحن حينما نجرى عملية الختان لا نحرم الأنثى من الإثارة كما ندعي ونتعلل بسبب جوِّنا الحار، ولكننا ندمر إشباعها الجنسي حتى لا تصل إلى النشوة التى هى من وجهة نظرنا عيب ومن حقنا فقط نحن الرجال، وهناك إحصائية تؤكد أن 90% من المتهمات فى قضايا الدعارة قد أجريت لهن عمليات ختان، وهذا يعنى ببساطة أن ما سينقذ بناتنا من الوقوع فى هوة الدعارة ليس هو قطع هذه الجلدة وإنما هو التربية السليمة.
وأشار منتصر، إلى أنه لا يشاركنا فى هذه العادة المتخلفة إلا بلدان إسلاميان هما السودان والصومال، أما جميع البلاد الإسلامية الأخرى، وفى مقدمتها السعودية، فلا تجرى هذه العملية على الإطلاق، وقد أفتى الشيخ عبدالغفار منصور، مستشار الفقه الإسلامى في مكة المكرمة السابق، قائلًا: "إننا لا نعرف عادة الختان فى مكة لا قبل ميلاد الرسول ولا بعد بعثه، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم بإجراء الختان لبناته، وحتى يومنا هذا فإن عادة الختان غير معروفة في مكة".
وفى عام 1994 أفتى شيخ الأزهر السابق ومفتي مصر حينذاك، الدكتور محمد سيد طنطاوى: "وأما الختان أو الخفاض بالنسبة للإناث فلم يرد بشأنه حديث يُحتج به وإنما وردت آثار حكم المحققون من العلماء عليها بالضعف، ومنها حديث: الختان سنة للرجال مكرمة للنساء، وحديث لا تنهكى فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل". وقد ذكر هذه الأحاديث جميعها الإمام الشوكانى، وأوضح أن حكمها الضعف. وقال صاحب كتاب "عون المعبود في شرح سنن أبى داود" بعد أن ذكر ما جاء في الختان: "وحديث ختان المرأة رُوى من أوجه كثيرة وكلها ضعيفة معلولة مخدوشة لا يصح الاحتجاج بها كما عرفت".
اقرأ أيضًا.. الحكومة تنفي انتشار عمليات ختان الإناث في المستشفيات الحكومية
وتابع منتصر، أن الدكتور سيد طنطاوي، خلص فى نهاية فتواه إلى أنه لا يوجد نص شرعي صحيح يحتج به في مسألة ختان البنات وأن الختان ما هو إلا عادة انتشرت فى مصر من جيل إلى آخر، وقد شارك شيخ الأزهر الراحل فى هذا الرأى جمهرة من علماء الدين المستنيرين الذين تكفلوا بالرد على رافعى راية "نموت نموت ويحيا الختان".
اقرأ أيضًا.. "المرأة للإرشاد والتوعية" يناقش جرائم ختان الإناث في مصر
دراسة حديثة: نسبة الختان بالإسكندرية بلغت 93.5%كشفت دراسة علمية حديثة، أعدتها الدكتورة أميرة عبد العزيز ماضي، المعيدة بقسم طب المجتمع بكلية الطب جامعة الإسكندرية، للحصول على درجة الماجستير، أن نسبة ختان الإناث بالإسكندرية وصلت إلي 93.5% من المترددات على مراكز صحة الأسرة في الريف والحضر بالمحافظة، كما كشفت الدراسة عن إجراء نسبة كبيرة من عمليات الختان عن طريق الأطباء والعاملين بمجال الرعاية الصحية كالتمريض وغيرهن، وقد شملت الدراسة 6 مناطق بالإسكندرية، حيث تضمنت 3 مناطق حضرية و 3 ريفية، للإناث المترددات على مراكز صحة الأسرة في السن الإنجابي من 15 وحتى 49 عامًا، والمناطق التي شملها البحث في الريف تضمنت أطراف مدينة الإسكندرية وأبيس، فيما تضمنت المناطق الحضرية وسط وشرق الإسكندرية، حيث شملت الدراسة بحث 372 حالة من الإناث.
ووفقًا للدراسة؛ فإن المبحوثات على الرغم من معرفتهن بمخاطر عملية الختان إلا أنهن فضلن إجراء العملية لفتياتهن، حيث خلصت الباحثة إلى العديد من المبررات دفعتهن لإجراء العملية من بينهم الحفاظ على عفة الفتيات وحمايتهن من الانحراف، بالإضافة إلى المفاهيم الدينية الخاطئة التي تجعلهن يعتقدن بأهمية الختان، فضلًا عن العادات والتقاليد، فيما كشفت الدراسة عن عدم وجود وعي كافٍ عن وجود قانون يجرم عملية الختان، فضلًا عن تدني المستوى التعليمي والوظيفي للنساء المختونات عن مثيلاتهن من غير المختونات.
من جانبها أكدت ماجدة الشاذلي، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بالإسكندرية، أنه لا يوجد لديهم إحصائية محددة بنسبة ختان الإناث بالمحافظة، حيث يصعب عمل إحصائية بذلك لأن هناك حالات لم يُعلن عنها خشية الوقوع تحت طائلة القانون، مؤكدة أنه لم يتم رصد أي ضحايا للختان على مدار الفترة الماضية منذ واقعة الطفلة "بدور" التي فقدت حياتها ضحية الختان في عام 2007 والتي سلطت الضوء على خطورة الختان ووجوب مناهضته وقد تسببت في صدور قانون وعقوبات تُجرّم الختان.
وأضافت الشاذلي، في تصريحاتٍ خاصة لـ"أهل مصر"، أن الفرع لم يتم تلقي أي بلاغ خلال الفترة الماضية عن إجراء عمليات ختان حيث من يفكر في عمل بلاغ يعلم جيدًا أنه قد ارتكب جريمة عقوبتها تصل للحبس لذلك سيمتنع عن الإبلاغ، مضيفة أنه لا يمكن كذلك إجراء عملية ختان إناث عن طريق طبيب أو مستشفى حكومي، حيث وزارة الصحة تنظم حملات توعوية مناهضة لختان الإناث والتعريف بخطورته وأنه عادة وليس عبادة وهو عادة سيئة تضر بالإناث، مشيرة إلي أنه منذ انطلاق الحملة التوعوية التي أطلقتها اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث والتي تنفذها لجنة مشكّلة من المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة، تم عمل حملة على جميع محافظات مصر من بينهم محافظة الإسكندرية للتوعية بخطورة الختان.
وتابعت مقررة فرع المجلس القومي للمرأة، إن المجلس بدأ في إطلاق حملات التوعية لمناهضة الختان منذ 14 يونيو الماضي، حيث قام المجلس بعمل حملات تجوب القري والمناطق النائية بجميع أحياء المحافظة إضافة إلي الحملات التي تنظمها الجمعيات المختلفة، لافتة إلي أن الحملات التوعوية لاقت تجاوبًا طفيفًا في بادئ الأمر من قِبل المواطنين نظرًا لعدم اعتيادهم على الحديث عن هذا الأمر من قبل، لكن تطور الأمر فيما بعد عقب التوضيح لهم من خلال طبيبة متخصصة مخاطر الختان من الناحية الصحية والحديث عن التأثير النفسي للختان كما تضم الحملات ممثل عن وزارة الأوقاف للحديث عن الختان من الناحية الدينية وأنه عادة وليس عبادة وأيضًا أحد المتخصصين في القانون لتوضيح عقوبة وتجريم ارتكاب عملية ختان الإناث وأنه يعد جريمة يعاقب عليها القانون، وقد لاقت الحملات تجاوبًا كبيرًا من جانب المواطنين.
من البحيرة: الضحايا يروين تفاصيل مرعبةوفي السياق ذاته، قال الدكتور يسرى بيومى، وكيل وزارة الصحة بمحافظة البحيرة، إن نسبة ختان الإناث بالمحافظة تراجعت عن العام الماضي بنسبة كبيرة تصل إلى 47% بسبب ندوات التوعية المكثفة التي تقوم بها مديرية الصحة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة في البحيرة، مشيراً إلى أن الفئة العمرية التي كانت أكثر عرضة لعملية الختان كانت تتراوح من سن 8 إلى 17 سنة.
وأوضح بيومي، فى تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أنه تم تكثيف ندوات التوعوية في كافة قرى المحافظة، من خلال الرائدات الريفيات في الوحدات الصحية، والمدارس الحكومية والخاصة، لافتاً إلى أن القانون الأول الذي صدر عام 2008 اعتبر ختان الإناث جنحة، ثم تم تغليظ العقوبة عام 2016 ليصبح جناية يعاقب مرتكبها بالسجن من 5 إلى 7 سنوات وإذا نتج عنها عاهة مستديمة أو وفاة الضحية يعاقب المخالف بالسجن المشدد.
اقرأ أيضًا.. خالد منتصر: ختان الإناث "جريمة".. وحدوثها في مصر "نكسة"
وتتعدد في محافظة البحيرة، جرائم ذبح الفتيات تحت شعار "ختان الإناث"، حيث تؤكد "إيمان. م. إ"، إنها تعرضت لهذه الجريمة على يد والدتها وطبيبة أمراض نساء في مستوصف طبي بمدينة دمنهور، قائلة: "كنت أبلغ من العمر 12 عاماً و في أجازه الصف السادس الابتدائي ذهبت برفقة والدتي وجدتي إلى إحدى المستوصفات الطبية بدمنهور، وبعد نصف ساعة جاءت الممرضة وقالت وهي تشير عليَّ: البنوتة تجهز الدور عليها، وكنت لا أدري ما الذي يحدث حولي؟ وبدء الخوف يتسرب بداخلي حتى شعرت أنني لا أستطيع التقاط أنفاسي، ودخلت أنا وجدتي في غرفة بها ممرضة و سرير بجواره بعض المعدات الطبية، وقالت لي الممرضة: أنتٍ لسه بملابسك، اقلعي يلا فى بنات غيرك كتير منتظرة، وجاءت والدتي وأخذتني إلى السرير وبدأت بالفعل تخلع ملابسي الداخلية، وأخذت أبكي حتى أتت الطبية و بدأت تهدئ فيا بكلمات غير مفهومة لي حتى بدأت بالفعل تستخدم معدات طبية وقامت بعمل عملية الختان".
وأضافت إيمان: "بعد إجراء العملية شعرت بأول صدمة تعرضت لها أو فقدان ثقة من أكثر شخصين منحت لهم الثقة والدتي وجدتي، كنت أريد أن أبكي وأصرخ كثيرًا لكني فقدت القدرة حتى على البكاء، وبقيت منعزلة في غرفتي لمدة شهر، وحتى الآن لا أثق في أي شخص، وقد حدثت بيني وبين زوجي مشاكل كثيرة بسبب البرود الجنسي الذي أصابني بعد عملية الختان الإناث".
وتشير "ندا. أ. س"، فتاة مقيمة في مركز أبو حمص، إلى أن ختان الإناث جريمة تتعرض لها الفتاة على يد أسرتها، قائلةً: "حتى الآن ما زالت أذكر ما فعلته والدتي وعمتي بيَّ، عندما أخذوني إلى إحدى القرى المجاورة للداية التي طلبت مني خلع ملابسي، قائلة لي: متخافيش يا بنتي دي شكة دبوس، لأجدها تقوم برش بعض المواد المخدرة جزئيًا وتبدأ بذبحي بأداة حادة، أمام أعين أمي وعمتي، اللتين قامتا بتكتيفي ومنعي من الصراخ، ولكن حتى وإن منعوني عن الصياح والصراخ من الآلم، من يمنع عني الشعور بالذبح بسكين بارد بحجة العفة والطهارة".
اقرأ أيضًا.. تحت شعار "لا لختان الإناث".. "الشباب والرياضة" بالبحيرة تطلق ماراثون فتيات
في الدقهلية: "تختين الفتيات" شرط لزواجهنومن جانبه، أوضح الدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة بمحافظة الدقهلية، أن القانون نص على تجريم عمليات ختان الإناث، نظرًا للأضرار العديدة التي تصيب الفتاة جراءه، ولذلك أصبح الختان غير متواجد فى المستشفيات الحكومية والوحدات الصحية بالدقهلية خلال السنوات الأخيرة، وأي طبيب يقوم بإجراء هذه العملية يكون مرتكبًا لجريمة كبرى، ويتم إبلاغ الشرطة ضده فورًا، لأنه ارتكب فعل يعاقب عليه القانون، ولذلك اختفت تلك الظاهرات من سنوات كثيرة من المستشفيات الحكومية والوحدات الصحية بمحافظة الدقهلية.
وأضافت الدكتور فرحة الشناوي، مقررة المجلس القومى للمرأة بمحافظة الدقهلية، أن ظاهرة ختان الإناث متواجدة بالفعل داخل المحافظة، وبنسبة كبيرة يصعب حصرها حتى الآن، وهذه الظاهرة تنتشر بنسبة أكبر فى القرى الأكثر فقرًا مثل قرى: بلقاس، والمنزلة، مشيرةً إلى أنه بعد التحدث مع الأهالي لمعرفة الأسباب التي تدفعهم إلى القيام بعملية تختين الفتيات، يكون المبرر الذي يسقونه هو أن ختان الإناث فريضة دينية، وأنه يعف الفتيات، وأي فتاة لا تجري هذه العملية لا تتزوج، ونحن بدورنا نقوم بالرد على هذه المعتقدات الخاطئة، والتحدث مع أولياء الأمور والتوضيح لهم بالأدلة أن الختان عادة وليس من الدين في شيء، وأنه لا يعف الفتاة، بل هو جريمة يعاقب عليها القانون، وأي طبيب أو ممرضة يجري هذه الجراحة يتم حبسه لمدة تتراوح من 5 وحتى 7 سنوات، فضلًا عن وضع ولي الأمر تحت طائلة القانون لقيامه بجريمة في حق ابنته.
اقرأ أيضًا.. حب عاش للأبد.. الموت يخطف عروسا الدقهلية في ليلة زفافهما (صور)
وأشارت مقررة المجلس القومى للمرأة بمحافظة الدقهلية، إلى أن ختان الإناث جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، ويتسبب في الكثير من الأضرار للفتيات يأتي على رأسها الأضرار والمشاكل النفسية التي تظهر آثارها بعد فترة من الزمن، مؤكدةً أن من يُقدم على فعل هذه الجريمة ترسخت لديه قناعات مصدرها العادات والتقاليد المتوارثة من الأجيال السابقة، إضافة إلى عدم وجود الثقافة الكافية التي تمنع كحائط صد يمنع أولياء الأمور من القيام بهذه الجريمة في حق بناتهم.
اقرأ أيضًا.. مريضة 300 كيلو تكتشف حملها فجأة وتلد أثناء عملية تكميم بمستشفى جامعة المنصورة
الغربية تواجه الظاهرة بخطة من 6 محاورقالت الدكتورة ماجدة الخواخة، عضو المجلس القومي للمرأة بمحافظة الغربية، إنه على الرغم من تجريم ختان الإناث قانونًا منذ عام 2007؛ إلا أن هذه الجريمة تمارس بحق الفتيات في العديد من مدن وقرى محافظة الغربية حتى الآن، ونحن بدورنا رصدنا حالات كثيرة خاصة بهذا الشأن وخاصة في القرى الأكثر فقرًا، إلا أن الفتيات اللاتي مورس في حقهن هذه الجريمة لا يجرؤون على البوح بما حدث لهن، على اعتبار أن الحديث عن ذلك يندرج تحت بند "العيب"، وهو البند الذي يُفين وراءه الكثير والكثير من الأمور التى يخشين الحديث عنها، فلا نستطيع المساعدة، وليس لدينا أى سلطة لمواجهة هذه الجريمة إلا لو قامت الفتاة بالإبلاغ عن الجريمة التى تعرضت لها أو قام أحد من أهلها بالإبلاغ، وهو ما يجعلنا نقف موقف العاجز عن إنقاذ أرواح بريئة لا تدرك مدى خطورة ما تعرضت له.
اقرأ أيضًا.. مايا مرسي توضح تجربة مصر فى مكافحة ختان الإناث
وأضافت الخواخة، أن فرع المجلس القومي للمرأة بالغربية دائم التردد على القرى النائية، وعمل حملات توعوية للفت انتباه الأهالي بخطورة ما يفعلونه ببناتهم، إلى جانب توزيع مطبوعات تحمل العديد من المعلومات عن تلك الجريمة، ومدون بهذه المطبوعات أرقام الاستغاثة ونجدة الطفل، للإبلاغ عن أى حالات من هذا القبيل قبل حدوثها، والحقيقة المؤسفة أن ختان الإناث كان ومازال كابوسًا يطارد فتيات الريف، حيث صدرت دراسة فى مقتبل عام 2000، أثبتت أن أكثر من 34% من فتيات الغربية، والتى تتراوح أعمارهن بين 14 إلى 45 عامًا، تعرضن للختان، وحاول المجلس القومى للمرأة عمل احصائيات إلا أنه فشل، بسبب أن الحديث فى هذا الموضوع "خط أحمر"، وهو ما دفع المجلس بالتعاون مع وزارة الصحة، برئاسة الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة الأسبق، إلى وضع خطة من 6 مراحل، للقضاء على الختان نهائيًا مع دخول عام 2030.
من جانبها قالت الدكتورة محاسن شكرى، أخصائي أمراض النساء والتوليد بمستشفى المنشاوى العام بمحافظة الغربية، إن المستشفى لا تأتيه أي حالات ختان سوى لغرض طبي، حيث تعد المستشفى ملتقى لسيدات وفتيات مراكز المحافظة الثمانٍ، ونادراً ما تأتى إلينا سيدة بفتياتها للكشف والسؤال عن وجوب الختان من عدمه؟ فنحاول شرح خطورة تلك العملية على الفتاة فى المستقبل، وهو ما لا تتقبله بعض أمهاتنا الكبار، حيث تربين على أن الختان عفة، ويحمى الفتاة من الشيطان، ولا يعلمن أن الشيطان يلعب بعقولهن بعد تلك العملية آلاف المرات، ليكرهن البيت والزواج وأجسادهن.
وأوضحت شكرى، أن مديرية الصحة بالغربية، بالتعاون مع إدارة العلاج الحر، يشنان بصفة مستمرة حملات على العيادات الخاصة، والتى تمارس أعمالها فى قرى الريف، لمنع تلك العملية الخطيرة، والتى قد تفقد الفتاة حياتها خلالها، كما يتم عمل حملات توعية شهرياً بخطورة الختان على الفتيات من حيث الزواج والحمل والولادة وغيره، كما يساعدنا فى ذلك مديرية الأوقاف والتى بدورها تجرم تلك العملية مستندة على نصوص الدين الصحيحة.
إصابة فتيات في المنوفية بـ"الشلل" بعد إجراء الختان لهنقال الدكتور نصيف الحفناوي، وكيل وزارة الصحة بمحافظة المنوفية، إن عمليات ختان الإناث لم تعد تحدث داخل مستشفيات المحافظة، سواء المستشفيات العامة (المركزية) أو الخاصة وذلك منذ أكثر من نصف عام، خاصة بعد التشديد على عدم القيام بهذه العملية داخل المستشفيات لخطورتها على الفتاة وفي نفس الوقت على الشخص القائم بها، وعلى الرغم من التشديدات الطبية؛ إلا أن هناك بعض القرى داخل المحافظة تستخدم سيدة يُلقبها الأهالي بـ"الداية"، لتجري العملية ومن يتم ضبطها تعاقب بأقصى عقوبة قانونية، مشيرًا إلى أن مديرية الصحة بالمنوفية تعقد العديد من الندوات الإرشادية شهريًا داخل قري المحافظة لمنع حدوث عمليات الختان للإناث بداخلها.
وأشار مصطفي محمود، مسؤول ملف حقوق المرأة بالمجلس القومي للمرأة فرع المنوفية، إلى أن المجلس القومي للمرأة ينظم العديد من الحملات للحفاظ على صحة المرأة، هذا فضلاً عن منع الأطباء من القيام بعمليات الختان عقب تجريمها وحظر إجرائها في المستشفيات؛ لأنها تؤثر بالسلب على المرأة بل وتؤدي في بعض الأحيان للوفاة أو حدوث شلل، وقد سجل المجلس تقديم بلاغ لحالتين قامتا بعمل عملية الختان إحداهُمها بالصف الثاني الإبتدائي وقد أصيبت بالشلل لقيام الطبيب بإزالة جزء خاطئ، بينما أصيبت الحالة الثانية بأمراضٍ نفسية ما زالت تعالج منها حتى الآن، مؤكدًا أن الختان في القرى انخفض بنسبة 68%، ولم نتلقى خلال الآونة الأخيرة أي إشعارات بحدوث حالات وفاة نتيجة عملية الختان، وهذا نتاج جيد في الفترة الحالية.
"صحة بورسعيد": الختان اعتداء على الإنسانية.. ويعرض الفتاة للموتنجحت الجهات التنفيذية بمحافظة بورسعيد، بالتعاون مع الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، في مجابهة جريمة ختان الإناث، والحد من انتشارها بنسبة كبيرة، وقالت نجلاء إدوارد، مقرر فرع المجلس القومي للمرأة ببورسعيد، إن ختان الإناث يعتبر أبرز أنواع العنف المُمارس ضد المرأة ولذلك تم بث عدة رسائل دينية، وصحية، وقانونية، للمرأة الريفية من خلال قافلتين بقريتى أم خلف، والرضوان، للتوعية ضد خطورة ختان الإناث وأضرار هذه العادة، واصفة المرأة بأنها "السفيرة في التوعية".
وأكدت إدوارد، أن ختان الإناث عادة تنتشر فى 29 دولة أفريقية وهى جريمة بنص المادة 242 مكرر من قانون العقوبات المصري، وانتهاك لحق الطفلة والمرأة، مُبينةً أنه حسب إحصائيات منظمة يونيسف أن حوالي 36 مليون فتاة تتعرض سنويًا بشكل أو بآخر لختان الإناث على مستوى العالم وأكثر من 90% من الفتيات المختونات في مصر من سن 19 سنة يتم ختانهن قبل بلوغ سن 12 سنة، وهناك انخفاض في نسبة انتشار ختان الإناث بمصر فى الفئة العمرية من 15 وحتى 17 سنة كما انخفضت نسب الأمهات الراغبات فى ختان بناتهن فى مصر، وتتفاوت نسب انتشار ختان الإناث بين الفتيات فى عمر 19 عام حسب التوزيع الجغرافى من 31% فى المحافظات الحضرية إلى 75% فى المحافظات الريفية.
وأوضحت مقرر فرع المجلس القومي للمرأة ببورسعيد، أن مجهودات المجلس لم تتوقف عند حملات التوعوية بالمناطق الريفية بل تنوعت ما بين حملات طرق الأبواب، وتم عقد ندوات عديدة من بينها ندوة تحت عنوان: "احميها من الختان"، بمكتبة حى الزهور، وذلك بالتعاون مع المجلس القومى للأمومة والطفولة ولجنة حماية الطفل، مؤكدةً على ضرورة التوعية، لأنها أساس القضاء على كل المعلومات الخاطئة أو الإشاعات التي تروج، وأن جريمة ختان الإناث تعود إلى ثقافة ووعى الأم أولًا، ثم الأسرة، ولذا يجب أن تعى الأم بأنها تُقبل على ارتكاب جريمة كبرى فى حق ابنتها، فلابد من التوعية الشاملة للقضاء على هذا العمل السلبي و الإجرامى فى المجتمع المصرى، مشيرةً إلى أنه سيتم عمل حملة لطرق الأبواب خلال هذا الأسبوع وتستمر لمدة 3 أيام، على مستوى المحافظة، بمشاركة الرائدات الريفيات والمتطوعات لشرح رسائل الحملة، وكيفية نشرها للقضاء على هذه العادة المنتشرة لدى البعض.
وقالت ناهد عبد الرازق، خبير الأحداث وممثل الدفاع الاجتماعى بلجنة حماية الطفل، إن المادة 116 من القانون رقم 126 لسنة 2008، تنص على أن كل من يعرض الطفل للخطر يعاقب بالحبس والغرامة وأن ختان الإناث جريمة يعاقب عليها القانون، مؤكدةً أن بورسعيد لم ترصد أية حالات ختان للإناث خلال الآونة الأخيرة، بينما ورد بلاغ لنجدة الطفل خلال الأيام الماضية عن إجراء عملية ختان للإناث، وعقب عمل التحريات اتضح عدم صحة البلاغ، وأن السبب ورائه مشاكل أسرية.
وأوضح أحمد حافظ، أخصائى نفسى بمستشفى الصحة النفسية ببور سعيد، أن الأضرار النفسية لختان الإناث والتى تؤدي إلى الاكتئاب والبعد عن المجتمع، تجعل هذه العملية جريمة واعتداء على الإنسانية وتعرض الفتاة للموت عن طريق مضاعفات النزيف.
"صحة الفيوم": الظاهرة في طريقها للاختفاءقالت آمال هاشم، وكيل وزارة الصحة بالفيوم، إن إحصائيات عمليات ختان الإناث التي تجرى في المحافظة والمثبتة في السجلات الرسمية تؤكد أن الظاهرة في تراجع مستمر، وأن المديرية لم تسجل حالة واحدة من الختان في أرجاء المحافظة خلال الآونة الأخيرة، مشيرةً إلى أن هذا يعكس ارتفاع نسبة الوعي بين أبناء المحافظة، وأن حملات التوعية التي أجريت بواسطة مديرية الصحة ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالمرأة نجحت في الحد بنسبة كبيرة من هذا السلوك الذي يؤثر بدوره على البنية النفسية والسيكولوجية لكل فتاة خاصة إن كانت في سن صغيرة.
وأشارت هاشم، إلى أن غرفة عمليات مديرية الصحة تتابع على مدار الساعة وتتلقى ما يقوم به المواطنين من بلاغات لرصد وتسجيل ما يتم من عمليات ختان الإناث، وأن من يقوم بتلك الأعمال بشكل سري أو علني يقع تحت طائلة القانون وتتم معاقبته وفقا لمواد قانون العقوبات المصري والمعنية بهذا الشأن.
اقرأ أيضًا.. تفاصيل أول قضية نسب طفلة لوالدها بعد إنكاره في الصعيد.. والمحامية: الحكم انتصار للمرأة
وأوضحت ليلى طه، مقررة المجلس القومي للمرأة بالفيوم، إن فرع المجلس يعقد العديد من الندوات بالمحافظة، بالإضافة إلى القوافل التوعوية بالمراكز والقرى، مضيفة أن ختان الإناث يمثل جريمة كبرى في حق الفتيات وأضراره كثيرة وقد تؤدي إلى الوفاة وأن من يطلقون على ختان الإناث اسم طهارة الفتاة، هو تعريف خاطئ حيث أن العفة والطهارة والأخلاق ليست بالختان بل بالتربية السليمة واﻻلتزام بتعاليم الدين ومبادئه وهما السبيل الأمثل والصحيح للعفة والطهارة.
المنيا تخفي الاحصائيات بـ"أوامر من الوزارة"قال الدكتور شنطوري إمام، مدير إدارة تنظيم الأسرة بمديرية الصحة فى محافظة المنيا، إن ظاهرة ختان الإناث بمراكز وقرى محافظة المنيا تراجعت كثيرًا فى نسب انتشارها عن السنوات الماضية، موضحًا إلى أن ذلك جاء عقب عقد العديد من الندوات التوعوية بمختلف مراكز وقرى المحافظة لتوعية الأسر بضرورة التخلى عن عادة ختان الإناث الضارة، مؤكدًا أنه لا توجد نسب محددة لانتشار هذه الظاهرة ولكن وزارة الصحة لديها إحصائيات لنسب انتشار عادة ختان الإناث غير مصرح لنا بالإعلان عنها.
وأوضح مدير إدارة تنظيم الأسرة بمديرية الصحة فى محافظة المنيا، أن انتشار عادة ختان الإناث متواجدة بكافة مراكز محافظة المنيا التسع ولم تنتشر فى مركز دون آخر وهي إحدى العادات والموروثات القديمة ولها خلفيات كثيرة جدًا لكننا ننهاض من أجل أن يبدأ المواطنين بمجابهة الظاهرة مثلما قمنا في السابق بمناهضة عدد من العادات السيئة، مؤكدًا أن عادة ختان الإناث مازالت متواجدة بمحافظة المنيا، لافتا إلى أنه يتم تدريب الأطباء والممرضات والرائدات الريفيات على تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الأسر بكافة المناطق المحافظة، قائلًا: "أثناء عقد الندوات نقابل حالات من المتضررين من عادة الختان وهن سيدات بالغات وفتيات صغيرات، ومن ثم نقوم بالتوجيه وإعادة تأهيل لهؤلاء المصابين، أما في حال قيام من يُطلق عليها "الداية" بإجراء عملية ختان الإناث توقع عليها ثلاث عقوبات هي: عقوبة هتك عرض، وعقوبة ممارسة مهنة الطب بدون ترخيص، وعقوبة إحداث عاهة مستديمة، أما الأطباء فتواجههم تهم منها مخالفة قيم مهنة الطب وغيرها من العقوبات، وهناك أطباء عوقبوا بسبب إجراء هذه العملية، خاصة عقب قضية الطفلة بدور".
اقرأ أيضًا.. "قرص غلة" ينهي حياة الأولى على الثانوية العامة بالمنيا
بني سويف تواجه الظاهرة بمبادرة "بنتي نور عيني"قالت ليلى أبو عقل، مقرر فرع المجلس القومي للمرأة ببني سويف، إن ظاهرة ختان الإناث تعتبر من المشاكل الكبرى التى يصعب حصرها فعليًا، وذلك للقيام بها في سرية تامة بين أفراد المجتمع، مشيرةً إلى أن هناك العديد من التشريعات والقوانين الجديدة التي تم سنها للحد من زيادة أعداد حالات ختان الإناث، وذلك من خلال إحالة تصنيف القضية للأطباء لمن يقوم بعملية ختان الإناث من جنحة إلى جناية، مع الحبس ما بين 5 إلى 7 أعوام، فضلا عن وجود عقوبة السجن للوالدين من 6 أشهر إلى عامين، وغرامة مالية كبيرة.
وأضافت، أنه تم إقامة العديد من ندوات التوعوية والزيارات المدنية للأهالى بكل مكان داخل أطراف المحافظة، ما بين المساجد والنوادي والكنائس، لتوضيح خطورة ختان الإناث، والأضرار القانونية والنفسية التى تلحق بالفتاة، وتفعيل حملة طرق الأبواب المعروفة بـ"احميها من الختان" بقرى ومراكز المحافظة، التى أطلقتها اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة، لأكثر من 40 قرية من قرى المحافظة، وبلغت عدد الزيارات منذ إطلاق الحملة 11 ألف و260 زيارة، وبلغ عدد المستهدفين 55 ألف و 398 مواطنًا، منهم 19 ألف و 913 سيدة، و14 ألف و458 رجلًا، و23 ألف و6 فتيات.
اقرأ أيضًا.. صورة في مستشفى دار الشفاء حول أهمية ختان الإناث تثير جدلًا
وأشار الدكتور أحمد بغدادي، وكيل مديرية الصحة ببني سويف، إلى أن المديرية تقوم بالعديد من الندوات التوعوية والمحاضرات الصحية بالقرى والمدن وبكافة مراكز المحافظة السبع، لتوضيح خطورة ختان الإناث على صحة الفتيات، وبلع عدد الندوات أكثر من 25 ندوة، موضحًا أن المحاضرات والندوات التوعوية تشمل التوضيح بالمشكلات الصحية قصيرة المدى التي يسببها الختان، ومنها النزيف وقد يكون حاداً إلى درجة تؤدي للموت، إضافة إلى العدوى والتى تؤدي إلى تعفّن الدم، وبالتالي إلى الوفاة، والكدمات والألم من طقوس الختان، إضافة إلى مشكلات صحية مزمنة مثل مشكلات في التبول، والمشكلات الصحة النسائية، وفقد القدرة على التخلص من دم الحيض بأكمله، وخطر انتقال العدوى الجنسية، حيث تجري هذه العمليات في بيئة لا تراعي التعقيم، مما قد يساعد على نقل العدوى في ما يتعلق بالأمراض الجنسية، مثل الإيدز، عن طريق الأدوات والمباضع، بالإضافة إلى مشكلات التمزق أثناء الحمل، والنزيف الحاد، وكذلك طول فترة الحمل، مؤكدًا أنه حتى الآن لم تسجل مديرية الصحة بالمحافظة، أى حالة وفاة بسبب إجراء عملية الختان.
وتابعت عائشة عبدالرحيم، مدير إدارة تكافؤ الفرص بمديرية التربية والتعليم ببني سويف، أن للإدارة دور كبير في مكافحة ختان الإناث بالمحافظة، وذلك من خلال عقد أكثر 70 ندوة ضمن مبادرة "بنتي نور عيني"، بالتعاون مع مديرية الصحة، عن مخاطر ختان الإناث، ومناهضة العنف ضد المرأة والطفل، مشيرةً إلى أن المبادرة تشمل أيضًا، محاضرات توعوية تتناول الجانب النفسي والصحي والديني والقانوني، وأن المبادرة ستجوب الإدارات التعليمية السبع على مستوى المحافظة، والهدف منها التأكيد على تمكين الفتيات لاستكمال تعليمهن، ومناهضة العنف ضدهن أو ختانهن لما لهما من آثار سلبية على الفتاة بشكل مباشر، وعلى المجتمع بشكل غير مباشر وتؤثر على قطار التنمية.
اقرأ أيضًا.. القومي للمرأة يشارك بالحفل الختامي لحملات ختان الإناث بأسيوط
11 حالة ختان بأسيوط خلال الأيام الأخيرةقالت منار كامل، مدير إدارة حماية الطفل بمحافظة أسيوط، إنهم يستنكرون دائمًا الممارسات التي تنتهك براءة الفتيات جسديًا ومعنويًا، ويأتي على رأس هذه الممارسات "ختان الإناث"، مشيرةً إلى أن تكاتف جميع أفراد المجتمع هو السبيل الأوحد للقضاء على هذه الجريمة، وهذا التكاتف يتمثل في إحداث التغيير السلوكي الذي يكفل لبناتنا توفير الحماية والرعاية اللازمة لهن، ومن الأشياء الايجابية في هذه المسألة أن مصر قطعت بالفعل شوطًا كبيرًا في هذا الاتجاه، بفضل الإرادة السياسية الواعية، فكانت من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية حقوق الطفل، والتزمت بالمعاهدات الدولية التي تحمي الأطفال من كافة أشكال العنف.
وأضافت كامل، أن الإجراءات السابقة شملت تعديلات قانون الطفل عام 2008 والمادة التي أضيفت لقانون العقوبات لأول مرة بنص صريح لتجريم ختان الإناث، وتعديلات لاحقة لتغليظ العقوبة عام 2016، لضمان ملاحقة ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة، وكذلك اللجنة الوطنية المشتركة للقضاء على ختان الإناث، والتي تعمل من منظور تفاعلي مع كل الوزارات والمؤسسات والمنظمات الدولية والأهلية والمجتمع المدني لتسريع وتيرة القضاء على ختان البنات وفق رؤية مصر 2030 وبما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.
اقرأ أيضًا.. القومى للمرأة يطلق مبادرة "هن حصن وطن" بأسيوط
وأكدت مدير إدارة حماية الطفل بأسيوط، أنه خلال الأيام الماضية تم رصد 11 حالة ختان إناث بأسيوط، من قبلِ مجلس حقوق الطفل، وكان أبرزها ورود بلاغ على خط نجدة الطفل رقم (152678) يفيد بأن طبيبًا يُدعى "ف. ه"، يقوم بإجراء عمليات ختان الإناث داخل عيادته الخاصة، الكائنة أمام مبنى الإدارة الصحية، بمركز ساحل سليم، وتبين أن هذه العيادة باسم زوجته الدكتورة "م. ع"، وتم ارسال البلاغ للدكتور محمد زين، وكيل وزارة الصحة بأسيوط، وعضو اللجنة العامة لحماية الطفل، الذي شكل لجنة من العلاج الحر، وتحركت على الفور في إحدى العطلات الأسبوعية (يوم الجمعة)، وتم التأكد من صحة البلاغ، وضبط أدوات جراحة داخل العيادة، بالرغم من أنها تخصص أنف وأذن وحنجرة، وعلى الفور صدر قرار بتشميع العيادة بالشمع الأحمر، وطبقًا لقانون العقوبات فإن هذا الطبيب تنتظره عقوبة تتراوح من 5 إلى 7 سنوات، إذا تم ختان أي فتاة، أما في حال وفاة الفتاة أو حدوث نزيف فإن العقوبة تتضاعف إلى 15 سنة.
وأضافت كامل، أن الحالة الثانية وردت ببلاغ رقم (141515)، والذي أفاد بوجود ممرضة تُدعى "ع. أ"، تقوم بتختين الفتيات داخل الوحدة الصحية بقرية الهدايا، وأنها بصدد تختين 4 فتيات متوسط أعمارهم 8 سنوات، وستقوم بإجراء عملية التختين سيدة تُدعى "ش. ع"، وشهرتها "أ. أ"، وعلى الفور تواصلنا مع مأمور مركز شرطة أسيوط، لإخطار آباء وأمهات الفتيات، وأخذ تعهد عليهم بعدم إجراء هذه العملية لبناتهم، وتحويلهم للنيابة العامة فى حالة قيامهم بهذه الواقعة، كما تم توجيه خطاب لمدير الوحدة الصحية لاتخاذ اللازم تجاه الممرضة وأستدعاء السيدة التى تقوم بالختان وأخذ تعهد عليها بعدم القيام بهذه الجريمة مرة أخرى.
اقرأ أيضًا.. "القومي للمرأة" بأسيوط ينظم دورات تدريبية ضمن حملة "احميها من الختان"
أما الحالة الثالثة - والحديث مازال لمدير إدارة حماية الطفل بأسيوط- فقد وردت إلينا عن طريق بلاغ رقم (147402) بشأن الطفلة "س. م"، 11 عامًا، بمركز أبنوب، حيث قامت جدتها بختانها، والأب متوفى والأم متزوجة من رجل آخر، وتم التوجه إلى مقر إقامة الجدة التى اعترفت أنها قامت بختان الفتاة ولم تصرح باسم من قام بذلك سواء طبيب أو ممرض، وتم تحرير محضر بالواقعة رقم 3787 إداري 2018، وبعدها تم عقد ندوة داخل القرية لتوعية الأهالي بخطورة هذه الجريمة.
وأشارت الدكتورة مروة كدوانى، مقرر المجلس القومي للمرأة بأسيوط، أن ختان الإناث جريمة يعاقب عليها القانون، إضافة إلى أن علماء الدين أكدوا أنه عادة وليست من الدين، وهو أمر مخالف لكل آداب مهنة الطب، ولذلك نحن نعمل بكل جهدنا لحماية بناتنا من هذه الجريمة التي تدفع الأنثى ثمنها مدى الحياة.
اقرأ أيضًا.. تدريب 50 رائدة ريفية بورشة عمل لمناهضة ختان الإناث بسوهاج (صور)
حملات مكثفة بمراكز وقرى سوهاج لمحاصرة الظاهرةقالت الدكتور سحر وهبي، مقرر المجلس القومي للمرأة بسوهاج، إن فرع المجلس بسوهاج ينظم بالتعاون مع المحافظة ورش عمل لمناهضة ختان الإناث، بهدف تدريب أعضاء وحدات حماية الطفل والرائدات الريفيات، للمشاركة فى مبادرة "طرق الأبواب" تحت شعار "احميها من الختان"، لتوعية المجتمع السوهاجي بخطورة قضية ختان الإناث، والتي استهدفت 29 ألفًا و546 من السيدات و الرجال و الأطفال بمراكز وقرى المحافظة الـ12.
وأضافت وهبي، أنه يحاضر المتدربين نخبة من الأساتذة في النواحي الطبية والدينية والاجتماعية والقانونية، مشيرةً إلى إجراء مسح شامل وتوعية للأهالي تمهيداً لإعلان إحدى القرى خالية من ختان الإناث، وأن تلك القوافل التوعوية تأتي ضمن مجموعة من الفعاليات التى ينظمها المجلس والتى تهدف إلى التعريف بقضية ختان الإناث، وتأثيره السلبي على صحة المرأة الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى العقوبات التى فرضها القانون على مرتكبي هذه الجريمة، وتضمنت الرسائل الإعلامية للحملة التوعوية للقضاء على ختان الإناث، عناوين عدة مثل: "ختان الإناث عادة أفريقية وليس عبادة.. وختان الإناث ليس له علاقة بأي شريعة سماوية.. وجميع الهيئات الطبية في العالم تعتبر ختان الإناث جريمة مخالفة لآداب المهنة".
وأكدت مقرر المجلس القومي للمرأة بسوهاج، أن نسب ختان الإناث انخفضت جدًا خلال الفترة الماضية، وأن المجلس قام بتوعية السيدات بخطورة هذه الجريمة، وكذلك توعيتهن من الناحية الدينية، وإنه من العادات الخاطئة، ويكون مع حملة طرق الأبواب طبيبة نساء ومتخصص في علم النفس لتوضيح الآثار النفسية على الفتاة جراء ذلك، وأن هناك بعض القري والمراكز ما زالت تمارس تلك الجريمة وتم تحذيرهم وإقامة ندوات توعوية بها عن أضرار هذه العادة وعقوبتها.
اقرأ أيضًا.. ورشة عمل لمناهضة ختان الإناث تمهيداً لإطلاق مبادرة "طرق الأبواب" في سوهاج
وأكد الدكتور هاني جميعة، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، أن المديرية تقوم بعقد ندوات توعوية عن ختان الإناث من أجل محاربة هذه الظاهرة، بالتعاون مع المحافظة والمجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة بسوهاج، إضافة إلى عقد دورات تدريبية لأطباء الوحدات الصحية لمناهضة ختان الإناث، وتوضيح مضاعفاته، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول هذه الظاهرة.
اقرأ أيضًا.. صحة قنا: الكشف على 1081 حالة مرضية بالمجان في نجع حمادي
270 ندوة لمواجهة الختان بقناقالت الدكتورة سمية حسن محمد، مدير إدارة رعاية الأمومة والطفولة بمديرية الصحة بقنا، إن ظاهرة ختان الإناث لا تزال متواجدة ولكن بنسبة أقل عن السنوات السابقة، لافتةً إلى أنها تكثر فقط في قرى المحافظة الفقيرة، وأن المديرية تقوم بالتوعية بإستمرار داخل الوحدات الصحية بكل قرى المحافظة، حيث تم تنظيم 270 ندوة تثقيفية للسيدات لمكافحة هذه الجريمة، منذ شهر يناير الماضي وحتى أغسطس المنصرم، استهدفت السيدات المقبلات على الإنجاب والحماوات، ليكن أكثر حرصاً على بناتهن، مؤكدةً أنه لم تصل إلى المديرية خلال الآونة الأخيرة أي شكوى بوجود حالة وفاة بسبب الختان.
وأوضحت الدكتور هدى السعدي، مقرر فرع المجلس القومي للمرأة بقنا، أن المجلس استهدف 60 ألف مواطنًا من مختلف الفئات، بمراكز وقرى محافظة، للمكافحة ضد ختان الإناث، والذي ساعد أكثر على التوعية هو انطلاق حملة "احميها من الختان" التي أطلقتها اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة، وبدأت هذه الحملة بتنظيم دورات تدريبية للرائدات الريفيات، والتي كان هدفها رفع مهارتهن في مكافحة الختان، وكيفية القضاء عليه داخل محافظة قنا.
وتابعت السعدي، أن المجلس بدأ طرق الأبواب تحت عنوان الحملة "احميها من الختان"، والتي استهدفت أكثر من 60 ألف و40 شخصًا من مختلف الفئات في فترة قصيرة وجابت معظم قرى المحافظة، وحملة عدة رسائل، منها: "الختان عادة وليس عبادة.. وكل الأديان السماوية تحرم امتهان جسد المرأة وبتر جزء منه.. وجميع الهيئات الطبية فى العالم تعتبر الختان جريمة يعاقب عليها القانون ومخالف لآداب المهنة.. والختان ليس له علاقة بعفة الفتاة ولكن عفتها تنبع من التربية الصحيحة والتعليم الجيد.. وبناتنا أمانة يجب أن نحميهن ونحافظ عليهن".