يبدو أن قطار الهواتف الذكية المتسارع جداً لن يتوقف قريباً، هذا ما تشير إليه موجة الهواتف الذكية المتوافقة مع الجيل الخامس التي تتمتع بقدرات تقنية غير مسبوقة، لاسيما في سرعة الاتصال الصوتي أو المرئي فضلاً عن القدرات الفائقة لنقل وتنزيل البيانات والتي تصل إلى 100 ضعف هواتف الجيل الرابع، ما ينذر بإحالة الجيلين الثاني والثالث إلى التقاعد.
- رهان الابتكار حائر بين تلبية حاجة المستهلكين وتقديم ابتكارات تناسب ثورة الهواتف الذكية الجديدة:-
ويراهن كثيرون من المتخصصين والخبراء في صناعة الهواتف الذكية، على أن آلة الابتكار في هذه الهواتف كانت قد تباطأت أو تكاد تكون توقفت خلال العامين الماضيين بسبب تحول جميع الهواتف إلى نسخة مكررة تقريباً، باستثناء فروق بسيطة في قدرات الكاميرات أو طول عمر البطارية أو في سعة التخزين، لكن يبدو أن قدرات شبكات وتقنيات هاتف الجيل الخامس ستكون بمثابة «قبلة الحياة» للهواتف الذكية التي عانت لفترة من تراجع معدلات الابتكار.
- ارتفاع أسعار هواتف الجيل الخامس تحدي يحد من انتشارها:-
ويعد ارتفاع أسعار هواتف الجيل الخامس أحد العقبات التي تعترض طريق انتشارها بالسوق المصري خاصة أن تسعيرتها ستظل مرتفعة لفترة زمنية ليست بالقصيرة،الأمر الذي يفرض على المصنعين مواجهة هذا التحدي بالتعاون مع مشغلي الاتصالات لتقديم هذه الهواتف للمستخدمين وفق حلول سعرية تساهم في تشجيع المستخدمين على الشراء وبالتالي دخولهم إلى دائرة التعود على السرعات والتقنيات الجديدة أو اللجوء للحل الأصعب وهو تخفيض أسعار الهواتف إلى مستويات الهواتف الفاخرة المتوفرة في السوق حالياً.
- مبيعات الهواتف الذكية بالسوق المصري لن تشهد رواج لهواتف الجيل الخامس:-
ونظراً لتمتع السوق المصري بنسبة انتشار كبيرة للهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط بين السكان على مستوى العالم وتمتع نسبة كبيرة من هؤلاء السكان بقدرات شرائية عالية، إلا أن حسب دراسة لشركة الأبحاث والدراسات GFK فإن الإقبال على شراء هواتف الجيل الخامس سيظل محدوداً وبنسبة تتراوح بين 10 إلى 20% على الأكثر من مستخدمي الهواتف الذكية في الدولة من إجمالي المستخدمين.
وتشير إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن قيمة واردات مصر من الهواتف المحمولة، بلغت 20.66 مليار جنيه خلال الـ 9 أشهر الأولى من العام الماضي. فيما كشفت تقارير وزارة التجارة أن إجمالي حجم مبيعات الهواتف المحمولة في مصر يصل لنحو 40 مليار جنيه سنوياً في الوقت الذي تبلغ فيه حركة السوق حوالي 18 مليون جهازاً وتعفي الحكومة المصرية واردات الهواتف المحمولة من رسوم الجمارك لكنها تفرض عليها ضريبة قيمة مضافة بنسبة 14%.وكشف تقرير الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن 88.1% من الأسر المصرية تمتلك هواتف محمولة فى حين 22.1% فقط منهم يمتلكون هواتف ذكية أى أن شرائح أصحاب الهواتف التى تجاوزت 1000 جنيه فقط لا تشكل أكثر من حوالي 25% من الهواتف فى مصر.
- كثرة المنافسة هي الحل لزيادة مبيعات هواتف الجيل الخامس الذكية
ويأمل مستخدمو الهواتف الذكية في ارتفاع المنافسة بين مصنعي الهواتف الذكية الكبار لطرح إصدارات متزايدة من هواتف الجيل الخامس كتوجه عالمي، فيما ستبقى المنافسة بين المصنعين الكبار في هذا المجال أمثال شركات «سامسونج» و«هواوي» و«أوبو» و«أبل» التي لم تفصح صراحة حتى الآن عن موعد طرح أول «آيفون» يدعم شبكات الجيل الخامس، ما يبقى المنافسة محصورة بين الكوريين والصينيين في هذا القطاع لحد الآن.