التعليم الفني إلى أين؟.. خطوات من الحكومة لتلبية احتياجات "سوق العمل".. وخبراء: المدارس الجديدة تخدم المستثمرين

أيام قليلة تفصلنا على بداية العام الدراسي الجديد 2019/2020 ويشهد هذا العام الدراسي الجديد حالة من النشاط من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وبذل مجهود ملحوظ، كما تم توقيع أكثر من بروتوكول لدخول مجالات وأقسام جديدة في التعليم الفني.

كل ذلك يشير لبداية تعليم فني يعمل على تلبية احتياجات سوق العمل، وتخريج جيل جديد يملك الحرفية والمهنية في أي مجال محبب له أو كل طالب لديه موهبة في حرفه وعلى استعداد لتنميتها بالتعليم النظري والعملي، وأيضا توفير فرص عمل للطلبة الخريجين أي تعمل أيضا على المساهمة في القضاء على البطالة.

وآخر تطورات التعليم الفني توقيع بروتوكول بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والتي يمثلها الدكتور طارق شوقي وبين شركة ايجيت جولد والتي يمثلها مصطفى نصار رئيس مجلس إدارة الشركة، لإنشاء مدرسة لتعليم صناعة الحلي والمجوهرات لأول مرة في مصر، وقبول من 900 إلى 1000 طالب وطالبة، وذلك لتلبية احتياجات سوق العمل في مجال الذهب الذي يحتاج لعمالة حوالي من 10 إلى 15 ألف عامل سنوياً.

وقال الدكتور مجدي حمزه الخبير التعليمي لـ"أهل مصر" الخطوة التي أقدمت عليها الوزارة لفتح قسم جديد في التعليم الفني ولأول مره في مصر وهو قسم صناعة الحلي والمجوهرات يعتبر بداية جيدة، وبالأخص أن سوق الذهب في مصر يحتاج لحوالي 10 إلى 15 ألف عامل سنوياً فالبتالي تعتبر مدرسة تعليم صناعة الحلي والمجوهرات تلبي احتياجات سوق العمل في مجال معين وتعد خطوة تحسب للوزارة، على الرغم من أن الوزارة لم تقم بأي مجهود غير توقيع البروتوكول مع رئيس مجلس إدارة شركة ايجيبت جولد مصطفى نصار الذي يعد العامل الأساسي والرئيسي في وجود قسم صناعة الحلي والمجوهرات.

وأضاف حمزة أن مصطفى نصار أقدم على هذه الخطوة لخدمة احتياجاته في سوق العمل، بمعنى أن مدرسة صناعة الحلي والمجوهرات ستوفر لنصار عمالة مدربة عن طريق الحكومة لأن المدرسة تعمل تحت إشراف وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

وأشار حمزة إلى أن خلال الأشهر القليله القادمة سيتم افتتاح خمس مدارس لتعليم صناعة الحلي والمجوهرات، ومن المحتمل أن يتم افتتاحها في الفصل الدراسي الثاني وعلى الفور سيتم فتح باب التقديم، وهذا الاحتمال ناتج عن الإعلان المفاجئ لتوقيع بروتوكول بين وزارة التربية والتعليم وبين شركة ايجيبت جولد واليوم التالي تم فتح باب التقديم وخلال نفس اليوم تم زيادة عدد الفصول من 8 فصول إلى 15 فصل وأيضاً زيادة قبول عدد الطلاب من 200 طالب إلى 900 ثم إلى 1000 طالب هل هذا تم بدون دراسة جدوى؟.

وأثار حمزة عدة تساؤلات موجها إياه إلى وزارة التربية والتعليم، هل مدرسة صناعة الحلي والمجوهرات مدرسة حكومية أم خاصة؟ هل المدرسة تخضع لقوانين الوزارة الصارمة، ومع توقيع عدد من رجال الأعمال والمستثمرين عدة برتوكولات مع وزارة التعليم الفني هل أصبح استثمار مادي أم استثمار في عقول الطلاب؟ .

وأضاف الدكتور مجدي حمزة أنه يتمنى أن تكون المدارس الفنية التي أصبحت تشمل عدد كبير من الحرف أن تخضع لإشراف الوزارة والقوانين الوزارية، وأن يجيدوا التعامل مع الطلبة وأولياء الأمور، وأن لا يخضعوا لابتزاز أصحاب المدارس، ونخشى أن تكون هذه المدارس واقعة تحت بند الاستثمار لأننا يجب أن نبني عقول قبل أن نبني رأس مال ومباني.

اقرأ أيضاً...خبير تعليم لـ أهل مصر: الوزارة لا تملك قدرة السيطرة على المدارس الخاصة

وتواصلت "أهل مصر" مع الدكتور كمال مغيث الخبير التعليمي وقال أن التعليم الفني لا يلبي احتياجات سوق العمل، وذلك نظرا لوجود سؤال هل تلبية احتياجات سوق العمل تتم في ضوء تدهور منظومة التعليم الفني الذي يدعي البعض أنه بافتتاح عدد من المدارس الفنية الجديدة أصبحنا نلبي احتياجاته بالطبع لا، لأنه من اللازم أن نعالج ونطور من منظومة التعليم الفني، أى نبحث كيف نستخدم التكنولوجيا في تطوير الصناعة والزراعة والتجارة والحرف اليدوية، وأيضا الوزارة لا تملك ميزانية ولا مهارة ولا حرفية ولا مواد خام، ولا بتخرج طلاب حرفين، في الغالب بتخرج طلاب لا يجيدون القراءة ولا الكتابة في مدارس التعليم الفني.

وأشار مغيث أن الوزارة لا تعمل على تطوير التعليم الفني، وأنه لا توجد مؤشرات من الوزارة تدل على ذلك وإنشاء عدد من المدارس الفنية الجديدة لا يدل غير أن هناك طرف قدم للوزارة طلب بإنشاء وفتح استثمار جديد يخضع للإشراف الحكومي وبالتالي الوزارة أقبلت على هذا الطلب وقدمت موافقتها، وأن هذا الطريق الجديد المتبع من قبل المستثمرين لا يجوز لأن هذا يعتبر سياسة دولة متبعة ويجب أن تعمل الدولة خطة تنمية تمتص خريجي هذه المدارس، وتملك القدرة على تمويل هذه الطلاب بعد التخرج.

وقالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم في مجلس النواب لـ"أهل مصر" أن الوزارة تعمل على تطوير وازدهار التعليم الفني خلال الفترة الحالية، وسوف نلاحظ نتيجة هذا التطور خلال السنوات القليلة القادمة وذلك نظراً لاتجاه الوزارة لدراسة ضرورة ربط نظام التعليم الفني بسوق العمل، وخلق فرص تدريبية للشباب خلال المراحل التعليمية، وحتى يتحولوا من النظام الدراسي النظري إلى الواقع العملي، الأمر الذي سيسهم في الكشف عن موهبتهم في المجالات الحرفية.

وأشارت ماجدة إلى أنه بعد توقيع بروتوكول بين شركة ايجيبت جولد والتي يمثلها مصطفى نصار مع وزارة التربية والتعليم وفتح مجال جديد في التعليم الفني الذي يعمل على تلبية احتياجات سوق العمل، وبعد ما تم الإعلان عن قبول عدد 200 طالب للالتحاق بالمدرسة تم زيادة العدد إلى قبول 1000 طالب وطالبة وزيادة عدد الفصول من 8 فصول إلى 15 فصل وذلك نظراً لما شاهده السيد مصطفى نصار من موهبة لدى الطلاب المتقدمين للالتحاق بالمدرسة.

وأكملت النائبة كما تم منذ سنتين توقيع أيضاً بروتوكول مع مصانع العربي والسويدي وجهات أجنبية، كل ذلك ناتج عن خطة تطوير التعليم بشكل عام والاهتمام بالتعليم الفني بما يناسب احتياجات سوق العمل.

وأشارت ماجدة إلى أن الدولة وجدت أنها بحاجة للتعليم الفني أكثر من التعليم الثانوي، وذلك لوجود إقبال كبير على الالتحاق بمدارس الثانوية العامة وبعدها الجامعات وسوق العمل لا يحتاج إلى كل هذا الكم من الحاصلين على البكالوريوس الذي لا يؤهلهم لمواكبة سوق العمل بل بالعكس بعد تخرجهم يعملوا في حرف يدوية بشكل غير متقن وبالتالي يتم إنتاج منتجات بجودة ضعيفة، وطبقا لخطة التعليم الفني فإنه يسير في اتجاه سليم ومضبوط يتناسب مع احتياجات سوق العمل في الفترة القادمة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية