علي الرغم من الزيادة التي فرضتها إدارة المستشفيات الجامعية بالإسكندرية في قيمة حجز المرضي بالأقسام الداخلية لتصبح 100 جنيه بدلًا من 50 جنيهًا، ورفع قٌيمة تذكرة الزٌيارة من 5 إلى 10 جنيهات بدعوي تحسين الخدمات المقدمة داخل المستشفٌيات، إلا أن الوضع دادخل المستشفيات الجامعية كما هو عليه بل ازداد الأمر سوءً وأصبحت تعانى سوء الخدمات الطبية فضلًا عن سوء معاملة المواطنين.
ممر طويل قد امتلأ بالمرضي منذ ساعات مبكرة من الليل، وإهمال طبى من طاقم الأطباء الذين لم يحضروا للنبطشيات الليلية، وأيضًا من سوء معاملة طاقم التمريض ورجال الأمن للمواطنين.. هذا هو الحال داخل مستشفى الشاطبي للأطفال في الإسكندرية ليلًا، فما إن تدخل المستشفي إلا وتصدمك وجوه المرضى التى تعانى من الإهمال الطبى، ليفترش المرضي الأرض لساعات انتظارًا لدورهم في الكشف والذي ربما يصل بهم الحال إلي المبيت حتي الصباح داخل المستشفي لحين أن يأتي الدور نظرًا لعدم وجود طاقم الأطباء في النبطشيات الليلية.
المهندس هشام صلاح الدين، أحد أهالي الإسكندرية، يقول إنه ذهب إلي مستشفي الشاطبي الجامعي للكشف علي ابنته في قسم الأطفال وذلك في الساعة السابعة مساءً، وقد فوجئ بعدم وجود أطباء في قسم الاستقبال ولا يوجد سوي طبيبة واحدة فقط للكشف متابعة بين قسمي الطوارئ والاستقبال وهو ما يُعد إهمالًا بكل المقاييس، حيث كان المستشفي ممتلًا بالمواطنين الذين يصطحبون أطفالهم المرضي وينتظرون منذ عدة ساعات لحين أن يأتي دورهم في الكشف وسط صراخ للأطفال من شدة الألم وبكاء الأمهات وجعًا علي أطفالهم لعجزهن عن فعل شئٍ لهم ولا يملكون سوي إطلاق الاستغاثات لعل أحدًا ينصت عليهم ويُسرع لإنقاذ أطفالهم إلا أنه لا حياة لمن تنادي، فلا يوجد سوي أفراد الأمن بالمستشفي.
وأضاف صلاح الدين، لـ"أهل مصر"، أنه بعد ساعات من معاناة المواطنين واستغاثاتهم ومشاجراتهم مع أفراد أمن المستشفي حضر طبيب إلي المستشفي حوالي الساعة 1 بعد منتصف الليل بعد أن ازدحم المستشفي بالمرضي، موجهًا باستغاثة للرئيس عبد الفتاح السيسي لإنقاذ بسطاء المواطنين من الموت المحقق بسبب الإهمال داخل مستشفي الشاطبي والمستشفيات الجامعية بالمحافظة، حيث أن أغلب المترددين علي المستشفيات الجامعية هم الفقراء من المواطنين غير القادرين على الذهاب للعلاج في المستشفيات الخاصة، مضيفًا: "أنا اتصدمت من معاناة المواطنين داخل المستشفي، لدرجة إني بقيت أواسيهم من كثرة الحزن واللي بيستفرغ دم ومنهم اللي في غيبوبة ومنهم اللي مش بيفتح عينيه ومنهم اللي درجة حرارته مرتفعة جدًا وشيء محزن، أنا دمعت علي الأطفال اللي هناك تخيل إن اللي بيقطع تذاكر يدخل للدكتور اللي بيكشف يقوله أمامي متحجزشي حد نهائي مهما كان الدكتور يرد يقوله حاضر!".
وقال محمد حمدي، أحد مواطني الثغر، إن مستشفي الشاطبي يعاني من الإهمال الشديد ونقص في عدد الأطباء في النبطشيات الليلية فضلًا عن عدم وجود حضّانات للأطفال بشكلٍ كافٍ كما أنه يتم توفير حضّانات لأشخاص بعينهم مَن يمتلكون لواسطة وهذا ما ذكره المواطنون داخل المستشفي، مضيفًا أن الوضع داخل مستشفي الشاطبي غير آدمي ومن غير الممكن أن يكون هذا هو حال مستشفي، قائلًا: "ذهب للمستشفي حوالي الساعة الثانية ليلًا ووجدت وضع كارثي داخل المستشفي وإهمال شديد حيث لا يوجد أطباء سوي طبيبين أحدهما متواجد والآخر غير متواجد ولا أحد يعرف إلي أين يذهب، وذلك في أقسام الرعاية والأطفال، الأمر الذي يُعرض حياة الكثيرين من الأطفال المرضي للخطر، هذا بالإضافة لسوء معاملة أفراد الأمن للمواطنين، كما أن قيمة تذكرة دخول المستشفي أصبحت بـ 10 جنيهات بدلًا من 5 جنيهات حيث زادت قيمتها بحجة تحسين الخدمات ولكن في الحقيقة الأمر يزداد سوءً وما يحدث هو مهزلة بكل المقاييس وذلك في جميع المستشفيات الجامعية خاصة المستشفي الميري الجامعي".
أما جمال محمد، أحد المواطنين، فيقول إنه ذهب إلي المستشفي الشاطبي في حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل برفقة صديقه للكشف علي ابنته وقد فوجئ بإهمال شديد داخل المستشفي والوضع سئ للغاية ولا يوجد سوي طبيبة واحدة فقط بقسم الاستقبال بالمستشفي مما يسبب ذلك زحامًا شديدًا داخل المستشفي وزيادة معاناة المواطنين، قائلًا: "الوضع سئ جدًا ويتم معاملة المواطنين بأسلوب سئ واللي يشتكي يكون الرد اللي مش عاجبه يمشي، أنا انتظرت لأكثر من ساعتين داخل المستشفي لحين أن يأتي الدور ولم أستطع الانتظار أكثر من ذلك فغادرت المستشفي".