وقعت قبيلة بني عامر والحباب وقبائل النوبة في ولاية البحر الأحمر بالسودان اتفاق مصالحة، بعد أن تسببت اشتباكات بين الطرفين بإعلان حالة الطوارئ وسقوط 16 قتيلا الشهر الماضي.
وأوضحت وكالة "سونا" أن الاتفاق، المعروف باسم عهد القلد، تم التوقيع عليه، اليوم الأحد، في مدينة بورتسودان، بتشريف أعضاء مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو، وحسن شيخ إدريس، والفريق الركن، ياسر العطا، ومحمد حسن التعايشي.
اقرأ أيضاً: الحكومة السودانية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية
وقال دقلو أثناء مراسم الصلح، إن "الحضور الكبير لمجلس السيادة يؤكد أهمية هذه المناسبة للسودان التي أنهت النزاع المؤسف الذي شهدته مدينة بور مؤخرا".
ووصف دقلو توقيع الاتفاق باليوم التاريخي، داعيا الطرفين إلى التمسك به وتنفيذ بنوده، مشيرا إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وتقتضي التعاون بين الجميع ونبذ الاقتتال والقبلية، وحض الجميع على التعاضد والتوحد في نسيج اجتماعي واحد يعبر عن مكونات ولاية البحر الأحمر.
وأوضح أن العهد الجديد الذي تعيشه البلاد يرتكز على إرساء أسس العدالة والمواطنة وحكم القانون والتعايش السلمي بين المواطنين.
وبشأن نقص خدمات الكهرباء والمياه بمدينة بورتسودان، كشف دقلو عن صدور توجيه بمعالجتها عبر صندوق تنمية وإعمار الشرق، مضيفا أن توجيها آخر صدر لهيئة الموانئ البحرية بفتح فرص العمل لاستيعاب الشباب، نسبة لدورهم المهم في عملية البناء والتعمير خلال المرحلة القادمة.
وبدأ السودان مرحلة انتقالية تستمر 3 سنوات بعد الإطاحة بسلطة الرئيس السابق، عمر البشير، في 11 أبريل، لكنه يواجه العديد من التحديات، من بينها انعدام الأمن في عدد من المناطق ومعاناة البلاد من أزمة اقتصادية حادة.
واندلعت اشتباكات بين بني عامر وقبائل النوبة في بورسودان، الميناء الرئيس للبلاد على البحر الأحمر والذي يستخدمه جنوب السودان أيضا لتصدير النفط، بعد فترة وجيزة من توقيع اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش السوداني وجماعات مدنية.
وتم توقيع الاتفاق بعد أن هدد دقلو بطرد الجانبين من البلاد إذا رفضا الالتزام بالمصالحة، وقال خلال مراسم في بورسودان: "إذا ما اتفقتم والله لنرحلكم إنتوا الاتنين".
ودفع التصريح الحضور من السكان ورجال الجيش والمسؤولين للتصفيق الحار، وليتابع دقلو، المعروف باسم حميدتي: "نحن نريد حلا جذريا للمشكلة، سببها وجود متفلتين وسلاح.. أي زول (رجل) لازم يتحاسب ما في كبير على القانون، الآن بعد التوقيع، الزول اللي يغلط يتحمل المسؤولية".
وطلب حميدتي، الذي يقود أيضا قوات الدعم السريع، من الطرفين تسليم الأسلحة غير المرخصة قائلا: "السلاح ممنوع رسميا، أي زول عنده بندقية يسلمها الليلة قبل بكرة". وتعهد بحل مشكلات إمدادات المياه والكهرباء في الولاية.