أخذ العمدة صلاح شهرته بين أهالي قريته ومحافظة قنا بقوته وثقافته واستخدامه للمنطق والعدل في حل مشاكل كل من يلجأ له، فكان دائماً يحرص على إرضاء جميع أطراف المشكلة حتى لا يشعر أحدهم بالظلم، فأي مشكلة تعرض عليه لابد أن يستشير رجال الدين ومسئوليين المنطقة وبعض من الشهود إذا لزم الأمر، ولكن الأهالي اعتادوا عليه وعلى طريقة حله للمشكلات العادلة، كما أنه يتدخل لحل المشكلات ليس فقط في قريته وإنما دائماً طرف لحل مشكلات مركز الوقف وقراه.
هو صلاح محمد إسماعيل، 74 عاماً من مواليد شهر نوفمبر 1945، من قرية القلمينا، حاصل علي دبلوم معلمين نظام 5 سنوات، وفي عام 1967 تم تعيينه مدرساً لمادتي العلوم والرياضيات في مدرسة جزيرة الحمودي بمركز الوقف، شمال محافظة قنا، وقضى بها عامين ثم انتقل إلى مدرسة القلمينا الإبتدائية، وفي عام 1983 سافر إعارة إلى السعودية، وعاد في إجازة إلى قريته بعد عام واحد من السفر، كان في ذلك الوقت خاله " أحمد ابراهيم عيطة" يشغل منصب العمودية لقرية القلمينا، وكان موجودا في الساحة لحل إحدى المشكلات فتوفاه الله إثر إصابته بأزمة قلبية.
وبعد ذلك كان العمدة ينوي السفر لإكمال إعارته في السعودية، ولكن أهل بلدته وعائلته رفضوا قرار سفره وأجمعوا على أنه هو الذي يتولى منصب العمودية لأنه أنسب شخص، حيث تنطبق عليه كافة الشروط، حيث كان من شروط العمودية في ذلك الوقت "أن يكون المترشح لديه حيازة زراعية، وأن لا يقل سنه عن 30 عاماً، وأن لا يكون عليه ولا على أي شخص من عائلته قضايا أو ملف سوابق لدى الجهات الأمنية.
ولذلك في عام 1984 قام العمدة صلاح إسماعيل بتقديم طلب للترشيح إلى العمودية لقرية القلمينا داخل مقر مديرية أمن قنا، وكان الشخص الوحيد الذي يتقدم للعمودية في ذلك الوقت من قريته لذلك لم تجرى عملية الانتخاب، ولتطابق الشروط أيضاً تم اختياره في عام 1987 عمدة لقرية القلمينا بمركز الوقف، شمالي محافظة قنا.
وذكر العمدة صلاح أن العمودية في ذلك الوقت كانت 5 سنوات وتجدد له 5 أخرى ثم بعدها تجرى العملية الانتخابية, كما حدث حيث تولى منصب العمودية في 1987 وفي عام 1997 فتح باب الترشيح لدخول شخص آخر من القرية ليتولى منصب العمودية فتمت العملية الانتخابية وفاز أيضاً في تلك الدورة عام 1999 تم تعيينه على نظام القانون الجديد والذي ينص أن فترة العمودية 5 سنوات وتجدد له بعد الاطلاع على أوراقه إذا كانت مستوفية الشروط يجدد له فترة أخرى للعمودية.
اقرأ أيضا: المرشحة ضد والدها على منصب العمودية: "أبويا ربانا رجالة"
"ساعد في إنشاء مركز شباب في قريته، وإنشاء الجمعية الزراعية التعاونية، وإنشاء مدرسة القلمينا الثانوية، وتبرع بفدان لإنشائها، وإنشاء المدرسة الإعدادية، وإنشاء وحدة التضامن الاجتماعي، وشارك في وجود فصول لرياض الأطفال بالمدارس الابتدائية باعتباره رئيس مجلس أمناء الإدارة، وقام بتأسيس مدرسة الشهيد السادات الابتدائية تبرع بأرضها لخدمة بلدته".
كان يشغل منصب عضو مجلس محلي محافظة، ويشغل حالياً عضوية لجنة اختيار العمد والمشايخ بمحافظة قنا.
وصف إسماعيل، العمودية في الصعيد بأنها تختلف عن العمودية في مناطق الدلتا حيث إن العمودية في الصعيد تشكل عصبيات شديدة، ويوجد صعوبة بالغة في حل المشكلات بين الأهالي وخاصة لو كانت هذه المشكلات تخص الثأر، وأوضح أن العمودية في الصعيد لها خصوصية شديدة من حيث اختيار شخصية العمدة وليس أي فرد يستطيع أن يصبح عمدة إلا باتصافه بالقوة والحكمة وكيفية التعامل مع الآخرين وقدرته على حل المشكلات، ولكن كليمها يخدم المجتمع ويصب في مصلحة الأمن.
وأضاف العمدة صلاح أنه يومياً تواجهه مشاكل بين أهالي القرية والقرى المجاورة ولكن أصعبها مشاكل الحدود الزراعية بين الجيران، ومشاكل الإرث وخاصة إرث السيدات، ومشاكل الثأر التى تمثل عبئا على الصعيد بأكمله.
اقرأ أيضا.. "الميني فان" تصيب سائقو التوك توك بالذعر في قنا: ليس لدينا دخل بسداد الأقساط الجديدة
واستشهد العمدة ببعض المشاكل التى استطاع التغلب عليها والنجاح في حلها وقال: كان هناك ثأر بالقرية بين أفراد عائلة واحدة فقمت بعد محاولات عديدة بتدخل رجال الأمن والدين على حلها بتقديم القودة من قبل طرف القاتل، وأيضاً كانت توجد مشكلة بين أهالي مدينة الوقف وكانت المشكلة متعلقة بالميراث وكانت عصيبة جداً وكان يوجد ديما اشتباكات بين العائلتين بسببها وكان بعض أفراد المشكلة قد سجنو بسبب اشتباكاتهم بالعصا الشوم، فقمت بالتدخل وحلها بإرضاء الطرفين منعاً لحقن الدماء، فكانت تعرض عليه مشكلات من خارج القرية أكثر من قريته نفسها فكان دائماً ملبياً لنداء من يحتاجه.
ومنذ بداية توليه منصبه كعمدة للقرية، ساعد في حل المشاكل خاصة الاجتماعية، وساهم أيضًا في تطوير القرية بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية، وعقد اجتماعات بشكل مستمر مع الأهالي للعمل على حل مشاكلهم.
وعقب قيام ثورة 25 يناير، وانتشار حالة الانفلات الأمني، في كل ربوع مصر، ساهم العمدة صلاح في حفظ الأمن والأمان داخل القرية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وكان العين الساهرة التي لم تنم لتحمي القرية من خلال متابعة كل ما يدور بها، وملاحظة الغرباء، والقضاء على الجريمة.
نال العمدة صلاح علي تكريمات عديدة كعمدة مثالي منذ فترة توليه منصب العمودية حتى الآن في عام 2016 وتم تكريمه من قبل وزير الداخلية، وتم الترشيح للتكريم من قبل المركز والمديرية، 2002 من مديرية الأمن، وفي عام 2005، وفي التسعينيات أيضاً تم تكريمه أكثر من مرة في تكريم العمدة المثالي، لذلك أجمع الأهالي داخل قريته على أن العمدة صلاح يمثل لهم رمزاً من الرموز التي لا تعوض، حيث ينال حب واحترام جميع أهالي قريته والقرى المجاورة، وذلك لما يتمتع به من سيرة طيبة وحسن الأداء وذلك لما وضعه من تطورات داخل القرية.