تتصاعد بعض الخلافات العائلية داخل الأسرة الواحدة للحد الذي يطلب فيه بعض الأباء من أبنائهم طلاق زوجاتهم، فماذا يفعل الأبن اذا طلب منه أبوه طلاق زوجته؟ هل يطلق الابن زوجته طاعة لوالده أو أمه؟ وهل من المعروف وبر الوالدين أن يطيع الأبن والده أو امه ويطلق زوجته ؟ وهل رفض الابن رغبة والده أو رغبة أمه في طلاق زوجته يعد شكلا من أشكال العقوق من جانب الأبن لأبوه وأمه أو للوالدين ؟ حول هذه الأسئلة ذهب جمهور من الفقهاء إلى أنه لا تجب طاعة الوالدين في طلاق هذه الزوجة ولا يعتبر هذا من العقوق لهما ، لكن ينبغي أن يكون رفض الابن للطلاق بتلطف ولين في القول لقول الله تعالى : ( فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ).
ماذا قال الأمام أحمد عن طلاق ابن عمر الخطاب لزوجته
وقد جاءت هذه المسالة في مصنفات الإمام أحمد رحمه الله عن هذه المسألة بعينها ، فجاءه رجل فقال : إن أبي يأمرني أن أطلق زوجتي ، قال له الإمام أحمد : لا تطلقها ، قال : أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته حين أمره عمر بذلك ؟ قال : وهل أبوك مثل عمر ؟ ولو احتج الأب على ابنه فقال : يا بني إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن عمر أن يطلق زوجته لما أمره أبوه عمر بطلاقها ، فيكون الرد مثل هذا ، أي وهل أنت مثل عمر؟ ولكن ينبغي أن يتلطف في القول فيقول : عمر رأى شيئا تقتضي المصلحة أن يأمر ولده بطلاق زوجته من أجله.