ثلاثي إفريقي في صدارة هدافي الدوري الإنجليزي، وصخرة دفاعية في نابولي حصل على الأفضل في إيطاليا.. كان ذلك ملخص تألق اللاعبين الأفارقة في الملاعب الأوروبية، الذين قاد بعضهم الفرق لمراكز جيدة في الدوريات، وقام البعض الآخر بحصد الألقاب والبطولات.
ويأتي تألق اللاعبين الأفارقة في أوروبا كعادة استمرت طول العقدين الأخيرين، من حيث احتراف اللاعبين بالقارة العجوز بعد تألقهم داخل إفريقيا، أو الاتجاه إليها في سن صغيرة والحصول على المقومات اللازمة للنجاح.
طموح لاعبين.. ومقومات للأندية
وأصبحت القارة الإفريقية منجما للاعبين، حيث يأتي أبرز كشافة الفرق الأوروبية للحصول على الخامات الجيدة، بما يفيد فرقها في السنوات القادمة، بالإضافة إلى كونها صفقات لا تكلف خزائن الأندية كثيرًا من الأموال؛ مما يجعلهم خيارًا أمثل للتعاقد معهم.
ومن الناحية الأخرى يسعى اللاعبون الأفارقة، بشكل مستمر، للحصول على فرصة الاحتراف إلى أوروبا؛ نظرًا لتركيز أضواء الشهرة على ملعب القارة العجوز، خاصة أندية الدوريات الخمس الكبرى، بالإضافة إلى بطولة دوري الأبطال؛ مما يثير طموح اللاعبين إلى الترشح للجوائز وكتابة التاريخ لهم ولبلادهم.
اللعب مقابل المال
وبعيدًا عن الأضواء والشهرة، وتحديدًا في قارة آسيا، شهدت السنوات الماضية اتجاهًا من اللاعبين الأفارقة للذهاب إلى جنوب شرق القارة الصفراء، بالإضافة إلى الدوريات الخليجية، التي اتجهت لجذب المهارات والإمكانيات عبر المال المتدفق بغزارة.
وفي الصين بدأت الأندية في اتخاذ اتجاه جذب الأسماء الكبيرة من اللاعبين الأوروبيين؛ لجذب انتباه الصحافة العالمية، بالإضافة إلى دفع الأموال الطائلة للمواهب الإفريقية؛ لينتزعوهم من الانبهار بالأضواء الأوروبية، وليوافقوا على الانتقال إلى جنوب شرق آسيا، في مشروع لشراء الشهرة بالأموال.
ويظهر اتجاه الصين جليا عند المقارنة مع جارتيها كوريا الشمالية والجنوبية، حيث لم يعودا من الوجهات المفضلة للاعبي قارة إفريقيا؛ نظرًا لعدم وجود عنصر الشهرة والمجد، بالإضافة إلى عدم تقديم الإغراءات المادية الكافية لتغيير وجهتهم.
أموال الخليج
وفي الخليج يشهد الدوري الإماراتي والقطري والسعودي اتجاها مشابها للصين، من حيث التعاقد مع اللاعبين ذوي الأسماء الكبيرة، بالإضافة إلى تجهيز الملاعب على أعلى مستوى، وتقديم أفضل المستويات الممكنة من حيث التصوير والإخراج؛ مما جعلت تلك الدوريات لافتة للأنظار بالنسبة إلى اللاعبين الأفارقة.
وفي ظل المنافسات القوية بين القارتين الأوروبية والآسيوية، تحتاج الدوريات الإفريقية إلى إعادة هيكلة وتخطيط؛ من أجل جذب المواهب، بالإضافة إلى الحفاظ على لاعبيها بعيدًا عن أضواء الشهرة والأموال، التي لا تأتي على القارة السمراء إلا بالخراب.