تزعم بعض الجماعات المتطرفة وبعض من ينسب نفسه لحقل الدعوة الإسلامية أن الموسيقي حرام وأن الاستماع للموسيقى حرام والعزف عليها حرام ، فهل الموسيقي حرام شرعا؟ وهل عزف الموسيقي حرام شرعا؟ وهل العمل في الموسيقى والتكسب منها حرام شرعا ؟ حول هذه الأسئلة قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز شرعا الاستماع إلى الموسيقى بسائر أشكالها بشرط ألا يقارنها ما هو محرم شرعا كشرب الخمر أو الغناء الماجن، وبشرط ألا تكون مما يحرك الغرائز المحرمة ويبعث على الفسوق، وقد ورد في جوازها بهذه الشروط جملة من الاثار والروايات في كتب السنة ونقول الأئمة، حتى إن بعض الأئمة أفرد التصنيف بجواز الاستماع للموسيقى وعزفها.
اقرأ ايضا : الرسم والتصوير هذا هو الحكم الشرعي لرسم الأشخاص والحيواناتالاستماع للموسيقى وعزفها والعمل بها هذا هو رأى الإفتاء في جوازها
وقد استشهدت دار الإفتاء المصرية على ذلك بما يدل عليه ظاهر النصوص القرانية؛ كنحو قوله تعالى: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ( لأعراف: 329 )، وقوله تعالى: قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق إلى اخر الاية الكريمة ( الأعراف: 32-33)، كما استندت دار الإفتاء المصرية أيضا إلى ما ذهي له ابن القيسراني في كتابه "السماع" حيث كتب في صفحة 31 : وأما القول في استماع القضيب والأوتار، ويقال له: التغبير، ويقال له: الطقطقة أيضا، فلا فرق بينه وبين الأوتار إذ لم نجد في إباحته وتحريمه أثرا لا صحيحا ولا سقيما، وإنما استباح المتقدمون استماعه؛ لأنه مما لم يرد الشرع بتحريمه فكان أصله الإباحة، وأما الأوتار فالقول فيها كالقول في القضيب لم يرد الشرع بتحريمها ولا بتحليلها، وكل ما أوردوه في التحريم فغير ثابت عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم، وقد صار هذا مذهبا لأهل المدينة لا خلاف بينهم في إباحة استماعه