استعادة الذات.. حكايات المتعافين من الإدمان.. "رمضان": آخرة المخدرات موت وسجن وجنون.. "حسن": زوجتي فضلت البقاء معي على الحلوة والمرة.. "رفعت": بطّلت بعد 20 سنة بسبب "عرسان بنتي"

تجسد الدراما الواقع الذي يعيشه المجتمع، وسواء كان هذا الواقع حسنًا أو قبيحًا؛ فإن مؤلف العمل الدرامي يريد من خلال عمله الذي يكتبه إيصال رسالة إلى المشاهدين، يحذرهم فيها من العادات السيئة ويحثهم إلى التمسك بالقيم الراقية والأخلاق، وتُعد الأعمال الدرامية التي تتناول قصصًا واقعية عايشها أناس يعيشون بينا من أصدق الأعمال وأنجحها.

ومن هذه الأعمال مسلسل "تحت السيطرة"، الذي برعت في أداء بطولته الفنانة "نيلي كريم" وباقي أبطال المسلسل، حيث ينقل العمل صورة حقيقية من واقع يعيشه متعاطو المخدرات، الذي يعاني في حقيقة الأمر أضعاف ما ظهر خلال أحداث المسلسل، لذلك ولإظهار جوانب أكثر دقة وتفاصيل تغيب عن الكثيرين، حرص "أهل مصر" على تسجيل حكايات مع متعافين من الإدمان، قاموا بروايتها وكأنهم أبطال خرجوا من شبح طاردهم طوال فترة تعاطيهم، التي كانت الجحيم ذاته في نظرهم، ونرصد إليكم هذه الحكايات المليئة بالأسرار في السطور القادمة:

قال أيمن حسن، البالغ من العمر 40 عاماً، والذي بدا صوته متوترا في أول الحديث وأدار وجهه خجلا من ذكريات من الماضي الأليم: مشكلتي مع المخدرات كانت منذ أكثر من 13 عاما مضت، عندما كنت طفلاً في الخامسة عشر، وكان السبب وراءه والدي الذي كان دوماً يضربني ويعاقبني بعنف، مما جعلني أتحول لشخص خجول منطو وبعيد عن الناس ورافضا الاختلاط بهم، حتى أنني تركت المنزل هرباً من هذه المعاملة، لذلك لجأت إلى تعاطي المخدرات وبدأت بالبانجو والحشيش ثم الترامادول، الذي أصبح كل حياتي، حتى أنني لم أستطع العمل في محل "الحلاقة" الذي كنت أعمل به من غير تعاطي المخدرات، والتي جعلت لديّ عقيدة أن المخدرات مرتبطة بالرزق، من خلال إمدادها لي بالطاقة التي تجعلني أستطيع تحمل مشقة العمل.

وتابع في تذكر لأول أيام تعاطيه: عندما تعاطيت المخدرات لأول مرة، شعرت بمزاجي يعلو ويتحسن، وأني أصبحت أفضل من الحالة الطبيعية التي أعيشها، مستطرداً: جلسات الأفراح والزبائن كانوا يعزمون علي بالمخدرات فكنت آخذ منهم وكأنه واجب بيننا، ولم يكن في حساباتي أن المخدرات وهم جعلتني أعيش بدون أهداف ومثلما يقولون عنها: "عيشة وآخرتها موتة"، لا جديد معها سوى أنها تأخذ كل ما أملك من مال، وكل الفلوس "رايحة على المخدرات".

وأوضح: "وبعد عشر سنوات من التعاطي، تزوجت وأردت بشدة وقتها أن أقلع عن هذه اللعنة، خاصة أن زوجتي فضلت البقاء معي على الحلوة والمرة، رغم أنني كنت أضربها بسبب المخدرات بعد اكتسابي العنف من والدي، ورغم رغبتي في الإقلاع عن الإدمان، فإنني فشلت في البداية، وزادت المسئوليات على عاتقي بعدما أنجبت أطفالا، وطالما وعدت أهل بيتي بأحلى الكلمات وأنا في حالة سكر من المخدرات، لكن سرعان ما تزول هذه الوعود في اليوم الثاني، ولا أنفذ أي وعد وأظل في نفس الدائرة.

واستطرد قائلاً: "لجأت إلى أخصائيي الخط الساخن من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان أخيراً، وكان ذلك عن طريق مستشفى الخانكة، ورغم تحايلي على الأمر وعدم إخبارهم بأنني أتعاطى المخدرات، ولكن أشعر فقط بالصداع والخمول دون سبب، إلا أنهم وقفو بجانبي وتلقيت أفضل معاملة، سعيًا إلى إخراج أجمل ما بداخل الشخص، بتعاملهم معي كمريض وليس كمجرم، وهو الأمر الذي كان فارقا في تشجيعي بشكل كبير، وتحسين سلوكي إلى شخص يفكر بدلاً من شخص همجي لا يعي ما يقوله، حتى أنه غير شعوري بأنني لن أقلع عن الإدمان، ولكن بفضل الله أصبحت متعافيا بعد ثلاث سنوات ونصف.

وأضاف: أول خطوة لعدم الرجوع مرة أخرى إلى التعاطي كانت في نصيحة صندوق مكافحة الإدمان بترك عملي بمحل الحلاقة، لأبعد عن الزبائن المشجعين على التعاطي، وتعلم صنعة أخرى وهي كهربائي، وقال: وفر لي الصندوق كل ما أحتاجه لأعمل في هذه المهنة، وأعطاني شهادة خبرة ووفر لي شنطة عدة كهرباء، بجانب قرض بـ40 ألف جنيه للحصول على وسيلة نقل "تروسيكل" لسهولة التحرك، حيث لم يكن الأمر مقتصراً على العلاج فحسب، ولكن كانت هناك مساعدة مادية ومتابعة أسبوعية في الصندوق في جروبات للتعريف السلوكي بمخاطر الإدمان، لنستفيد منه ونفيد غيرنا به.

وأكد أن حياته بعد التعافي تغيرت كثيراً، حتى في حل المشاكل الأسرية، حيث أصبح يلجأ إلى بيته الثاني متمثلاً في صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، من خلال الرجوع إلى الدكتور هشام جمعة، الطبيب الذي يتابع حالته في الصندوق، ليتم حل المشكلة من خلال الإرشاد الأسري مع الزوج والزوجة، فأصبحت الحياة أفضل وأرقى.

وأنهى أيمن حسن، حديثه برسالة إلى الشباب قائلا: "لكل شخص يفكر في الدخول إلى دائرة المخدرات، أقول له احذر من هذا الطريق، لأن المخدرات سحر ووهم كبير".

انتقل الحديث إلى متعاف آخر سرد حكايته، قائلاً بكل ثقة في النفس وفخر: اسمي رفعت رمضان عياد، لدي 9 من الأبناء، وأكبر إخواتي الـ 11 الذين أتحمل مسئوليتهم الكاملة منذ وفاة والدي، ونشأت في أسرة متدينة جداً، حيث تخرجت من جامعة الأزهر قسم الدعوة، للأسف أنا مدمن متعاف من ثلاث سنوات، بدايتي كانت منذ 20 عاماً مضت من الدمار بتعاطي البانجو والحشيش، ليتطور الأمر معي إلى تعاطي الهيروين، مضيفاً: لما أخدت جرعات الهروين كنت في زيادة كل فترة للجرعة، المدمن بيعشق حاجة اسمها زيادة الجرعة.

وتابع حديثه: لا يقع في براثن الإدمان إلا الشخص طيب القلب الصالح، وليس الشخص السيئ الذي لا يحتاج للمخدرات من الأصل، موضحاً أن المتعاطي يحتاج لثلاث أشياء فقط من المخدرات: أنا عايز أشتعل، وعايز يكون عندي قدرة جنسية، وعايز الصاحب، متابعاً: حسيت مع أول جرعة مخدرات أخدتها إني لقيت نفسي أو لقيت حاجة بدور عليها وناقصاني، وكنت مبسوط فوق الخيال، وفعلا بدايتها كانت سعادة، وأول 6 شهور كان عسل، وبعدها جاء السواد، لأن زيادة الجرعة خراب مادي، ودمار معنوي، وانهيار أخلاق ومبادئ وقيم الشخص تربى عليها، واكتساب أنانية وبكون نفسي نفسي ميبقاش عندي آخرين.

واستطرد: "كان تعاطي المخدرات يعزلني عن حمل مسئولية إخوتي، ولكن بعد التعافي رجعت سلطتي ونفوذي على عائلتي مرة أخرى أقوى من الأول، متابعاً: "اكتشفت أن المخدرات تفعل الأسوأ، فهي وهم السعادة، حتى أن الشخص يتوهم أنه سيعمل بطاقة أكبر، ولكن الحقيقة أنه ينتج في عمله أقل من العادي.

وبعد سرحان دام ثوان، قال: فيه حاجة جوة البني آدم اسمها صوت الضمير، كان دايما معايا مبيفارقنيش، وفي كل مرة أتعاطى فيها، بيكون عندي الرغبة الملحة في التبطيل، وتنتهي بمجرد ما أشوف صديق سوء، أو رغبتي في التجديد، مضيفاً: "أسوأ شيء في المخدرات إنها بتكذب على متعاطيها، وكأن لا أحد يراك، لكن الحقيقة أنه رغم أنني كنت أتعاطى داخل غرفة مقفولة، إلا أن جميع من حولي كان يعلم بأنني مدمن، لكن غير قادرين على مواجهتي، لأنني كبير العيلة".

وأكمل حديثه قائلاً: لأول مرة أروي ما أقوله الآن في لقاء صحفي، ما جعلني أقلع عن تعاطي المخدرات "موقف" حدث لي مع ابنتي، التي كان يتقدم للزواج منها أعيان وأثرياء بلدي، وكان حظها أنه كلما جلس معي عريس وعائلتها لطلب الزواج، أكون حينها تحت تأثير جرعة مخدرة، فلا يكون كلامي متزناً بقوله: "بكون فاصل واهطرش في الكلام"، حتى جاءت في مرة وقالت لي: "إنت عارف يا بابا أنا اتقدملي كام عريس؟ 22 عريس، مفيش فيهم واحد عجبك؟ مع إن فيهم الظابط والمحامي وغيرهم؟"، حتى أن معاون مباحث جاء لخطبتها قلقت منه وقلت له: "فيه حاجة يا باشا؟، ليقول لي: "أنا طالب القرب منك في بنتك"، فرأيت أن هذا الشخص على وجه الخصوص "مينفعش" مما دفعني في هذه المرة لأخذ قرار بالتغير للأفضل بعد يوم واحد من هذه المقابلة بعدما كنت رجل مدمن لا أتحرك إلا بوجود مخدرات في جيبي.

وأوضح، أنه ذهب إلى مستشفى الخانكة، الذين استقبلوه بالترحيب وبحرارة شديدة، وقال: أصبحت أكبر متعاف في الخانكة سناً، كل من فيها أولادي وإخوتي وحبايبي حتى أصبحت "أعشق تراب الخانكة"، حيث استقبلني لأول مرة الدكتور هشام جمعة الذي اعتبرته أب وأخ وصديق، خير استقبال، حتى أنهم حجزوني في نفس اليوم لبدء التعافي، مما جعلني أعتبر نفسي من المحظوظين، ورغم أنني لم أكن أصدق حقيقة أنني مدمن، وفي الجلسات عند التعريف بنفسي وقولي "أنا مدمن"، كان الأمر أشبه بوضع سكين في ظهري، لأنني اعتقدت أن الأمر كله يتمثل في أخذ علاج دوائي، لكنني اكتشفت أن الأمر أكبر مما أتخيل، فهناك أعراض انسحاب، وهناك تأهيل ما بعد التعافي، والذي ساعدني في ذلك الدكتور "سامح أبو النور" الذي أقنعني بحالتي وجعلني أتعافى بفرحة، ولم تنته جهود صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بعد التعافي، لكنه وفر لي قرضا بملغ 80 ألف جنيه، طورت به عملي".

ومع آخر بطل من أصحاب قصص التعافي مع "أهل مصر"، قال رمضان حسين، صاحب صالون تجميل السيدات، والبالغ من العمر 39 عاماً: بدايتي مع المخدرات عندما كنت في الثانية عشرة من عمري، والذي دفعني إلى المخدرات حب الفضول والمغامرة داخلي الذي يدفعني لتجربة كل شيء، خاصة أن من حولي كان يربط تناول السجائر بالرجولة، فمن يشرب السجائر رجل، وخاصة أن من حولي كانوا جميعا يشربون السجائر فانجرفت في هذا الوحل، وكأن مقولة "الصاحب ساحب" تجسدت مع حالتي لأجرب مثلهم حتى لا أشعر أنني أقل منهم، والذي كان يعتبر مفاهيم مغلوطة عشت فيها، لكن بعد الثقافة العلاجية التي اكتسبتها علمت أنني كان لدي مفاهيم مغلوطة، وفهمت أن ما يناسب شخصا ليس بالضرورة مناسبا لشخص آخر.

وتابع: أول عام كنت أتعاطى سيجارة، وكانت بمثابة بوابة الدخول إلى الإدمان، وبعد عام من تناولها تبدأ الحالة المزاجية لدى المتعاطى تعلو وتتدرج، ليجرب سيجارة بها مخدر البانجو والحشيش والمواد المخدرة بجميع أنواعها، حتى وصلت إلى المادة العالية "الهروين"، لأسجل 20 عاماً في التعاطي، لآخذ القرار بعدها بفضل الله وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان وبمساعدة الدكتور هشام جمعة وصلت إلى 6 سنين من التعافي من المخدرات بعد 22 عاماً من التعاطي.

واستطرد: "في بداية تعاطي المخدرات في وجهة نظري هناك أسبوع أطلق عليه أسبوع شهر العسل، تشعر خلاله باللذة والنشوة، ولكن بعده لا يشعر الشخص بأي شيء آخر سوى الوحدة والعزلة واليأس، فهي تعزل الشخص عمن حوله، لتصبح المخدرات محور حياة المتعاطي، مضيفاً: "كانت المخدرات بالنسبة لي زي البنزين، لو العربية مفيهاش بنزين مش هتمشي".

وأوضح: "توجهت بعدما عشت في دمار أسري ومشاكل، إلى مستشفى الخانكة التي يوجد فيها من أطباء صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في سرية تامة، حيث ساعدني الدكتور هشام جمعة، فتلقيت معاملة آدمية على أعلى مستوى، مما جعلني أتابع مع الصندوق فترة الـ 6 سنوات دون انتكاس، موضحاً أن أهم شيء في التعافي هو الالتزام، حتى أنني كنت ملتزماً في سداد القرض الذي حصلت عليه من الصندوق وتشرفت بتسلمه من الدكتورة غادة والي بنفسها."

وفي رسالة تحذير إلى الشباب، قال "رمضان حسين": "آخرة تعاطي المخدرات 3 طرق، يا موت يا سجن يا جنان.. مفيش رابع غير التعافي"، حتى يكون الشخص ناجحا ومنتجا في مجتمعه ومنسجما مع أسرته ومن حوله ويستطيع من غيره الاعتماد عليه".

من جانبه، قال الدكتور هشام جمعة، أخصائي علم النفس، وعلاج الإدمان، بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان: الصندوق هيئة غير هادفة للربح، حيث نقدم العلاج بالمجان لكل من يريد طلب علاج للإقلاع عن الإدمان، موضحاً أن قصة نجاح الصندوق ومبادراته، بسبب تقديم برنامج ناجح قائم على التعافي والاستمرارية في متابعة الحالة، فمن ضمن أساسيات برنامج الصندوق أنه لا ينتهي، لذلك أظل مع الحالات في جلسات أسبوعية أتابعهم، مثلما وصفوني بالأب الروحي لهم، يحدث بيننا التقارب الفكري والدمج المجتمعي.

وأوضح "جمعة": الموضوع يتحول من فكرة علاج إلى فكر إنساني ومشاعر أخوة وأبوة، ومشاعر الثقة التي اكتسبها المتعافون ناحيتي، حيث إنني لا آخذ منهم مالا ولا أستفيد منهم بشيء ولا أريد سوى مصلحتهم لمعالجتهم ومساعدتهم بالمجان، دون مقابل.

وأشار إلى أن الحالات كانت تذهب في البداية إلى العيادات الخارجية التابعة للصندوق في أول أسبوعين، بنظام المتابعات الخارجية، ومن ثم التحقوا بالقسم الداخلي لمدة 3 أشهر، يتعرضون خلالها لبرامج نفسية متعددة، منها العلاج المعرفي السلوكي، ليخرج بعدها مرة أخرى دون انفصال عن العلاج، من خلال التكملة في جلسات تكون في البداية فردية، وبعدها يتم دمجه في الجلسات الجماعية، لتفريغ المشاعر والمشاكل طوال الوقت، حتى لا يتعرض للانتكاس مرة أخرى، خاصة أن الإدمان ما هو إلا مرض انتكاسي.

ولفت "أخصائي علم النفس، وعلاج الإدمان"، إلى أن مبادرة "بداية جديدة" الموجودة منذ عام 2015 أصبحت تشير إليها وزيرة التضامن الاجتماعي كثيراً في أحاديثها، نظراً لنجاح هذه المبادرة التي تعتمد على الدمج المجتمعي للمتعافي، وتغيير نظرة المجتمع السيئة له من تجربة مر بها كوصمة عار، مفيداً بأن المبادرة بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعي، وصرفت حوالي 30 قرضا بتكلفة وصلت إلى مليون و900 ألف جنيه، لمساعدة المتعافين في الدمج المجتمعي من خلال العمل في مهن تجلب لهم الرزق وتدمجهم في المجتمع مرة أخرى، من خلال مراكز التدريب المهني في حرف مختلفة، يأخذون بعدها شهادة معتمدة لتسهيل تقديمها في أي عمل.

وأكد، أن حملة اللاعب محمد صلاح "انت أقوى من المخدرات"، زادت من حجم المكالمات التي تلقاها الصندوق بحوال 400%، حيث تلقى الصندوق عام 2017 حالات بعدد 104 ألف مريض تقدم لهم خدمة العلاج من الإدمان، واستقبل في عام 2018 حوالي 116 ألف مريض.

وأوضح، أن الحملات والمبادرات داخل الصندوق كثيرة ومشجعة للإقلاع عن المخدرات، فمنها الذي يهدف إلى التوعية قبل التعاطي، ومنها ما يؤهل المريض حتى التعافي، ومؤخراً الحملات التوعوية وحملات العلاج التي حدثت مؤخراً بالتعاون مع الدولة في الكشف عن الموظفين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً