تحفل الفيوم بالعديد من المعالم الأثرية ذات الأصول والحقب التاريخية المختلفة، الفرعوني منها يشير إلى البطلمي، والبطلمي يشير إلى الروماني، الذي كانت إحدى معالمه، ما اتفق على تسميته "لوحات الفيوم"، وفي السطور التالية تلقي " أهل مصر" الضوء على طبيعة هذه اللوحات وإلى من تعود.
"بورتريهات الفيوم" لوحات عُثر عليها ملتصقة مومياوات تعود إلى العصر الروماني في منطقة الفيوم، فيها رُسم الوجه كاملاً من الأمام، وملتفتًا في بعضها قليلاً إلى اليسار، تصور بعض الأشخاص الذين عاشوا منذ أكثر من ألفي عام، تختلف فيها الأزياء والوجوه وأشياء أخرى.
بدأت رحلة اكتشافات البورتريهات بقدوم الرحالة الإيطالي بيترو ديلا فاليه منذ أكثر من أربعة قرون مضت، وتحديدًا عام 1615 ميلادية، توالت بعدها الاكتشافات وتم نقل بعضها إلى أوروبا لتستقر في قاعات "ألبرتينوم" بمتحف الفن الحديث في مدينة "دريسدين" الألمانية.
تعود لوحات الفيوم إلى المدرسة الإغريقية في الرسم، مظهرة ملامح الشخص المدفون داخل التابوت، وبدأ رسمها على ألواح من الخشب، الذي أكد مؤرخون أنه يعود إلى مطلع القرن الأول قبل الميلاد كتقليد للمصري القديم، برسم صور موتاه على التابوت .
كثيرون يشيرون إلى أن لوحات الفيوم قد رُسمت في حياة أصحابها، وكان أصحابها يحتفظون بها معلقة على جدران منازلهم حتى الوفاة، ليتم وضعها فيما بعد على وجه المومياء، على العكس من آخرين يرون أن اللوحات رسمت بعد وفاة أصحابها.
استخدم رسامي لوحات الفيوم أخشاب من شجر السرو، أو الجميز، أو الليمون، وبسُمك لا يتجاوز سنتيمتر، ثم أصبحت في العصور اللاحقة بسُمك يتراوح ما بين نصف سنتيمتر و2.5 سنتيمتر، وبطول يصل إلي 42 سنتيمتر، وعرض حوالي 22 سنتيمتر، وكان الرسام يقوم بالرسم على الخشب مباشرة، وأحيانا بعد وضع طبقة من الجص، أو على القماش مباشرة، أو بعد تغطية القماش بطبقة من الجص، ثم الصقل جيدًا، ثم تخطط الصورة باللون الأسود ونادرًا باللون الأحمر، أما الخلفية فكانت تلون بفرشاة سميكة، وربما استخدم سكين لدهان اللون السميك بدلاً من الفرشاة، باستخدام أسلوب التصوير الشمعي في الرسم.
رُسمت لوحات الفيوم بأربعة ألوان أساسية، الأبيض، والأصفر، والأحمر، والأسود، وكانت تُستخدم في سرم الشعر والوجه، أما الألوان الإضافية، مثل الأزرق، والأخضر، والأرجواني فاستخدمت في تلوين الملابس والمجوهرات والتيجان، ما شكل تناغمًا رائعًا، وقد أُضيف اللون الذهبي إلى المجوهرات والتيجان وزخرفة الملابس، وكانت تستخدم لذلك، إما أوراق الذهب الأصلية، أو لون يحاكي الذهب، وكانوا يستخدمون بياض البيض للصق ورق التذهيب على اللوحة المرسومة بألوان الشمع، وهو ما ورثته الحضارة البيزنطية فيما بعد.
لم تكن معلومة تحديدا ما هي أسماء جميع من ظهروا في بورتريهات الفيوم لكن حمل بعضها أصول يونانية، مثل أرتيمدوس، ديموس، هيرميونه.