رحلة وصول التلاميذ إلى المدرسة معاناة لا تنتهي.. الأهالي في الإسكندرية يستغيثون.. ومسؤولو مديريات التعليم: "مش شغلنا" (صور)

صرخات واستغاثات يطلقها أولياء أمور طلاب وطالبات مراحل التعليم الأساسي، مطلع كل عام دراسي، لإنقاذ أبنائهم من الموت أو الإصابة بعاهات مستديمة جراء تعرضهم للعديد من الحوادث التي تقع بسبب رداءة الطرق المؤدية إلى المدارس مما جعلهم يطلقون عليها «طرق الموت»، وهو الخطر الذي يهدد حياة مئات الألوف من الطلاب أثناء رحلتهم اليومية لتحصيل العلم.

أولياء الأمور يستغيثون

قالت بوسي جلال، إحدي أولياء الأمور بمحافظة الإسكندرية، إن أبنائهم يتحملون منذ 7 سنوات مشاق ويواجهون مخاطر كثيرة أثناء ذهابهم وعودتهم من المدارس، فمنذ خروج الطالب من بيته وحتى وصوله إلى باب المدراس يمر على بالوعات مكشوفة، إضافة إلى الشوارع الغارقة في مياه الصرف الصحي، والأسلاك العارية فى أعمدة الكهرباء، وغيرها، فضلًا عن تعرض الطالبات لأعمال للتحرش اللفظي والجسدي والمضايقات أثناء خروجهن من المدارس.

وفي منطقة العوايد، يعاني الطلاب بمجمع المدارس بسبب عدم رصف الطريق المؤدي إلي المدارس الذي يقع أمامها وأيضًا الطرق المحيطة بها، كما يطالب أولياء الأمور بعمل مطبات صناعية لطلاب منطقة القلعة حفاظًا علي حياتهم خلال الذهاب إلي مدارسهم أو توفير خدمة مرورية على الطريق، فيما اشتكى أهالي قرى الحريري، وأبو مندور، والورداني، بحي ثان المنتزه بسبب عدم وجود سلم يتم الصعود والنزول من خلاله من وإلى طريق ميناء أبو قير الذي يتم إنشائه، لاستقلال المواصلات للذهاب إلي أشغالهم والتيسير على الطلاب أثناء ذهابهم إلي مدارسهم وعودتهم، حيث يمر الطريق بالقرى الثلاث ولا يوجد طريق آخر بديل، وفقًا لحديث الأهالي.

وقال محمد علي، أحد سكان قرية الحريري، إن القري الثلاث بهم حوالي 300 طالب في مراحل التعليم الأساسي، ويجدون مشقة بالغة في الذهاب كل يوم إلي مدارسهم حيث أقرب مدرستين لهم هما مدرسة الطابية ومدرسة أبو قير للأسمدة، وذلك بسبب عدم وجود سلم يتم الصعود والنزول من خلاله من وإلى طريق ميناء أبو قير لاستقلال المواصلات، حيث لا يوجد طريق آخر بديل.

وأضاف علي: «لا يوجد بديلًا لهذا الطريق سوي قطع مسافة كبيرة جدًا ولفة من خلال طريق الـ 25 بمنطقة المعمورة البلد، وعندما سألنا أحد المهندسين العاملين بالمشروع قال بإنه سيتم عمل طالعة مؤقتة، ولكن عندما يتم غلق الطريق فما العمل، والأهالي غلابة مين فيهم هيقدر يدي ابنه 20 جنيه مواصلات لمدرسته كل يوم، ولو حد عنده أكثر من طالب هيعمل إيه؟!»، مطالبًا بعمل سلم للطريق تيسيرًا عليهم وعلى أبنائهم الطلاب.

محاولة للتعايش

أما في قرى أبيس بوسط الإسكندرية، فيحاول الأهالي التعايش مع الظروف الصعبة التي يعيشون فيها من نقص في الخدمات والتي أهمها تردي أوضاع الطرق، فيما يشتكي أهالي قرية أبيس الأولي من عدم وجود مواصلات عامة تدخل إلي القرية عدا أتوبيس للنقل العام فقط مرتين في اليوم صباحًا لنقل طلاب المدارس والجامعات وباقي ساعات اليوم يعتمد الأهالي على خطوط الميكروباص التي تصل إلي بداية الطريق فقط.

وفي غرب المحافظة، يعاني أهالي قرى بنجر السكر خاصة قرية عبد الباسط عبد الصمد، بسبب تدهور الطرق الرئيسية المؤدية إلي مدينة برج العرب، وتردي أوضاعها، حيث يؤكد الشيخ فرج داوود، أحد أهالي قرية عبد الباسط عبد الصمد، أنه لم يتم رصف الطرق منذ قرابة 30 عاماً، وهو ما حولها إلى «طرق الموت» لحصدها أرواح العديد من المواطنين، كما أنه لا يوجد طرق نهائيا داخل القرى، فضلا عن عدم توافر أي وسائل مواصلات، ويذهب الطلاب إلي مدارسهم بمركز ومدينة برج العرب من خلال سيارات نقل صغيرة أو «تروسيكل» مما يعرض حياتهم للخطر.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً