تعد محافظة الغربية من أكبر المحافظات في عدد السكان والمساحة، إلا أنها دائما وأبداً محرومة من الكثير من المرافق وأهمها الطرق المؤدية إلى المدارس والتي يصفها الأهالي بـ«حاصدة أرواح التلاميذ»، حيث يخرج الطلاب من منازلهم فى بعض قرى ومدن المحافظة، لا يعلمون هل سيعودون لذويهم مرة أخرى أم لا، بسبب «طرق الموت» المنتشرة في مختلف المراكز والمدن، والتى لا تخلو من الحوادث اليومية التي توفي على إثرها الكثيرين من التلاميذ، إضافة إلى إصابة آخرين بعاهات مستديمة.
وفي هذا السياق يقول كريم عرفه، مدرس، ومقيم بقرية ديرب هاشم، إن من أكبر المشكلات التي تعاني منها القرية هو النقص الشديد في عدد المدارس، فلا يوجد سوى مدرستين للمرحلة الابتدائية والثالثة تم هدمها منذ أكثر من 5 سنوات لإعادة البناء، إلا أنها لم تر النور مجددًا، بسبب رفض هيئة الأبنية إعادة بنائها في نفس مكانها، بدعوى أن المساحة صغيرة، ولا تصلح مجددا لبناء مدرسة، ورغم توفير مكان بديل تابع للأوقاف، إلا أن الإجراءات التنفيذية يسيطر عليها الروتين.
وأضاف عرفة: «لا يوجد سوى مدرسة واحدة إعدادية تعمل على فترتين، فترة بنين وفترة بنات، والمدرسة الثانوية التجارية بالقرية، والتى تعاني من طفح الصرف الصحي المتكرر داخل فنائها، مما يعوق وصول المعلمين والطلاب للفصول وقت الدراسة، وتبلغ المسافة بين المدرسة والطريق العام أكثر من 15 كيلو متر، ما بين مطبات وحفر وطرق فردية، مما يجعله طريق غير آمن على الطلاب والمدرسين على حد سواء، وعندما تمتلئ جنبات الطريق بمياه الصرف يضطر الطلاب للتنقل على قوالب الطوب، كالمهرجين فى السيرك».
وأوضح محمد فؤاد، أحد أبناء مدينة زفتى، أنهم يعانون الأمرين يوميًا بسبب رداءة طريق «زفتى _ ميت غمر»، حيث يوجد بالطريق منحنيات خطرة، وتكسير بالأسفلت وحفر كبيرة، والكارثة الكبرى أنه لا يوجد حواجز حديدية أو خرسانية بين الطريق ونهر النيل، وهذه كارثة تؤدى إلى حوادث كثيرة كل يوم، مما جعل أهالي القرية فى حالة من القلق على أبنائهم من السفر على هذا الطريق لشدة خطورته، وخاصة فى الأوقات المتأخرة من الليل لكثرة الحوادث نظرا لعدم وجود أعمدة إنارة، وكثرة الحفر وتكسيره من قبل مجلس مدينة زفتى، إضافة إلى أن الطريق يقع على ضفاف نهر النيل وهذه الكارثة الأكبر التي يعانون منها خاصة وأنه لا يوجد حواجز حديدية أو خرسانية تمنع السيارات من الوقوع فى نهر النيل مما أدى إلى زيادة الحوادث وبالأخص بأن الطريق معظمه منحنيات خطرة، ولا يوجد كمين من رجال مرور زفتى للحد من هذه الكوارث».
وأشارت رباب رزق، أحد سكان قرية ميت حبيب، إلى أنه تم رصف الطريق المؤدية من وإلى القرية، والتى يستخدمها الطلاب يومياً، أكثر من 10 مرات، خلال السنوات الماضية، ولكن يتم تكسيرها عقب الرصف بأيام، لإدخال مرفق ما، أو لكسر أحد المواسير، حتى أننا منذ فترة لاحظنا وجود الطبقات الإسفلتية القديمة متراكمة، مما أدى لتهتك الطبقة الأولى وتسبب فى حفر ومطبات بالطريق، والذى يتسبب فى الكثير من الحوادث، التى تقتل أبنائنا يومياً، حتى أن هناك بعض الطرق لم يتم رصفها منذ عهد الرئيس السادات، عند زيارته للمحافظة، قائلةً: «كل ما نريده من المسئولين عن الطرق والكبارى بالمحافظة، هو انقاذنا وإنقاذ أرواح أولادنا من الهلاك والعاهات التي تتسبب فيها طرق الموت بالمحافظة».
نقلا عن العدد الورقي