تفاصيل العثور على مدينة غارقة في خليج أبو قير بالإسكندرية.. "هرقليون" موطن "حابي" إله الخصوبة والفيضان عند المصريين القدماء.. واليونسكو ينشيء متحفًا تحت الماء لعرض مقتنياتها (صور)

تعد الإسكندرية أحد أقدم مدن العالم وأكثرها عراقة، وتعج شواطئها بالآثار التي اكتشف بعضها، ومازال الكثير غارقًا تحت مياه البحر الأبيض المتوسط وخاصة في منطقتي خليج أبو قير والميناء الشرقية، والتي تحوي جزءًا هامًا من مدينة الإسكندرية القديمة، حيث يوجد عدة مدن وقرى غارقة تمثل الأجزاء الأكبر من المدينة قبل أن تفقدها بسبب التغييرات المناخية والطبيعية، ومن بينها مدينة "هرقليون" أو "ثونيس هرقليون"، والتي تقع علي بُعد 4 أميال من شاطئ أبو قير بالإسكندرية وابتلعها البحر في حدث لا يزال غامضًا حتى الآن.

اقرأ أيضًا.. رحلة وصول التلاميذ إلى المدرسة معاناة لا تنتهي.. الأهالي في الإسكندرية يستغيثون.. ومسؤولو مديريات التعليم: "مش شغلنا" (صور)

بدأت قصة مدينة "هرقليون" تطفو إلى السطح خلال الأيام الماضية، بعد أن كشفت رحلة غوص في منطقة أبوقير للبعثة العلمية للاتحاد الأوروبى برئاسة عالم الآثار الفرنسي فرانك جوديو، وعالمة الآثار الفرنسية كاترين، عن العثور على 7 قطع متناثرة من تمثال من الجرانيت الوردي الهائل لـ"حابى"، إله الخصوبة والفيضان عند المصريين القدماء، والذي كان واحدًا من مئات القطع الرائعة التي عثر عليها الفريق في قاع البحر عامي 2000 و2001، بعد اكتشاف المدن المصرية القديمة المفقودة من "ثونيس هرقليون" و"كانوب"، وكان الهدف من رحلة الغوص القيام بأعمال المسح فى أعماق منطقة أبو قير البحرية لتحديد المواقع التى سيتم عمل الحفائر الأثرية الخاصة بمدينة هرقليون، الغارقة بفرع نهر النيل الكانوبى الغارق، والذي عثر به منذ عامين على 60 سفينة غارقة تعود للقرن الثانى الميلادى.

ويرجع تاريخ بناء مدينة هرقليون، التي ظلت أسطورة لم يصدقها أحد حتى اكتشفها العلماء بعد غرقها في أعماق البحر الأبيض المتوسط، إلى مدينة "ثونس" أو "تاهوني" المصرية التي كانت ميناءً هامًا لمصر على البحر الأبيض المتوسط قبل نحو 600 سنة قبل الميلاد، وقد تم اكتشاف المدينة خلال القرن المنصرم، وكان معها مدينة كانوبوس أيضًا.

اقرأ ايضًا.. طريق المحمودية بالإسكندرية.. رعب بسبب الحواجز الخرسانية.. سكان الحضرة ومنشية النزهة يواجهون الموت لعدم وجود "عبور آمن".. الأهالي: الطريق مش صحراوي وبنمشي نصف كيلو عشان نوصل أولادنا لمدارسهم (صور)

وعندما عُثر على مدينة هرقليون، اكتشف العلماء أطلال معبد هرقليون الذي كان مخصصًا لـ"آمون" و"هرقل خونسو"، كما عثروا أيضًا على تماثيل ضخمة لآلهة وملوك البطالمة وزوجاتهم، وآنياتهم وجواهرهم والعديد من السفن الخشبية المحطمة.

وكان معبد خونس (وهو ابن الإله آمون) من أهم معالم "ثونس"، ويؤمه الناس من شرق المتوسط للعبادة والشفاء، وكان الإغريق يقرنون به إلههم هرقل، وبعد ذلك أصبح المعبد لـ"آمون"، وفي عام 2001 تمكن الباحث الفرنسي فرانك جوديو، الذي ترأس فريق من الباحثين الغواصين، من العثور على بقايا المدينة تحت سطح الماء، ونجحت البعثة الفرنسية في انتشال العديد من الآثار الفريدة بينها تمثال من الجرانيت الأحمر الضخم لأحد الفراعنة يبلغ ارتفاعه أكثر من 5 أمتار وبقايا معبد هيراكليون، وتمثال لامرأة من المرجح أن يكون للملكة البطلمية الشهيرة كليوباترا، وذلك بالإضافة إلى العديد من الآثار الأخرى.

اقرأ أيضًا.. "قبور الشباب".. المقاهي تزحف على أرض الإسكندرية في غياب للرقابة.. الأهالي: تنشر الجنس والمخدرات وتدمر الأبناء

ووفقًا لعلماء الآثار فإن مدينة هرقليون كانت موزعة على عدة جزر، وتتداخلها قنوات، وأثناء إجراء القياسات الجيولوجية التي تزامنت مع الاستكشاف تحت الماء في عام 2001 عثروا على تماثيل وبقايا مبانٍ وقطع أثرية بين منطقتي هرقليون وشرق كانوبوس، وهذا يتفق مع المخطوطات القديمة، وتبين بالفعل وجود أماكن كانت مسكونة في هذا المكان في قديم الزمان وأصبحت غارقة تحت الماء.

وتقع مدينة هرقليون، بجوار "مينوثيس" وبعض أجزاء من "كانوبوس" في منطقة خليج أبوقير داخل البحر الأبيض المتوسط، وهي تبعد عن شاطىء أبو قير بنحو من 5 إلى 6 كيلومتر، وهي الآن تحت سطح الماء على عمق نحو 10 متر، ويؤيد هذا مخطوطات من المؤرخين هيرودوت وسترابو ولكن موقعها قد أصابه النسيان بعدما أسس الإسكندر المقدوني مدينة الإسكندرية لتكون الميناء الرئيسي إلى اليونان.

ونقلت الآثار التي عثرت عليها البعثة الفرنسية، إلي العاصمة الانجليزية لندن، لعرضها بمعرض: "مدن غارقة.. عوالم مصر المفقودة"، وتم عرض بعض القطع الأثرية أهمها تمثال "حابي"، إلى جوار لوح حجري يعود لعام 378 قبل الميلاد، ويحمل نقوشًا باللغة المصرية القديمة.

اقرأ أيضًا.. دماء فى فم كل منهما.. العثور على جثتى عروسين توفيا ليلة زفافهما في سوهاج

وتعمل مدينة الإسكندرية والعديد من المنظمات غير الحكومية بالتعاون من منظمة اليونسكو في مشروع بناء متحف تحت الماء لعرض هذه الأشياء المكتشفة إلى العامة، ويمكن ترتيب رحلات الغوص الأثرية إلى موقع المدن الغارقة بأبو قير من خلال مركز غوص المنتزه بالإسكندرية وهو مركز الغوص الوحيد على الساحل الشمالي المعتمد لدى غرفة الغوص والرياضات المائية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً