«خوف وقلق وتوتر وترقب وانتظار لما سيحدث لأطفالهم وطلاب المدارس»، هذه هي ملامح الحياة لأهالى عزبة التل الأصفر التابعة لقرية تل ناروز بمجلس قروي بياض العرب بمدينة شرق النيل ببني سويف، وذلك لعدم وجود مقومات الأمن والسلامة فى الطرق وعدم وجود مدارس قريبة لأبنائهم، ويقول يسرى سليمان، أحد الأهالى، إنهم يعيشون في منطقة منعزلة تمامًا وفاقدة لأي مقومات الحياة الإنسانية التي ينادي بها المسؤولين مرارا وتكرارا، فضلا عن اقتصار الخدمات الموجودة لأهالى العزبة ما بين أعمدة الكهرباء المحددة ومياه الشرب.
وقال سليمان، أن أطفال القرية يسيرون فى الطرق الغير مؤمنة بشكل كامل، حيث يمرون بين طرقات الزراعة لمسافة تمتد إلى مسافة 4 كيلومتر للوصول إلى مدارسهم التي توجد في قرية بنى سليمان الشرقية وقرية الحمرايا، وأضاف صابر غريب، أحد أهالي عزبة التل الأصفر، أن هناك العديد من المخاطر التي تهدد سلامة وأمن وأمان الأطفال، وأن أهالى العزبة يعانون من عدم وجود فرن للعيش، ولا وحدة إسعاف، ولا توجد أى وحدة صحية للأهالى، وأقرب وحدة صحية تبعد عن الأهالى 3 كيلو متر.
وأضافت «أم يوسف»، ولى أمر 3 طلاب بمراحل التعليم الأساسية، أن هناك مخاطر حقيقية تهدد سلامة وأمان الأطفال المتواجدين بمراحل التعليم المختلفة من المقيمين بمنطقة التل الأصفر، وذلك لعدم وجود عوامل الأمن والسلامة لهم في ظل تقاعس المسؤولين عن معاينة الأوضاع المعيشية الخاصة بالأهالى من أطفال ونساء، وكأن الأمر لا يعنيهم بأى شكل من الأشكال، موضحةً أن الأطفال وطلاب المدارس يسيرون منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الدراسى وخاصة فى تمام الساعة السادسة والنصف أو السابعة صباحا، لمحاولة اللحاق بمدارسهم التي تبعد عنهم بمسافة 3 أو 4 كيلو متر، فضلا عن السير على الأقدام بشكل يومي ومتكرر، دون وجود أى خدمات يتم تقديمها من جانب المسؤولين بمدينة شرق النيل لصالح المواطنين والأهالى عامة، وطلاب المدارس والأطفال خاصة.
وأشار مصطفى سيد، أحد الأهالى، إلى أن من ضمن المخاطر التي تواجه طلاب المدارس بسبب عدم صلاحية الطرق وخطورتها هي محاولات اختطاف الصغار، حيث وقعت محاولة اختطاف لأحد أطفال القرية خلال العام الدراسى الماضى، وذلك أثناء سيره بين الأراضي الزراعية وهو في طريقه إلى المدرسة، مؤكدا على أن العناية الإلهية هي التي أنقذته من محاولة الاختطاف، وأن أطفال المدارس يسيرون بطريق جبلى بدءا من أماكن سكنهم مرورا ببعض الأراضي الزراعية وبعض الطرق التى لا تتوافر فيها عوامل الأمن والسلامة لهم، حتى وصولهم إلى مدارسهم، وأيضا عقب عودتهم من المدرسة إلى منازلهم.
نقلا عن العدد الورقي