بحروف من نور سجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر اسمه بين رؤساء وزعماء مصر الذين خلدهم التاريخ.
عرف عن ناصر أنه يمتلك كاريزما سياسية وهو ما تشابه كثيرا مع كاريزما الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعلى الرغم من تولي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الحكم لمدة 30 عاما إلا أن سماته الكاريزمية كانت ضعيفة بالمقارنة مع عبد الناصر والسادات.
مع بدايات ثورة 1919، وارتفاع الأصوات المنادية برحيل المحتل، كانت أولى صرخات ناصر بالدنيا، ففى 15 يناير 1918، وضعت السيدة فهيمة، زوجة عبدالناصر حسين خليل مولودها الأول، ليشرب من هتافات المؤيدين لزعيم الأمة سعد زغلول وقتها أولى لبنات النضال.
"يوجين جوستين" رجل المخابرات المركزية الأمريكية، يقول فى شهادته عن البكباشي جمال عبدالناصر،:"مشكلتنا مع ناصر أنه بلا رذيلة مما يجعله من الناحية العملية غير قابل للتجريح، فلا نساء ولا خمر، ولا مخدرات، ولا يمكن شراؤه أو رشوته أو حتى تهويشه، نحن نكرهه ككل، لكننا لا نستطيع أن نفعل تجاهه شيئا، لأنه بلا رذيلة وغير قابل للفساد".
ظل عبد الناصر صاخبا كضجيج ماكينات الغزل والنسيج فى المصانع طوال حياته وهو ما أوضحه اللواء عادل شاهين وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، فى كتابه برج القاهرة أول مهمة قومية للمخابرات العامة المصرية» إن برج القاهرة كان وسيظل درسا ماثلا للرد على الغطرسة الأمريكية سواء على المستوى السياسى أو على المستوى المخابراتى.
حكاية البرج الذى تكلف 6 ملايين جنيه دفعتها المخابرات الأمريكية لناصر مقابل تخليه عن الثورة الجزائرية، ضد الاحتلال الفرنسي، وعن ذلك يقول المؤرخ العسكري جمال حماد، المصريون أطلقوا على البرج، "وقف روزفلت" بينما سماه الأمريكان «شوكة عبد الناصر».
الملايين الستة حملها حسن التهامي، الذي كان يشغل وقتها منصب مستشار رئيس الجمهورية وجاء بالمبلغ في حقيبة سلمها للرئيس بعد عودته من زيارة للولايات المتحدة، وكان الرد وقتها: "لا و16 طابقا هى".
تقلد ناصر العديد من المناصب الهامة عقب ثورة 23 يوليو فكان نائب رئيس الوزراء في حكومتها الجديدة، ووصل إلى الحكم عن طريق وضع محمد نجيب (الرئيس حينها) تحت الإقامة الجبرية، وذلك بعد تنامي الخلافات بين نجيب وبين مجلس قيادة الثورة، وتولى رئاسة الوزراء ثم رئاسة الجمهورية باستفتاء شعبي يوم 24 يونيو 1956.
تعرض "الزعيم" لعدد محاولات من الاغتيال كان من بينها محاولة اغتيال نسبت لأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، في 26 أكتوبر 1954 أثناء إلقاء خطاب في ميدان المنشية بالإسكندرية وعرفت بحادث المنشية، ونفت الجماعة علاقتها بالحادثة، وأمر ناصر بعدها بحملة أمنية موسعة ضد الجماعة.
اتخذ العديد من القرارات الاشتراكية للإصلاح، وبحلول سنة 1963 وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في عدة دول عربية، فشارك الجيش المصري في الحرب الأهلية اليمنية في هذا الوقت، وقدم ناصر دستورا جديدا في سنة 1964، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه رئيسا لحركة عدم الانحياز الدولية.
وعلى خلفية النكسة استقال ناصر من كل مناصبه السياسية ولكنه تراجع عقب خروج المظاهرات الحاشدة التي طالبت بعودته وفي عام 1970 تعرض لنوبة قلبية، وتوفي على أثرها وشيع بجنازة مهيبة شارك بها أكثر من خمسة ملايين شخص.