دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منافسه الرئيسي، الجنرال السابق بيني جانتس، إلى الانضمام إليه في ائتلاف حكومي موسع، وذلك بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية دون حسمها لصالح حزب معين. تلك الدعوة التي قوبلت برد فوري من جانب حزب "أزرق أبيض" الذي أكد على أن "جانتس" يجب أن يكون رئيسًا لهذه الحكومة الائتلافية المزمع تشكيلها، الأمر الذي لن يسمح به نتنياهو.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن هذا التغيير في الإستراتيجية يعكس الموقف الضعيف لنتنياهو، الذي يرأس حزب الليكود اليميني، بعد أن فشل مرة أخرى في انتخابات الثلاثاء الماضي- التي أعقبت اقتراع غير حاسم في أبريل الماضي- لتأمين أغلبية برلمانية.
وقال نتنياهو: "خلال الحملة الانتخابية، دعوت إلى تشكيل حكومة يمينية، لكن للأسف، أظهرت نتائج الانتخابات أن هذا مستحيل.
وأضاف، موجهاً حديثه إلى زعيم حزب "أزرق أبيض": "بيني، يجب علينا تشكيل حكومة وحدة موسعة، في أقرب وقت اليوم. حيث تتوقع الأمة منا أن نظهر مسؤوليتنا ونواصل التعاون".
اقرأ أيضاً: نتنياهو يدعو منافسه جانتس إلى تشكيل حكومة وحدة في إسرائيل
من جهته، رفض حزب "أزرق أبيض" بزعامة بيني جانتس، العرض الذي طرحه نتنياهو، وقال "ال موشي يعلون"، أحد القيادات البارزة في الحزب، للصحفيين خلال فعالية حضرها جانتس، اليوم الخميس: "لن ندخل في ائتلاف يتزعمه نتنياهو"؛ وذلك حسب وكالة "رويترز".
بدوره، عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي عن خيبة أمله من رفض منافسه في الانتخابات عرضه بحث تشكيل حكومة وحدة، لكنه قال إنه يظل منفتحا على الحوار. وكتب "نتنياهو" على تويتر: "أنا مندهش ومحبط من حقيقة أنه، حتى الآن، ما زال "بيني جانتس" يرفض دعوتي للقاء.
وفي تغريدة أخرى كتب نتنياهو: "عرضي بأن نجتمع ما زال قائما يا جانتس. هذا ما يتوقعه المواطنون منا".
من جانبه، قال عضو الكنيست عن حزب الليكود "ديفيد بيتان" لراديو الجيش الإسرائيلي: "سيحتاج الجميع إلى النزول من أعلى حصانهم العالي لمنع الانتخابات للمرة الثالثة"، مضيفاً أن "رغبة حزب "أزرق أبيض" في تشكيل حكومة وحدة بموجب شروطه لن تنجح".
وأمس الأربعاء، قال "جانتز" إنه يأمل في "حكومة وحدة جيدة ومرغوبة". لكنه استبعد أيضا تشكيل حكومة مع الليكود بقيادة نتنياهو، مستشهدا بتهم الفساد ضد رئيس الوزراء، تلك التهم التي ينفيها "نتنياهو".
وبحسب "الجارديان"، فإن الكثير من الإسرائيليين يأملون أن تُخرج الانتخابات البلاد من أزمة سياسية. لكن النتائج الموحلة التي ظهرت أمس الأربعاء بدا أنها وصلت بالبلاد إلى طريق مسدود بدلاً من ذلك.
فبعد فرز جميع الأصوات تقريبًا اليوم الخميس، حصل حزب "أزرق أبيض" على 33 مقعدًا في البرلمان الإسرائيلي المؤلف من 120 مقعدًا، بينما حصل الليكود على 31 مقعدًا.
ووفقاً لـ"الجارديان"، فإن نتنياهو لا يقاتل من أجل حياته السياسية فحسب، بل من أجل حريته أيضا، حيث يتم فتح جلسات استماع في ثلاث قضايا فساد ضده في غضون أسبوعين فقط. ولكن يمكن أن تساعد الأغلبية في البرلمان المؤلف من 120 مقعدًا في منحه حصانة لمدة 69 عامًا من المقاضاة.
خلال حديثه مساء أمس الأربعاء، أصر "نتنياهو" على أن حزبه وحلفائه اليمينيين اختاروه ليظل قائداً، حتى لو كان من غير الواضح كيف سيشكل حكومة. وقال "لقد قررنا بالإجماع أننا نمضي قدمًا في مفاوضات ستؤسس حكومة برئاستي".
وفي وقت متأخر من يوم أمس الأربعاء، ألغى "نتنياهو" رحلة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة مقررة الأسبوع المقبل، من أجل التعامل مع الأزمة السياسية في الداخل.
كان جانتز، جنرال سابق، يتطلع إلى تكوين ائتلافات مع الأحزاب المركزية واليسارية. لكن حتى تلك الصفقات تنقصها الأغلبية البرلمانية البالغة 61 مقعدًا.
وفي الوسط يقف صانع الملوك الإسرائيلي العلماني القوي "أفيجدور ليبرمان"، الذي دعا إلى تشكيل حكومة وحدة علمانية تضم أحزاب "الليكود"، و"أزرق أبيض"، وحزبه القومي اليميني "إسرائيل بيتنا".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
