يبدو أن الاعتماد على تطبيقات وشبكات الجيل الخامس سيغير طريقة أعمالنا تدريجياً بشكل جذري حيث ستتسابق الشركات لبناء نماذج الأعمال والتشغيل التي تستخدم هذه التقنيات لخلق ميزة تنافسية بهدف زيادة إنتاجها وتطوير أدائها .
فسيسمح الجيل الخامس للأفراد بأداء الوظائف من أي مكان، بما في ذلك تلك التي كانت تتطلب في السابق وجودًا ماديًا أو مهام جسدية، مما يحررنا من الارتباط بالإقامة في مكان محدد.
سيساعد الجيل الخامس على تحول المحترفين والمتخصصين من جميع المجالات إلى نظام (العمل الحر) Freelancing. بما يمكنهم من العمل لدى أكثر من شركة فعلى سبيل المثال من المنتظر أن يتمكن الجراحون أو الأطباء - الذين يرتبطون بمستشفى محددة حاليا - من العمل لدى العديد من المستشفيات في جميع أنحاء العالم كذلك نجاح المسؤولون التنفيذيون حضور أكثر من اجتماعا في عدة مدن حول العالم في الوقت نفسه دون الحاجة للسفر إلى هناك وذلك كموظفين بأجر لشركتين أو أكثر في وقت واحد.
سيتمكن المدراء بمختلف بيئات العمل من متابعة جميع الأنشطة لحظة بلحظة من خلال الاعتماد على شبكات الجيل الخامس بالإضافة إلى تقديم الحلول السريعة لأي مشكلة تطرأ.
وستعمل تطبيقات الجيل الخامس على تهيأة البيانات التشغيلية والتشخيصية والمراقبة للمدراء والمسئولون بما يساعده على تحسين بيئة العمل من خلال وضعية أفضل للقيام بوظيفته.
مع انخفاض أهمية أماكن العمل الثابتة، ستواجه الشركات صعوبة في الحفاظ على الثقافة المرغوبة للشركة، وقد واجهت الشركات العالمية بالفعل بوادر هذا التحدي خلال الفترة الأخيرة، ولكن في المستقبل ستصبح هذه المشكلة منتشرة، حتى في أصغر وحدات المؤسسة، لأن اللقاءات بين الموظفين ستقل بشكل متزايد.
كما ستجبر تطبيقات الجيل الخامس الشركات على الاعتماد على التقنيات الجديدة لاتباع أفضل الأساليب في التعامل مع الموظفين، بما في ذلك السماح لهم بالعمل شركات أخرى في الوقت نفسه، ستحصل على أفضل الأشخاص وبالتالي ستحقق نجاحًا أكبر.
ستتجه الشركات لدعم كل جديد تقدمه شبكات الجيل الخامس لتحسين أدائها وزيادة إنتاجها من خلال تدريب موظفيها على استخدام التكنولوجيا الحديثة فمثلا تقوم الآن الشركات الكبيرة مثل أمازون، وول مارت، وJPMorgan Chase بتزويد موظفيها بالعديد من المهارات الجديدة والتي تُلائم العصر الجديد الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، والحوسبة الكمومية، والروبوتات.
ستتمكن هذه الشركات من تدريب الموظفين في أي مكان، وفي أي وقت، وعلى نطاق عالمي وبدرجة من الواقعية لا يمكن تمييزها عن التعلم التجريبي في موقع العمل. وبالطبع سيؤدي ذلك إلى تحقيق نتائج أفضل لهذه الشركات.
نظرًا لأن شبكات الجيل الخامس ستمكّن العديد من الموظفين من أداء مهامهم من أي مكان، وفي أي وقت، فقد يتكون اعتقاد خاطيء أنهم متاحين للعمل على مدار الساعة. والذين سيعملون لدي أكثر من شركة قد يتعرضوا لضغوط مضاعفة، ويتولون الكثير من المهام.