أعلنت رئاسة الحكومة التونسية يوم الخميس استعدادها منح ضوء أخضر لدفن الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في تونس.
ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصدر برئاسة الحكومة قوله إنها ستستجيب لطلب دفن الرئيس السابق في تونس في حال طلبت عائلته ذلك، مضيفا أن الحكومة ستعمل على أن تتم مراسم الدفن "في أحسن الظروف".
وكان محامي بن علي في تونس منير بن صالحة أفاد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في وقت سابق يوم الاربعاء بوفاته في منفاه بالمملكة السعودية، بحسب ما أكدته عائلته.
وأوضح بن صالحة بأن بن علي /83 عاما/ نقل قبل أيام إلى المستشفى إثر تدهور حالته الصحية. وقال مقربون منه في تونس إنه كان يعاني من مرض عضال.
وغادر بن علي مع عائلته إلى السعودية يوم 14 يناير 2011 بعد احتجاجات عارمة ضد حكمه الذي امتد 23 عاما.
وأطلقت تلك الاحتجاجات لاحقا ثورات الربيع العربي في المنطقة وكانت إعلانا لبداية الانتقال السياسي في تونس، التي تشهد هذه الفترة ثاني انتخابات رئاسية ديمقراطية، وهي الانتخابات الخامسة منذ 2011 كما ستنظم انتخابات تشريعية في السادس من أكتوبر المقبل.
ولم يظهر بن علي منذ مغادرته إلى العلن باستثناء نشر صوره بشكل نادر مع أفراد عائلته في مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تونس صدرت ضده أحكام مشددة من القضاء العسكري في قضايا ترتبط بقتل ضحايا الثورة وقمع معارضيه وأخرى ترتبط بقضايا مالية.
وصعد بن علي، وهو عسكري برتبة جنرال، إلى سدة الرئاسة في انقلاب أبيض ضد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في السابع من نوفمبر عام 1987. وقبلها كان في منصب الوزير الأول كما شغل منصب وزير الداخلية.
وأحكم الرئيس الراحل قبضته على الحكم فور دخوله قصر قرطاج واتسمت ولاياته الرئاسية المتتالية حتى عام 2011 بقمع المعارضة والتضييق على حرية التعبير، لكنه حافظ على مستوى معيشي مقبول لطبقة وسطى واسعة بجانب فترة استقرار أمني.
وإبان الاعلان عن وفاته انقسم التونسيون في تونس بشأن تقييم فترة حكمه.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مقربين من عائلته إن الرئيس الراحل طلب قبل وفاته بأن يدفن في مكة.
وتزوج بن علي مرتين وله ثلاث بنات من زوجته الأولى نعيمة الكافي، وهي ابنة جنرال، وابنتين وابن من زوجته الثانية ليلى الطرابلسي التي رافقته إلى السعودية.