اعلان

معجزة تجمع الشتيتين.. شاب مصري يعثر على أمه المريضة نفسيا بعد 11 عاما.. الابن: اتنصب عليّ كتير علشان أوصلها.. وأطالب بتدخل الرئيس لعلاجها

فى أمر يشبه المعجزة في تحقيقه، عكف خلالها الابن "صبري" حتى عجز الصبر عن صبره في رحلته للبحث عن والدته التي تعاني من مرض نفسي جعلها تترك المنزل بقرية بني خالد التابعة لمركز مغاغة شمال المنيا، حتى جاءت لحظة الأمل التى أعادت له حبه للحياة ثانية عقب إخباره بالعثور على والدته في منطقة الجمالية لتعيد تلك المكالمة حلم طال تحقيقه طوال رحلة ١١ عاما من البحث بشتى بقاع الجمهورية.

بدأت الواقعة حينما خرجت «فايزة عمار» من بيتها تاركة ورائها صغيرها «صبري» البالغ من العمر آنذاك ٢٣ عاما، نجلها الوحيد الذي أنجبته من زواجها المنتهي بالطلاق، ولكونها تعاني من مرض نفسي فخرجت ولم تعد، إلا أن الابن لم يسلم بالأمر وعكف على البحث عن والدته، بدأ رحلة بحثه بتحرير المحضر رقم ٣١٠٢ لسنة ٢٠٠٨، ورغم كونه يعمل فى منطقة إمبابة بالجيزة إلا ٱنه بدأ في رحلة بحثه عن والدته ما بين مواقع التواصل الاجتماعي تارة ولصق صورها بكافة الشوارع والميادين العامة بمختلف محافظات الجمهورية دون أن يفقد الأمل في عودة الأم لأحضان طفلها المولع بحبها شغفا رغم معاناتها من مرضها النفسي.

يقول «صبري محمد شحاتة»، بحثت عن والدتي بجميع محافظات الجمهورية بداية من أسوان وحتى السلوم ونشرت استغاثتي لمن يعثر علي والدتي يتواصل معي هاتفيا، خلال تلك السنوات الماضية نشأت عدة صداقات مع إعلاميين وصحفيين ورواد مواقع تواصل اجتماعي تضامنوا معي في رحلة البحث عن والدتي، لافتا إلى أنني أعمل في الخردة وأقوم بالحصول على إجازة ٤ أيام شهريا وقد تمتد لخمسة أيام أقوم خلالها بالتجول في محافظة من محافظات الجمهورية وآخذ معي صور والدتي ومواد للصق وألصق صورها بالميادين والشوارع العامة على مدار ١١ عاما.

وأوضح «صبري» في حديثه لـ« أهل مصر»، طرقت أبواب رجال الدجل والشعوذة لكنهم أكدوا لي أنها توفيت وعلي أن أفقد الأمل في عودتها مجددا لأحضاني لكن لم أفقد الأمل، متابعا: " تعرضت لحالات نصب من قبل بعض الأهالي بعدة محافظات حيث تلقيت عدد من المكالمات الهاتفية تفيد عثور بعض الأشخاص على والدتي وكي أتمكن من رؤيتها يجب علي إحضار بعض المبالغ المالية التي وصلت إلى ٢٠٠٠ جنيه وكنت أذهب بالفعل وأكتشف أنها حالات نصب".

يستكمل حديثه، قد باتت عيناي تغفو بينما أصارع النوم بين أجفاني كي أواصل عملي حتي دقت أجراس هاتفي الخلوي بمكالمة من رجل مسن يدعى «محمد» وبنبرة صوت صادقة لا تحمل في طياتها كذب أو خداع من أجل النصب أخبرني بأنه يعلم مكان أمي، فما بين لهفة وشوق ودموع لم أتمالك إحساسي حتى اتفقنا سويا على موعد يجمعنا صباحا يخبرني من خلاله عن مكان تواجد أمي.

جاء الصباح وهرعت مسرعا أحمل ما لدي من أوراق تثبت هويتي وهوية من تسكن الجنة تحت قدميها، ترتجف دقات قلبي المتسارعة للقاء أبحث عنه طوال ١١ عاما، جلست بجوار العم محمد الذي ببيع بعض الكتيبات أسأل عن مكان أمي كثيرا لكنه طلب مني التمهل وألا أستعجل الأمر فقد أوشك الحلم على التحقيق، دقات قلبي ترتجف أكثر فأكثر لم أتمالك مشاعري فعلى بعد خطوات جاءت أمي تستلقي أسفل شجرة تتكأ على ظلها من حرارة الشمس تنتظر من يأتي إليها حاملا بعض الطعام، ترتدي عباءة سوداء أنهكها الزمن بتمزقاتها وشال الوقار والعفة الصعيدي يحيطها، كدت أقترب منها لكن العم محمد رفض ذلك خشية هروب والدتي.

١٠ أيام متواصلة أذهب إلى أمي من مكان إلى مكان أراقبها في صمت أرعاها في حذر شديد أحضر لها وجبات الطعام ثلاث مرات يوميا، لم أذهب إلى عملي منذ أن عثرت على أمي، بت أحلم آناء الليل وأطراف النهار بلحظة تجمعنا أقول لها يا أمي وترد علي، لم تأت تلك اللحظة بعد، قررت حينها اللجوء إلى الإعلامي طارق علام الذي كان على دراية بالواقعة منذ وقت طويل طلبت منه مساعدتي كي أتمكن من اصطحاب أمي وساعدني بالفعل وكان نقطة الوصل بيني وبين دار انقذ إنسان التي تولت مهمة إعادة أمي للحياة من جديد بعيدا عن جنبات الشوارع.

أضاف، رحلة محاولة إنقاذ أمي بدأت من الساعة الرابعة عصرا وحتى السابعة مساء حاولنا الإمساك بها في منطقة الجمالية بالقاهرة لكنها قامت بقذفنا بالزجاج والطوب وهرعت مسرعة في خوف تختبئ لكنني واصلت رحلتي بالتعاون مع فريق انقذ إنسان ورجال الشرطة، وجاءت تلك اللحظة التي تمكنت من خلالها بالإمساك بأمي ونقلت إلى دار انقذ إنسان قاموا بتهيئتها للحياة من جديد وفي دعوة منهم تناولت مع أمي الطعام للمرة الأولى منذ ١١ عاما لكننا لم نتحدث بعد.

واختتم الابن «صبري» نفسي أقول لأمي يا أمي وترد عليا، مطالبا بتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي بتبني حالة والدته وعلاجها من رحلة عذابها طوال السنوات الماضية خاصة وأنها كانت تتقاضى معاش لم تحصل عليه منذ عدة سنوات بعد أن طرقت أروقة وأزقة الشوارع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً