بعد محاولات عديدة، وفشل المفاوضات الأخيرة مع المقرضين، لتوفير التمويل الإضافي لإنقاذها من الإفلاس، أعلنت عملاقة السياحة البريطانية "توماس كوك" صباح اليوم، أنها تقدمت بطلب للتصفية الإجبارية إلى المحكمة العليا في المملكة المتحدة، الأمر الذي كان له صداه، حيث تصدّر خبر إفلاس الشركة الصحف العالمية الكبرى.
فقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية وتحت عنوان " إنهيار توماس كوك يترك الآلاف عالقين بعد فشل مفاوضات الإنقاذ"، أنه تحت وطأة كومة من الديون بعد فشل المحادثات مع الدائنين، أعلنت الشركة تقدمها بطلب للتصفية الإجبارية، مما أجبر الحكومة البريطانية على استئجار طائرات لإحضار أكثر من 150 ألف من عملاء الشركة البريطانيين الذين تقطعت بهم السبل.
كما قالت الوكالة أيضًا إن زوال واحدة من العلامات التجارية الأكثر شهرة في المملكة المتحدة يجعل أكثر من 21 ألف موظف في خطر.
وفي تقرير آخر لـ"بلومبرج" بعنوان" دائني توماس كوك لديهم الحق في الغضب" أشارت الوكالة إلى أن الانهيار المفاجئ لعملاقة الرحلات السياحية بهذه الأصول الكبيرة ستؤدي إلى الإضرار بالمورّدين والمقرضين الآخرين من ذوي الرتب الدنيا.
من جانبها نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية بعنوان" انهيار توماس كوك ليس كارثة لعملائها فقط لكن لبقية صنّاع السفريات" قائلة إن القصة المحزنة لانهيار "توماس كوك" سببت الغضب لمئات الآلاف من عملائها الذين ابتعدوا عن منازلهم بعد انهيار الشركة، والذين حتمًا ستتأخر رحلاتهم بسبب ذلك الانهيار، كما أن انهيار الشركة يشكّل خطرًا كبيرًا على بقية صنّاع السفر والرحلات.
يذكر أن شركات الطيران الأربع التابعة للشركة سوف تتوقف، وسيفقد موظفوها البالغ عددهم 21 ألف موظف في 16 دولة وظائفهم، بما في ذلك تسعة آلاف موظّف في المملكة المتحدة.
كما نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية بعنوان " توماس كوك ينهار ويشرّد الآلاف" قائلة إنه بعد فشل المحادثات الأخيرة مع المقرضين في توفير200 مليون جنيه إسترليني كتمويل جديد لشركة السفر المنكوبة، وانهيار الشركة فإن ذلك سيتسبب في تعرّض 9 آلاف فرصة عمل للخطر في بريطانيا وحدها، كما أدى إلى بذل جهد أكبر من بريطانيا لمساعدة 150 ألف من المسافرين الذين تقطعت بهم السبل للعودة لوجهاتهم في شمال إفريقيا، والشرق الأوسط، والولايات المتحدة، ومنطقة البحر الكاريبي.
اقرأ أيضًا .. "توماس كوك" للسياحة تعلن إفلاسها
وذلك بعد إعلان هيئة الطيران المدني في الساعة الثانية صباحًا أن الشركة، قد توقفت عن العمل وأنه قد تم إلغاء جميع الرحلات الجوية والحجوزات ذات الصلة، وذكر التقرير أيضًا التفاصيل الكاملة لأزمة انهيار"توماس كوك".
ونشرت صحيفة " The Irish Times" الأيرلندية تقريرًا بعنوان " انهيارات توماس كوك: ماالقادم ولماذا؟" ذكرت فيه أن الشركة تدير الفنادق والمنتجعات ورحلات الطيران لـ 19 مليون مسافر سنويًا في 16 دولة، مما حقق إيرادات في عام 2018 بقيمة 9.6 مليار جنيه إسترليني، ويبلغ عدد عملائها حاليًا 600 ألف شخص، بما في ذلك أكثر من 150 ألف مواطن بريطاني، كما توظّف الشركة 21 ألف شخص وهي أقدم شركة سفريات في العالم، تأسست عام 1841.
We are sorry to announce that Thomas Cook has ceased trading with immediate effect.This account will not be monitored.
Please visit https://t.co/4lGVHZm2jQ for further advice and information.#ThomasCook pic.twitter.com/NJ7vi4UJZ4— Thomas Cook Airlines (@TCAirlinesUK) September 23, 2019
وذكر التقرير أنه بعد تلك الانهيارات أطلقت هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة برنامجًا للعودة إلى الوطن خلال الأسبوعين المقبلين، من اليوم وحتى 6 أكتوبر المقبل لإعادة المسافرين ، وسيتم استخدام أسطول من الطائرات لإعادة المواطنين البريطانيين، كما سيتم استخدام رحلات تجارية بديلة، كذلك أطلقت هيئة الطيران المدني موقعًا خاصًا على الويب لتمكّن العملاء المتضررين من العثور على تفاصيل ومعلومات عن رحلات العودة إلى الوطن، أما بالنسبة لأولئك العملاء الذين لا يسافرون من بريطانيا، سوف يتم إيجاد ترتيبات بديلة.