كانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت الليلة الماضية أن الولايات المتحدة رفضت منح التأشيرة لفريق المستشارين التابع لروحاني والذي كان مقررًا أن يرافق الرئيس الإيراني خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى أن روحاني نفسه ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف لم يحصلا على تأشيرتيهما إلا يوم الخميس الماضي، وتعليقًا على الرفض الأمريكي لمنح التأشيرات، قال الكاتب الصحفي، أسامة الهتيمي في تصريح خاص لـ"أهل مصر":
لاشك أن الموقف الأمريكي بشأن عدم منح الوفد المرافق للرئيس الإيراني حسن روحاني تأشيرة دخول الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يأتي في سياق تصعيد واشنطن من ضغوطاتها على طهران على مدار أكثر من عام تقريبا لإجبار إيران على الاستجابة للإملاءات الأمريكية المتعلقة بالقبول بإعادة التفاوض حول الاتفاق النووي 5+ 1 الذي تم توقيعه في العام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي، السابق باراك أوباما غير أنه وعلى ما يبدو لم يلق قبولًا لدى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الذي اعتبره أسوأ اتفاق في التاريخ ما دفعه للانسحاب منه واستئناف العقوبات الأمريكية مجددا.
وأوضح الهتيمي أنه على الرغم من أن العلاقة بين الطرفين خلال الشهور الماضية شهدت الكثير من المد والجزر إلا أن تقارير عديدة تحدثت عن إمكانية عقد لقاء بين الرئيس ترامب وروحاني خلال اجتماعات الجمعية العامة كإحدى ثمار جهود الوساطة الفرنسية وهو ما لم يثر أية مفاجأة لدى المتابعين إذ يدرك الجميع أن اللقاء حتمًا سيكون بين الطرفين آجلا أو عاجلا غير أن ذلك لم يرق على ما يبدو لبعض الأطراف الإيرانية التي ترى أهمية الاستمرار في التصعيد وممارسة المزيد من الضغط المقابل على أمريكا وحلفائها في المنطقة لتكون النتيجة وقوع الهجمات على أرامكو وتهديد الاقتصاد العالمي، وهي الهجمات التي أكّدت كل من واشنطن والرياض مسئولية إيران عنها الأمر الذي اضطر أمريكا إلى أن تتخذ المزيد من الإجراءات العقابية، والضغوط السياسية والاقتصادية بحق إيران كأحد أشكال رد الفعل وحفظ بعض ماء الوجه المهدر خاصة وأن جميع المناوئين لطهران وعلى رأسهم واشنطن لم يتخذوا قرارًا حاسمًا بشأن الرد العسكري تفاديًا للتداعيات الكارثية المحتمل وقوعها.
وأضاف في تصريحه لـ"أهل مصر"، أن الموقف الأمريكي يحمل بالطبع دلالة سياسية حيث يستهدف إظهار نبذ إيران عالميًا وفرض المزيد من العزلة الدولية على قادتها السياسيين، والتأكيد على أنه ليس فارقًا حقيقيًا فيما بينهم وبين القادة الدينيين الذين يتبنون مواقف متطرفة.
اقرأ أيضًا.. "روحاني": الولايات المتحدة تخشى وجود إيران في الجمعية العامة للأمم المتحدة
وبطبيعة الحال فإن عدم سفر الوفد المرافق لروحاني يحد من فاعلية نشاط إيران ورئيسها خلال هذه المناسبة الدولية المهمة التي تحرص كل دول العالم على المشاركة فيها لإجراء المزيد من الاتصالات والمقابلات واللقاءات مع قادة ومسئولي بقية دول العالم.