عقب انتهاء الاجتماع الذى عقده الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ووكلائه، تم الاتفاق على تنفيذ الخطبة المكتوبة دون تحديد موعد لبدء العمل على أن يقوم بأول تجربة لها بنفسه فى أول خطبة له.
وكلف محمد مختار جمعة، كل مديرية باختيار كوادر متميزة من شباب الأئمة فيما أقل من 45 عام لإعدأدهم وتأهيلهم على أعلى مستوى علمى.
وأوضح وزير الأوقاف، فلسفة الخطبة المكتوبة وذلك خلال لقائه بقيادات ووكلاء الوزارة، مؤكدًا أنها لا يوجد فيها أى مخالفة شرعية على الإطلاق، وإنما الهدف هو صياغة الفكر والفهم المستنير وفق آلية تسهم فى تصحيح الفكر وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وحرصًا على عدم الخروج عن وحدة الموضوع، موضحًا أنه لا يوجد تضييق أو تقييد للأئمة والدعاة على الإطلاق من تنفيذ الخطبة المكتوبة، لأن الإمام له متسع كبير مع جمهوره من خلال الدروس والقوافل والندوات، مشيرًا إلى أن الخطيب لا يكون أكثر انشغالًا باستحضار المعلومة بل يكون أكثر تمكنًا من الأداء، وأضبط وأوثق، فيما أكد وكلاء الوزارة ومديرو المديريات كامل دعمهم وتأييدهم لفكرة الخطبة الموحدة المكتوبة.
وحضر اللقاء وكلاء الوزارة ومديرو المديريات الإقليمية على مستوى الجمهورية بحضور النائب الدكتور عمرو حمروش أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، والشيخ جابر طايع وكيل أول الوزارة رئيس القطاع الدينى، والمهندس سمير الشال رئيس قطاع المديريات، والشيخ محمد عبد الموجود وكيل الوزارة لشؤون المساجد والقرآن الكريم، والشيخ سلامة عبد الرازق وكيل الوزارة لشؤون الدعوة، والشيخ صبرى عبادة مستشار رئيس قطاع المديريات، والدكتور نوح العيسوى مدير عام بحوث الدعوة، ولفيف من قيادات الوزارة.
وأعلنت وزارة الأوقاف، عن تشكيل لجنة علمية لإعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة، بما يتوافق مع روح العصر من قضايا إيمانية وأخلاقية وإنسانية وحياتية وواقعية، مع الاستمرار فى توحيدها وتعميمها مكتوبة.
عن المؤيدون للفكرة..
على غرار وزير الأوقاف هناك عدد من المؤيدين لفكرة الخطبة الموحدة قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إلى أن فكرة الخطبة المكتوبة جاءت نتيجة للشكاوى الكثيرة التى تأتى لوزارة الأوقاف، فهناك بعض الأئمة يتجاوز الوقت المحدد للخطبة، كما أن البعض الآخر قد لا يلتزم بموضوع الخطبة المتفق عليها، ويقوم بتوجيه موضوع الخطبة توجيها غير أمثل، فيتحدث فى بعض القضايا الفرعية، ولذلك كان لا بد من التفكير فى ضبط هذه الأمور من خلال الخطبة المكتوبة، مشيرا إلى أن إدارة بحوث الدعوة بالديوان العام، ستقوم كل شهر بإعداد 4 خطب، ويتم إرسال هذه الخطب المكتوبة للمديريات الإقليمية لتوزيعها على الأئمة والدعاة، وسيقوم علماء متخصصون بإعداد هذه الخطب المكتوبة، لتشمل جميع جوانب الموضوع، من خلال مادة علمية متميزة.
ومن زاوية أخرى، قال نائب رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد محمود أبو هاشم،، أن الخطبة المكتوبة تعد خطوة من خطوات تجديد الخطاب الدينى، مضيفا إلى أن الخطبة المكتوبة سوف تكون معدة من جانب علماء متخصصين ومتميزين، وسيكون موضوع الخطبة مغطى من جميع جوانبه، وستكون الخطبة منضبطة من ناحية اللغة العربية، كما أن الخطبة المكتوبة ستكون متوافقة مع زمن الخطبة الذى تحدده وزارة الأوقاف، وذلك منعا للإطالة أو التقصير المخل، موضحا أن الخطبة فى الحرمين الشريفين تكون مكتوبة، وكذلك أيضًا فى كثير من البلاد العربية والإسلامية، كما أن الخطب الرسمية فى المناسبات العامة تكون مكتوبة، وبالتالى فإن خطبة الجمعة التى تخاطب جموع رواد المساجد، ستكون مكتوبة ومنضبطة لغويا وعلميا، وهذا سوف يحقق فائدة كثيرة، وسوف يستفيد كل رواد المسجد بالخطبة المكتوبة.
وهناك تصريح.. لقد أعلنت وزارة الأوقاف، رسميًا فى بيان لها، عن تزايد نسبة المؤيدين لتعميم الخطبة المكتوبة، وذلك حسب استطلاع رأى لإحدى المؤسسات الإعلامية، حيث بلغت نسبة المؤيدين 63%، وهى فى تزايد مستمر، نتيجة لجهود الوزارة فى توضيح أهمية تطبيق الخطبة المكتوبة، وكونها مشروعا فكريا عظيما لتحقيق الفهم المستنير.
ومن المعارضين لفكرة الخطبة المكتوبة..
أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، أن الخطبة المكتوبة دعوة للجهل المطبق، لأن الإمام فى هذه الحالة سيكون كالقطار الذى يسير على القضبان، ولن يكون هناك فرصة للقراءة والاطلاع، موضحا أن خطبة الجمعة من المفروض أن تعالج مرض ومشكلة اجتماعية فى الحى أو المنطقة أو القرية التى يوجد بها المسجد، وإذا لم يحدث ذلك، فهى خطبة لا قيمة لها ولا فائدة منها، لأنه من شروط نجاح الداعية الخبرة بحال الناس، فالإمام يرتفع بأسلوبه أحيانا ويتوسط أحيانا أخرى، بحيث كل من دخل المسجد يخرج منه وقد استفاد، أن رواد المسجد بينهم المتعلم وبينهم الأمى، ومجتمعنا مختلف، فعندنا مجتمع حضرى فى المناطق الراقية، وهناك المناطق الشعبية، وكذلك لدينا القرى والنجوع، فما فائدة خطبة تعالج التحرش فى قرية قد لا تسمع عنه، ولا تعرف معنى هذه الكلمة، والمؤكد أن خطيب الجمعة فى هذه المناطق، لو تحدث فى قضايا معينة لا تناسبهم، سوف يخرج الناس من المسجد ويقولون» لقد تحدث مولانا الشيخ بالنحوى وما فهمنا منه شيئا»، ويشير إلى أن الخطبة المكتوبة تعد سلبا لإرادة الخطيب، ولا تعطيه فرصة لأن يبتكر موضوعا معينا، ولا ينهج نهجا معينا يتناسب مع رواد المسجد.
و قال الدكتور علوى أمين، أستاذ بجامعة الأزهر، أن الخطبة المكتوبة نوع من التدخل فى حياة وأفكار الإمام العملية، وطالب بأن يبقى الأمر كما هو عليه، وهو الخطبة الاسترشادية، ويكون هناك فرصة للإمام، بأن يجتهد فى توصيل موضوع الخطبة لرواد المسجد بالطريقة التى تناسبهم، موشيرا أن الخطبة المكتوبة لن تكون مناسبة لجميع المساجد، لأن النص الذى يكتب باللغة العربية الفصحى لن يناسب رواد المساجد فى القرى والضواحى، ومن الأفضل أن يوجد مساحة للإمام، لأنه قادر على أن يصل لجميع المصلين، لأنه يعرف واقع وظروف رواد المسجد.
وفى رأى آخر، يقول أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة،، إن الثابت والمنقول والمأثور عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين رضى الله عنهم، والخطباء فى كل زمان ومكان، أداء خطب الجمع والعيدين ارتجالا وابتكارا، وهذا أدى إلى نبوغ خطباء يشار إليهم بالبنان، وبالاستقراء فى تاريخ الدعوة الإسلامية، فقد نبغ بلغاء وفصحاء، حازوا السبق والتأثر والتأثير بالعملية الدعوية وفى الأوساط الإرشادية للمسلمين، ولأجل جودة الأداء ونبوغ الخطباء، أنشئت بجامعة الأزهر كلية الدعوة وأقسام الدعوة بكلية أصول الدين، وتم اكتشاف مواهب ذات أثر وتأثير فى جموع المتلقين من رواد المساجد، وظهرت علوم ذات صلة كعلم الدعوة الإسلامية وفن الخطابة.
جدير بالذكر أه انتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وسما بعنوان "لا للخطبة المكتوبة"، اجتاح صفحات أئمة الأوقاف.