بالتزامن مع الإحتفال بإنتصارات اكتوبر المجيدة، كرم الدكتور محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس، والدكتور عبد الفتاح سعود نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، عددا من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وذلك خلال ندوة "حديث البطولات " مساء اليوم الإثنين.
ويأتي ذلك ضمن فاعليات مهرجان إستقبال الطلاب الجدد والقدامى للعام الجامعي الجديد، والذى ينظمه إتحاد طلاب الجامعة فى الفترة من ٢١ من سبتمبر الى ٨ اكتوبر المقبل.
واستضافت الندوة، اللواء محمد ذكى الألفى، واللواء نصر سالم، واللواء على حفظى مساعد وزير الدفاع سابقا ومحافظ شمال سيناء الأسبق، والدكتور أشرف مؤنس مدير مركز دراسات وبحوث الشرق الأوسط، وأدار الندوة الإعلامى خالد سعد، بحضور الدكتورة رقية شلبى عميدة كلية البنات، والعقيد حمدى عبد الله مدير التربية العسكرية، ولفيف من أساتذة الجامعة، و محمد الخطيب أمين الجامعة المساعد لشئون التعليم والطلاب، وطارق أحمد مدير عام رعاية الشباب.
وتحدث اللواء نصر سالم حول مهمته خلال فترة حرب أكتوبر وهى إستطلاع خطوط العدو، حيث مكث فى أرض العدو ١٨٠ يوما بدءا من يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ وقام هو واثنين من الجنود بحمل معدات ومؤنة تكفى لعشرة أيام على الأكثر قاموا خلالها بالسير مسافة ٥٥ كيلو مترا استغرقت ١١ ساعة متواصلة ليلا ليصلوا صباح يوم ٧ أكتوبر قلب خطوط العدو ويبلغوا القيادة بمعلومات حول لواء دبابات إسرائيلي، مما مكن الجيش المصري من تدميره.
واستمرت المهمة على مدار ١٨٠ يوما خلف خطوط العدو، وقد إستفاض فى شرح تفاصيل المهمة فى كتاب يحمل هذا الإسم، مشيرا إلي أخطر موقف واجهه يوم العودة، فقد كان عليهم السير على جرف حاد ٧٠٠ متر ينتهى بمعسكر إسرائيل، وقد إستيقن وقتها الشهادة هو وزملائه ولكنه قاد كتيبته وجنوده والجنود الذين انضموا لكتيبته خلال مدة العملية بثبات وتمكنوا من التخفى في الظلام حتى عادت الكتيبة كلها بسلام.
كما استعرض اللواء محمد ذكى الألفى جانبا من بطولات الجيش المصري التى تؤكد أن الجيش المصري يعمل بصورة متناغمة، حيث استشهد ثلاثة من قيادات الكتيبة واستمرت الكتيبة في أداء مهمتها دون تقصير أو إخلال وقاموا بأسر ١١٤ اسير إسرائيلي.
وأشار إلى بطولات عدد من الشهداء والتى تؤكد تفوق الجندى المصرى من بينهم الشهيد محى الدين أحمد رجب أول شهيد في حرب أكتوبر، والشهيد أحمد عادل الذى قام بتثبيت مدافع الهاون فى خنادق العدو، والشهيد الخضيرى الذى قام بحصار نقطتين حصينتين للجيش الإسرائيلى وحمى الجيش المصري من خسائر كبيرة، واستعرض جانبا من معركة الجزيرة الصينية وبطولة اللواء باقى يوسف صاحب فكرة إستخدام مضخات المياه فى تحطيم خط بارليف.
وأكد اللواء أركان حرب على حفظى قناعته بأن الشباب المصرى شباب عظيم عندما تتاح له الفرصة يتميز ويبدع ويعطى يبهر العالم، ومؤكدا أنها جزء من جينات الشباب المصرى الذى يعطى دائما الأمل فى غد أفضل.
وأشار إلى أهمية التواصل بين الأجيال لإستقاء الحكمة والخبرة من جيل الكبار وجيل الشباب وإنتصار أكتوبر كنموذج ناجح لتواصل الأجيال، فقد وضع الخطة جيل الكبار ونفذها الشباب من الجنود والمقاتلين.
كما أشار إلى تفوق الجيش الإسرائيلي التقنى وتطور أسلحته ومعداته عن الجيش المصري لكن رغم ذلك إستطاع الجيش المصري عندما إستثمر الذكاء المصرى تحويل المستحيل الى ممكن واستغلال كل الإمكانيات المتاحة لتحطيم خط بارليف المنيع وعبور القناة واسترداد الأرض.
وتناول الدكتور أشرف مؤنس، كيف تناول التاريخ نصر إكتوبر وإستراتيجية حرب أكتوبر التى تدرس حتى الآن وأهمها الخداع الاستراتيجى وتلاحم الجيش مع الشعب على مدار سنوات.
وفى ختام اللقاء، أجاب الضيوف على عدد من تسأؤلات الطلاب التى تطرقت إلى كيفية رفع الروح المعنوية للجنود المصريين بعد هزيمة ٦٧، وذلك من خلال حرب الاستنزاف التى تضمنت ٤٤٤ عملية حربية ناجحة نقلت حاجز الخوف من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية وإستخدام اللهجة النوبية في تشفير بعض الإتصالات.
وفى ختام الندوة، أهدى الدكتور محمود المتينى درع الجامعة للأبطال الثلاثة تقديراً لهم، كما أهدى درع الجامعة للإعلامى خالد سعد تقديرا له.