انتشر في الآونة الأخيرة التعارف بين الشباب والفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانا يتطور الأمر إلى الزواج، مما جعل بعض الأشخاص يستغلون موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ليتلاعبوا بالفتيات حتى يسقطوا ضحايا تجار الأعضاء البشرية أو الاتجار الجنسي ويصبح الأمر كارثة جديدة تواجه بنات مصر وكل مستخدمات الإنترنت من خلال التلاعب بأحلامهن واستغلالهن تحت وهم الزواج من رجل ميسور الحال والسفر للخارج.
ادعى أنه خليجي ويريد الزواج منها ليأخذ أعضاءها ويتركها جثة
التقت «أهل مصر» مع أحد أصدقاء فتاة كانت ضحية للزواج عبر فيس بوك ووقعت فريسة لتجارة الأعضاء البشرية حيث قالت في بداية حديثها، إن صديقتها تعرفت على شاب من صفحات فيس بوك كان في البداية يدعي أنه خليجي وأظهر إعجابا كبيرا بها، حتى أيقن أنها تعلقت به وتطورت العلاقة العاطفية بينهما فقام بالاعتراف لها أنه غير خليجي وأنه غير مسلم وأنه مستعد لدخول الإسلام للزواج بها، وأرسل لها في مرحلة أولى 1000 دولار بالعملة الأجنبية أي ما يعادل 17000 ألف جنيه مصري وطلب منها أن تعمل تحاليل الدم والقلب والكبد وتحاليل أخرى.
وأكملت قائلة إن صديقتها الضحية قالت له إن تحاليل الدم كافية، فأجابها:" أنا أفضل أن نعمل كل التحاليل الممكنة لنطمئن ونرتاح"، وبالفعل قامت الفتاة الساذجة بإجراء كل التحاليل وأرسلت له النتائج، فأرسل لها مرة أخرى 3000 آلاف دولار لكي تطمئن ويبعد كل الشكوك التي يمكن أن تخطر ببالها، وقال لها إنه سوف يحضر لمصر لبدء إجراءات الزواج والسفر معا.
وأضافت: بالفعل جاء للقاهرة وأنهى كل الإجراءات في أسرع وقت وغادرا معا، وسرعان ما اختفت الفتاة مباشرة بعد السفر وانقطع اتصالها بأهلها، مما جعل أهلها يقومون بإبلاغ الشرطة وبعد أسبوع اتصلت الشرطة بالعائلة وأخبرتها أنه تم العثور على الفتاة مقطعة إربا إربا جثة مجردة من جميع أعضائها لا كلى ولا قلب ولا كبد، وتبين أن العريس ينتمي إلى منظمة دولية لبيع الأعضاء، والفحوصات والتحاليل التي كانت أرسلتها له ما هي إلا معلومات كانت تهمهم عن الضحية لمعرفة كل شيء عن أعضائها وفصيلة دمها وسلامتها من كل الأمراض المحتملة حتى تؤخذ هذه الأعضاء.
اقرأ أيضا: أسقطه "الفيسبوك".. تفاصيل ضبط مزارع عرض بيع أعضاء بشرية في كفر الشيخ
الشرع: صفحات الزواج عبر فيس بوك سببا في العلاقات مشبوهة
يقول إبراهيم سليم منتصر نقيب صندوق المأذونين الشرعيين، في تصريحاته لـ«أهل مصر»، إن الشريعة وضعت قواعد لاختيار شريك الحياة الزوجية وحددت أن الأفضل صاحب الدين وكان الاختيار يتم قديما عن طريق المعارف والأقارب أو ما يسمى "الخاطبة"، ولكن مع تطور وسائل التواصل ظهرت بعض الصفحات لتيسير الزواج واختيار شريك الحياة، لكن للأسف الشديد بعضها صفحات مضللة تستغل بحث الناس عن الطرف الآخر وتحاول استغلال الأطراف ماديا أو النصب عليهم وابتززهم عن طريق جمع المعلومات وصور شخصية لراغبي الزواج وتكون أـيضا سببا في علاقات مشبوهة وحوادث وكوارث لا حصر لها.
وأوضح "منتصر": تعرضت لمثل هذه الحالات التي تم النصب عليها وبعد العقد اكتشفت الزوجة أن البيانات الخاصة بالزوج غير صحيحة وعنوانه خطأ وأنه سبق له النصب والاحتيال على كثير من السيدات وابتزازهن.
المستشار القانوني: لابد من اتفاقية دولية لمتابعة هذه الجرائم التي تحدث عبر الإنترنت
أكد محسن السبع المستشار القانوني لحملة "أريد حلا"، أن الخوف من شبح العنوسة وتأخر سن الزواج، بالإضافة إلى عزوف الشباب عن الإقبال على الزواج لأسباب اقتصادية واجتماعية كل هذا وذاك جعل من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي نافذة جديدة تلجأ إليها كثير من الفتيات لزيادة فرص التعرف على شخصيات جديدة وزيادة فرصة العثور على شريك مناسب وتجلس الفتاة أمام شاشة الكمبيوتر والهاتف المحمول وهي في داخلها أمل جميل وحلم أنها سوف تصل إلى فتى أحلامها.
وتابع: على الجانب الآخر هناك ذئاب تستغل رغبات تلك الفتيات وسذاجتهن بإقنعاهن بالحب الوهمي وممارسة بعض أسرار الحب وتسجيل تلك اللحظات لتصبح هؤلاء الفتيات عرضة للابتزاز المادي والجسدي وبعد ذلك يقعن فى مستنقع الرذيلة ببيع أجسامهن مقابل المال أو مقابل الكتمان على صور وفيديوهات تخصهن وهذا أول أنواع فيروسات العلاقات الإلكترونية، أما الفيروس الثاني هو عندما تصدق الفتاة أنها وجدت شريك الحياة وزوج المستقبل ويأتي ذلك الغريب للتقدم لها ويندفع أهل الفتاة بالقبول والتصديق تحت إغراء أموال وهدايا وتحت أغواء الشيطان بنشوة زواج ابنتهن بأجنبي، ويتم الزواج وتسافر تلك العروس مع زوجها لتنقطع أخبارها ولا يعرف لها مكان بل لينقطع وجودها من الدنيا، مؤكدا أن الوضع يحتاج إلى تعديل تشريعي وتحرك دولي في صورة اتفاقية دولية لمتابعة هذه الجرائم التي تحدث عبر الإنترنت وإنشاء محكمة خاصة وجهاز شرطي دولي لمكافحة تلك الجرائم.