يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماعات الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، للمرة السادسة على التوالي، انطلاقًا من الأهمية الكبيرة التي أصبحت تحتلها هذه الاجتماعات في صياغة مسارات العلاقات الدولية، ليأتي موضوع المناقشة لهذه الدورة تحت عنوان: تعبئة الجهود المتعددة الأطراف من أجل القضاء على الفقر، وتوفير التعليم الجيد، ومكافحة تغير المناخ، وضمان الشمول".
مبدأ الملكية الوطنية للحلول
وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنَّ احترام مبدأ الملكية الوطنية للحلول هو أمر حتمي لضمان فاعلية منظومة العمل الدولي متعدد الأطراف.
وأضاف السيسي أن لمصر تجربة وطنية رائدة في هذا الشأن، حيث أطلقت خطة طموحة للنهوض بمجتمعها على نحو شامل، بما في ذلك التصدي الحاسم للإرهاب أو عبر برنامج إصلاح اقتصادي هو الأكثر طموحًا في تاريخها الحديث.
وأوضح الرئيس السيسي، أن خطط الإصلاح الاقتصادي جاء وفقًا لأولويات وطنية حظت بدعم الشعب المصري؛ الذي كان له الفضل الأول في حمل أعبائها وتنفيذ مراحلها الأولى بنجاح فاق المتوقع.
العمل تحت مظلة الأمم المتحدة
وعلى صعيد آخر، قال الرئيس السيسى، إن العالم يواجه تحديات صعبة تستدعى أن نفتح حوارا حول تطوير عملنا تحت مظلة الأمم المتحدة، وانطلاقا من إعلاء القيم السامية التي تم إنشاء المنظمة استناداً إليها.
وأضاف الرئيس السيسى أن مصر عضو مؤسس للأمم المتحدة وعدد من المنظمات مثل الاتحاد الأفريقى، مشددا على أن مصر لديها رؤية لمواجهة التحديات التي يشهدها العالم.
سد النهضة
وفيما يتعلق بمسألة الأمن المائي والجهود المبذولة بشأن التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف بشأن مشروع سد النهضة الإثيوبي، أكد الرئيس السيسي على أن مسألة النيل تشكل قضية بقاء ووجود لمصر، مشيرا إلى أن مصر تأمل بالتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة يؤمن حقوق دول حوض النيل، مضيفاً: مصر وقعت اتفاق إعلان المبادئ بشأن سد النهضة.
وأضاف الرئيس السيسي أن مصر سعت على مدار عقود لتعزيز وتعميق التواصل مع دول حوض النيل التي ترتبط معهم بعلاقات أزلية.
ولفت سيادته إلى أن مصر أعربت عن تفهما بالنسبة لأثيوبيا في بناء سد النهضة رغم عدم إجرائها دراسات وافية حول هذا المشروع الضخم.
وتابع الرئيس قائلا: على أثيوبيا عدم الإضرار بالمصالح المائية لدول حوض النيل من بينها مصر، بل وبادرت مصر بطرح مبادرة إبرام مبادئ حول سد النهضة الموقع في الخرطوم مارس 2015 واستمرت تلك المفاوضات لما يقارب 4 سنوات إلا أنه لم تفض هذه المفاوضات النتائج المرجوة.
الهجوم على "أرامكو"
وعلق سيادته على الهجوم الذي طال منشأتي نفط سعوديتين، وقال إن مصر تدين الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له منشآت نفطية في السعودية الشقيقة.
اليمن
وحول الملف اليمني، أكد الرئيس السيسي على أنه يجب حل الأزمة اليمنية وفق القرارات الدولية ومنع التدخلات الأجنبية، كما طالب بضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل في سوريا وفق القرار 2254.
ليبيا
كما طالب الرئيس السيسي بضرورة توحيد المؤسسات الليبية كافة، وإنهاء حكم الميليشيات ودعمها الخارجي، مشيرا إلى أنه آن الأوان لموقف حاسم يعالج الأزمة الليبية وفق خطة الأمم المتحدة.
فلسطين
وطالب السيسي بحل عادل للقضية الفلسطينية يفضي إلى بناء دولة عاصمتها القدس، داعيا إلى رفع اسم السودان عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب.
لبنان
وعلى صعيد الأزمة اللبنانية، قال الرئيس السيسي، إنه آن الأون لحل الأزمة اللبنانية، على أن يكون الحل السياسي بمرجعيته المعروفة، وإنهاء كافة التدخلات من بعض الأطراف الإقليمية.
وأضاف الرئيس السيسي أن مصر تطالب دائما بانتهاج نهج شامل لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه والتصدي لجميع التنظيمات الإرهابية دون استثناء، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن في هذا الصدد، وكذلك التصدي لداعمي الإرهاب سواء بالمال أو السلاح، أو من خلال توفير الملاذات الآمنة للإرهابيين.
وأكد الرئيس السيسي، استعداد مصر لتكثيف تعاونها مع الدول الصديقة والأمم المتحدة في التصدي لأيديولوجيات الإرهاب، مطالبا بمعالجة القصور الدائم بطريقة اتخاذ القرار في مجلس الأمن، وأن يكون هناك تمثيل العادل للقارة الإفريقية، ورفع الظلم الواقع عليها.
منتدى أسوان للسلام
وتطرق الرئيس السيسي خلال كلمته في الأمم المتحدة إلى منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة الذي عقد في ديسمبر من العام الجاري بمدينة أسوان، وقال السيسي، إن دعوة مصر إلى عقد النسخة الأولى من منتدى أسوان للسلام نموذج لإطلاق الحوار بين الفاعلين الدوليين والإقليميين.
وأضاف الرئيس السيسي أن المنتدى يطلق الحوار بين القادة السياسيين والمؤسسات التمويلية والمجتمع الدولي لوضع المبادرات والآليات الدولية والإقليمية في أفريقيا موضع التنفيذ.
وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي: "تصفية الأزمات المزمنة الموروثة شرط ضروري لأي عمل جاد لبناء منظومة دولية أكثر فعالية".
رفع السودان من قوائم الإرهاب
وتحدث سيادته عن الجارة الشقيقة السودان داعياً إلى رفع اسمها من قوائم الدول للإرهاب، وذلك تقديرًا للتحول الإيجابي الذي يشهده.
وقال السيسي إن هذا الإجراء سيمكن السودان من مواجهة التحديات الاقتصادية، من خلال التفاعل مع المؤسسات الاقتصادية الدولية، تلبية لآمال شعبه، وأن يأخذ المكانة التي يستحقها ضمن الأسرة الدولية.
ووجود الرئيس السيسي على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام له دلالات مستمدة من رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي التي تسلمها الرئيس في 10 فبراير 2019، وهي مهمة تضاعف من المسؤولية التي يضطلع بها الرئيس بالفعل تجاه قضايا القارة الأفريقية والتي عبر عنها أصدق تعبير خلال المشاركات الخمس السابقة.
اقرأ أيضاً: السيسى: يجب إزالة الظلم التاريخي الواقع على قارتنا الإفريقية
وما يضاعف من أهمية الملف الأفريقي هذه المرة أيضا، أن أحد أهم البنود على جدول أعمال الدورة الحالية 74 للجمعية العامة موضوع "الشراكة الجديدة من أجل التنمية في أفريقيا" واستعراض التقدم المحرز في هذا المجال.
اقرأ أيضاً: "مكافحة الإرهاب وسد النهضة".. ننشر النص الكامل لكلمة الرئيس السيسى بالأمم المتحدة
وشارك الرئيس السيسي بانتظام في جميع دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ توليه سدة المسؤولية عام 2014؛ ليصبح بذلك أول رئيس مصري يشارك في 6 دورات متتالية في اجتماعات هذا المحفل الدولي الرفيع، بل أكثر قادة مصر مشاركة منذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945.
اقرأ أيضاً: السيسى يلتقى رئيس المجر على هامش أعمال الدورة الـ74 بالأمم المتحدة
وأكدت تقرير صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات أن حرص الرئيس السيسي على المشاركة المنتظمة في الاجتماعات السنوية الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة يعود إلى الأهمية الكبيرة التي أصبحت تحتلها هذه الاجتماعات في صياغة مسارات العلاقات الدولية، ففيها يناقش قادة العالم كل قضايا المجتمع الدولي، من قضايا السلم والأمن الدوليين، وإدارة الصراعات الإقليمية والدولية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، إلى قضايا التنمية المستدامة والتعليم ومكافحة الفقر، وقضايا الصحة والتعاون الدولي في مكافحة الأمراض، وصولاً إلى قضايا المناخ، وغير ذلك.