أطلقت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، تحقيقًا رسميًا لإقالة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ما أدى إلى تصاعد الضغوط من الديمقراطيين، وإدخال الشعب في صدام في عام الانتخابات بين الكونجرس وترامب.
نانسي بيلوسي
ويركز التحقيق جزئيًا على ما إذا كان ترامب قد أساء استغلال سلطاته الرئاسية، وطلب المساعدة من حكومة أجنبية لتقويض خصمه الديمقراطي، جو بايدن، ومن ثم المساعدة في إعادة انتخابه، وهو ماقالت عنه بيلوسي، أمس:"إن مثل هذه الأعمال ستشكل "خيانة لقسم منصبه "الرئاسي" مضيفة "لا أحد فوق القانون".
الشعب الأمريكي مابين مؤيد ومعارض
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية" بي.بي.سي" إن إجراءات الإقالة هي حدث نادر في الولايات المتحدة وهي بمثابة مراجعة أخيرة لسلطة الرئيس، كما أن هناك جدل سياسي جديد في الولايات المتحدة - يشمل دونالد ترامب، والدول الأجنبية، وأسئلة حول السلوك القانوني والأخلاقي، ومزاعم ضد منافس سياسي.
ترامب
فمن جهة منتقدو ترامب يتهمونه باستخدام صلاحيات الرئاسة لجعل أوكرانيا تنشر معلومات سرية ضارة عن منافس سياسي، الديموقراطي جو بايدن، الذي يأمل في تحدي ترامب للرئاسة العام المقبل.
وفي الوقت نفسه، يجادل مؤيدو ترامب بأنه كان يتحدث بالفعل إلى أوكرانيا حول منع أي نشاط غير قانوني، وأن بايدن أساء استغلال سلطته لمحاولة الضغط على أوكرانيا للتراجع عن التحقيق الجنائي الذي قد يشمل ابنه.
أما ترامب فهو مصر على أنه لم يرتكب أي خطأ وأن هذه "أخبار مزيفة" و "مطاردة اضطهادية".
التحقيقات ورطة كبيرة لترامب هذه المرة.. هل يصبح المعزول الثالث؟
دعا الكثير من السياسيين في أمريكا ترامب إلى مواجهة التحقيق أو الإقالة على خلفية قضايا مختلفة منذ أن أصبح رئيسًا، وقد ناقش السياسيون عزله من قبل، لكن هذه المرة الورطة أكبر على ترامب لأن التحقيق الرسمي قد بدأ بالفعل، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية.
ولم يتم عزل أي رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، لكن هناك اثنان تعرّضا للعزل وهما أندرو جونسون في عام 1868، وبيل كلينتون في عام 1998، لكن لم تتم نجا كلًا منهما بفضل تصويت الكونجرس، كما استقال الرئيس ريتشارد نيكسون في أغسطس عام 1974 قبل أن يتم عزله.
ووفقًا للدستور الأمريكي، فإن عزل الرئيس يتم على عدة مراحل، حيث يجب أن يقرر مجلس النواب قرار العزل ويعرضه على مجلس الشيوخ، ثم يخضع الرئيس لمحاكمة من مجلس الشيوخ.
كما يجب أن يوافق ثلثي الأعضاء على عزله، بنسبة 67%، ويجب أن تكون المحاكمة بإشراف رئيس المحكمة العليا ومديرين من مجلس النواب، ووفقًا للدستور يمكن لأعضاء الكونجرس محاكمة ترامب حال اتهامه بالخيانة والرشوة وارتكاب جرائم.
ماذا بعد.. ماالإجراءات المتوقع الفترة القادمة خلال التحقيقات؟
ذكرت شبكة تليفزيون الصين الدولية "CGTN"، أنه يجب أن يشهد الأسبوع القادم ظهور معلومات مهمة جديدة.
فقد أذن ترامب بالإعلان عن "نسخة كاملة وغير منقوصة" لمكالمة 25 يوليو مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وقال إنه سيتم الإعلان عنها يوم الأربعاء المقبل،وذكرت وكالة "رويترز" أن المستند "المكالمة" قد يستند إلى ملاحظات، بدلاً من نشرها حرفيًا.
ووفقًا للشبكة الصينية، فمن المتوقع أن يدلي المبلغين بالشهادة أمام الكونجرس قريبًا، وقد وافق مجلس الشيوخ على قرار يدعو إلى إصدار تقرير المبلغين عن المخالفات.
ومن المقرر أن يمثل ماجواير، القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطني، الذي منع الكونجرس حتى الآن من رؤية التقرير، أمام أعضاء البرلمان يوم الخميس المقبل.
كما ذكر موقع"AOL" البريطاني أن قبول السيدة بيلوسي لإجراءات الإقالة بمثابة تقدم كبير لمناصريها بعد أن بدا أن الإجراءات في اللجنة القضائية لم تسفر عن أي شيء، ويعتقد الديمقراطيون أيضًا أن التركيز على تعاملات ترامب مع الزعيم الأوكراني قد يتردد صداها أكثر مما فعل تقرير مولر.
كما قال رئيس اللجنة الديموقراطي جيرولد نادلر، إنه يريد اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيوصي بإجراءات الإقالة بحلول نهاية العام.
كما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن ترامب سيحتاج إلى محامين جدد واستراتيجية قانونية جديدة للصمود في معركة لايمكن التنبؤ بما قد يحدث بها.