كعادته صباح كل يوم، انطلق "أحمد السيد" 43 عاما، بائع بطيخ متجول، إلى الشوارع بحثا عن الرزق، مصطحبا عربته الكارو التي اشتراها من صديقه "محمود"، إلا أنه لم يكن يعلم أن هذا اليوم سيحمل له مفاجأة غير متوقعة، حيث شهد هذا اليوم نهاية رحلته في الحياة، وأن نهايته ستكون على يد صديقه "محمود" تحديدا.
في صباح يوم الثلاثاء الماضى، خرج "أحمد" كعادته لبيع البطيخ في شارع عبد الحميد سليمان بمنطقة بشتيل، حتى التقاه صديقه "محمود" 30 عاما، "تاجر خردة"، ليسأله عن الـ500 جنيه، باقي ثمن "الكارو" التي كان قد اشتراها منه منذ ثلاثة أشهر، وتأخر في سدادها نظرًا لمروره بأزمة مالية.
ولأن أحمد لم يكن يمتلك المبلغ في ذلك الوقت، فقد نشبت بينهما مشادة كلامية تصاعدت إلى مشاجرة عنيفة، وعند تدخل الأهالي لفض الشجار، استل تاجر الخرده سلاحا أبيض "مقص" وتعدى على بائع البطيخ محدثًا به 3 طعنات في الصدر لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة، ليعلو صراخ الأهالي والمارة، وعندما حاول القاتل الهرب قام أحد الشهود بتكتيفه وربطه على عمود كهرباء والاتصال برجال الشرطة والإسعاف.
اقرأ أيضا.. تفاصيل القبض على جاسوس أردوغان بميدان التحرير.. حاول تصوير منشآت حيوية
" عم أحمد بائع البطيخ راجل غلبان وبيجري على 3 أولاد".. كلمات قالها "هشام" أحد شهود العيان في حديثه لـ"أهل مصر"، مضيفًا أن المجني عليه كان متزوجا ولديه ابنة متزوجة و3 أطفال صغار تركتهم والدتهم بعدما طلبت الطلاق وذهبت عند أسرتها، ليتحمل الزوج تربية أولاده ومعيشتهم.
وقال "كريم" زوج ابنة المجني عليه، إنه قبل حدوث الواقعة بأيام ذهب إلى المتهم ليسدد المبلغ المتبقى على والد زوجته، ولكن المتهم رفض قائلا: أنا هموته بدل الفلوس.. وهعرف آخد حقى منه".
وأسندت النيابة العامة بشمال الجيزة للمتهم "محمود" تاجر الخردة، تهمة القتل العمد للمجني عليه، حيث إنه اصطحب سلاحا أبيض "مقص" وقام بالتعدي على القتيل محدثًا به 3 طعنات بمنطقة الصدر توفى على أثرها في الحال، وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيقات.
كانت غرفة عمليات النجدة بالجيزة قد تلقت بلاغا من الأهالى بوجود متوفى بأحد الشوارع وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لبائع بطيخ مصاب بعدة طعنات بالرقبة، وبعمل التحريات دلت أن وراء ارتكاب الواقعة صديقه بائع الخردة بسبب خلافات مالية بينهما وتم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.