رحل عن عالمنا اليوم، الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك عن عُمر يناهز86 عامًا، وقد كان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك أحد أبرز وجوه الحياة السياسية الفرنسية الحديثة، بدأ مشواره السياسي في ستينات القرن العشرين ليمتد على مدى نحو 40 عامًا، لينتهي في 2007 بعد 12 عامًا في قصر الإليزيه.
كما تميزت رئاسته باعترافه بمسؤولية الدولة الفرنسية بجرائم النازية وتوجيهه نداء في مواجهة تدهور البيئة في العالم.
جاك شيراك يبكي على شعبه
بكي الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، في أغسطس 2003عندما تسببت موجة حارة في وفاة 15 ألف فرنسي جميعهم من المسنين، واكتشف المجتمع الفرنسي لأول مرة أنة غير قادر على حماية المسنين.
وهو ما دفع العديد من المنظمات الخيرية فى باريس آنذاك إلى القيام بدوريات لتوفير المياه للمشردين، وتوفير مأوى لهم.
شيراك الأوروبي المعارض لغزو العراق
تمتع شيراك بصورة إيجابية في العالم العربي نظرًا لمواقفه الشجاعة حيال قضايا الشرق الأوسط، وأبرزها رفضه مشاركة بلاده في التحالف الدولي بقيادة واشنطن خلال غزو العراق في 2003.
فقد كان ينظر لشيراك على أنه مركز المعارضة لغزو العراق عام 2003 بزعامة الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن ألمانيا كانت أيضا ضد الحرب، إلا أن شيراك كان أكثر وضوحًا في معارضته للغزو الأمريكي للعراق وفي تأكيده على أن أي تدخل عسكري دون دعم مجلس الأمن غير قانوني.
اقرأ أيضًا.. وداعًا جاك شيراك.. تعرّف عن قرب بالرئيس الفرنسي الأسبق "أبو البنات"
شيراك العاشق للمغرب
لطالما كانت المغرب الوجهة المفضلة للرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، وكان يستمتع بطبيعته وجوّه الدافئ قبل أن تلم به الوعكة الصحية، وتجبره على مغادرة تارودانت التي عشقها لتلقي العلاج، شغل موضوعه الشارع المغربي الذي يكن الكثير من الود لصديق المملكة الأول في فرنسا.
فعلاقة شيراك مع المغرب والأسرة الملكية بصفة خاصة تبقى من بين العلاقات الناجحة في تاريخ المملكة التي استمرت بعد وفاة العاهل الراحل الملك الحسن الثاني، وظلت مكانة شيراك محاطة بالتقدير والعناية اللازمة التي يكرم بها الملك محمد السادس ضيف المملكة وحليفها التاريخي في فرنسا.
شيراك وملك المغرب
وتعلق قلب الرئيس الفرنسي وزوجته برناديت في مدينة أكادير الساحلية( جنوب)، التي صار يفضل تمضية أوقاته فيها، بدل سواحل الجنوب الفرنسي، نظرا لجوها الدافئ المناسب لظروف الرئيس الصحية، بالإضافة إلى كرم الضيافة التي يحيطه بها الملك محمد السادس والتي بلغت حد منحه القصر الملكي في المدينة للإقامة فيه.
كما شهدت العلاقات المغربية - الفرنسية "أبهى عصورها عندما كان جاك شيراك رئيسا للجمهورية"، فقد كان لشيراك نوع من التواصل الفكري والثقافي مع الملك الحسن الثاني، الذي كان معروفا بقدرته "الفائقة على معرفة الحضارة الفرنسية ومعرفة سلوكها الدبلوماسي ، وحصل توافق فريد من نوعه بين الرجلين.
وبالرغم من إعلانه مباشرة بعد توليه الحكم أن المغرب هو الحليف الأول لفرنسا في المنطقة، إلا أنه ظل محافظا على توازن علاقة بلاده ومصالحها الاقتصادية في الجزائر.