يعرف المجتمع الصعيدي بشغفه بالخيل وعشقه لمظهر الحصان واعتباره رمزاً للجمال، وكان المصريون القدماء يهتمون بالخيول ويقعون في عشقها، ويقومون بتكفينها إذا ماتت، ويعتبرونها رمزاً للنقاء، وكانوا يتعاملون مع الحصان كإنسان وصديق، ولذا فقد توارث الصعايدة حب الخيول، ويدفعون ثمناً باهظاً لشراء الخيل فقط للترفيه والتنزه.
ومع التقدم الحضاري والتكنولوجي لم يخسر الحصان مكانته، ولكن ازداد الاهتمام به، خاصة الحصان الأصيل، ومع كل هذا الاهتمام لم يفكروا في افتتاح مدرسة لتعليم ركوب الخيل، إلا أن الشقيقين "كريم وهاشم طلحة"، المقيمين بقرية دندرة في قنا، واللذين تربيا على عشق الخيول منذ الطفولة، قررا سويا تأسيس أول مدرسة للفروسية على مستوى صعيد مصر في قنا، بجوار نادي قنا الرياضي.
وقال كريم إن فكرة تأسيس المدرسة حلم له منذ الطفولة، وكان يشاركه الحُلم شقيقه الأصغر كريم، ولكن انتظراً حتى يكملا دراسة المشروع، وقررا منذ 6 أشهر البدء في تنفيذ الفكرة، وكان هناك عائق أمامهم في اختيار مكان يصلح لتأسيس مدرسة متكاملة، وبالفعل وجد كريم مكانا يصلح لتنفيذ حلمه ولكن مساحته صغيرة فقرر اللجوء إلى محافظ قنا اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، للسماح له بضم مشتل ملك المحافظة لعمل مدرسة فروسية "شباب وفتيات"، ولاقى المشروع ترحيبا من قبل المحافظ، فشجعهما على تنفيذها كفكرة جديدة من نوعها داخل المحافظة، وتعمل على توعية وتثقيف الأطفال لممارسة رياضة جديدة.
اقرأ أيضا: نائب مطروح يحصل على موافقة لإنشاء نادي للفروسية بالمحافظة
وأضاف الشقيق الأصغر هاشم، أنهما عندما افتتحا مدرسة الفروسية منذ شهرين، شهدت إقبالا مكثفا من قبل أطفال وشباب محافظة قنا، وكان إقبالا غير متوقع كمرحلة بداية، وبدأت المدرسة باستخدام 13 حصانا من الأنواع البلدية والعربية والأجنبية "هولندية"، وكل حصان له سايس خاص به، لمراعاة المتدرب وتعليمه أسس ركوب الخيل في أمان، وتم تكوين مجموعات على حسب السن، وكان من شروط مدرسة الفروسية عدم قبول الأطفال تحت سن 8 أعوام، ولكن مع إقبال أطفال أقل من 8 أعوام، فقد قررا قبول هذه الفئة ولكن تحت إشرافهما وليس تحت إشراف السايس حيث يحتاج هذا السن مراعاة أكبر من غيرهم من الفئات.
وقال كريم لـ"أهل مصر" إن حلمه وشقيقه تحقق ولاقى نجاحا مبهرا، حيث تلقوا عرضا من قبل نادي خيل بالقاهرة بتكوين فريق لمسابقات الخيل تحت اسم فريق الصعيد للخيل من محافظة قنا وتحت إشراف مدرسة الفروسية بقنا، وهذا سوف يعيد قيمة الخيل مرة أخرى داخل المحافظة والصعيد عامة.
موضحا أنه وشقيقه سعداء لأنهما أول من نفذ فكرة تعليم ركوب الخيل بقنا والتي أسعدت الكثير من الأهالي، إضافة إلى تكوين فريق من الفتيات أيضاً للمسابقات والمنافسة مع الأندية الأخرى بالقاهرة.
وأوضح هاشم أن العمل يبدأ بالمدرسة يوميا من الساعة الرابعة عصراً حتى منتصف الليل ويتم تعليم أي فريق على 4 مستويات كل مستوى مدته شهر فقط، وبعد ذلك يصبح المتدرب محترفا للخيل بالأسس الصحيحة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
