تقوم استراتيجية قطاع الاتصالات على محوري بناء الإنسان والتحول الرقمي، ويعد بناء وتدشين المدن الذكية أحد العناصر التي تستهدفها الحكومة المصرية ضمن محور التحول الرقمي بهدف خلق بيئة مستدامة عبر بوابة تكنولوجيا المعلومات من أجل تحسين الاقتصاد ونمط الحياة والمناخ والنقل والطاقة والبنية التحتية وموارد السكان وإدارة الموارد الطبيعية باستخدامها بشكل فعال والاعتماد على الحلول المتقدمة والتقنيات الحديثة لتسهيل مخرجات الخدمات والحياة اليومية. حيث تتضمن خطة الحكومة المصرية نحو 14 مدينة ذكية بحلول 2030.
ويقوم تدشين المدن الذكية على عدة محاور هامة، يتصدرها الإدارة والربط الذكي من خلال تقنيات إنترنت الأشياء (IOT) والذكاء الاصطناعي والواقع المعزز افتراضياً لربط الحلول والوحدات المختلفة وتأسيس شبكة ذكية تضم كافة البيانات بعد جمعها لإدارة غرف تحكم مركزية ومعها شبكات المياه والصرف الصحي وتدوير محطات تحلية المياه وتشغيل محطات طاقة شمسية ووسائل نقل ذكية وكاميرات مراقبة بجميع المناطق والطرق وإقامة منظومة لإدارة المخلفات وإعادة تدويرها، والتخلص الآمن من المواد الصلبة بطريقة علمية.
اقرأ أيضا: مدير"إريكسون": مشروع المدن الذكية يقدم كافة الخدمات بواسطة الهاتف المحمول
ولا تكمن أهمية المدن الذكية فقط في التطوير والابتكار والنقلة النوعية في نمط حياة المواطن، بل وأيضاً كيفية إدارة المدن في ظل الزيادة السكانية التي تجتاح مصر في العقود الأخيرة وما تحتاج إليه من موارد وموظفين لإدارتها، ويمثل تأسيس المدن الذكية تدشين بنية اتصالات قوية عند إنشاء أي مدينة جديدة ما يستوجب عقد شراكة بين وزارتي الاتصالات والإسكان والمجتمعات العمرانية، يتم بمقتضاها إنشاء وحدة متخصصة داخل كل جهاز مدينة جديدة تابع لوزارة الاتصالات لتكون منوطة بمنح التراخيص اللازمة لتوفير البنية التحتية لشبكات الاتصالات المتطورة من شبكات الجيل الرابع وكابلات الفايبر بهدف توفير توفير الوقت والجهد.
وقال المهندس إبراهيم الدفتار مدير المشروعات بشركة اريكسون، إن مشروع المدن الذكية سيمكن القاطنين والزوار من الحصول على كافة الخدمات بواسطة الهاتف المحمول عبر ربط كافة المرافق الموجودة بتلك المدن بشبكة بيانات مطورة من خلال الإنترنت، فتساهم في القضاء على التعامل النقدي نهائياً من خلال الاعتماد على تحويل الأموال عبر الموبايل والبطاقات الائتمانية لمختلف المصارف والمؤسسات المالية كذلك تحقيق عنصر الأمان عن طريق تقليل جرائم السرقة والقتل إلى حد المنع من خلال المتابعة والمراقبة بواسطة الكاميرات الذكية، مشيراً إلى أن العالم كله الآن أصبح يتجه لإنتاج السيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار اعتمادا على تقنيات الجيل الخامس التي تشكل الأساس الاستراتيجي لتدشين المدن الذكية.
وكشف الدفتار في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" عن أن إدارة المرافق مثل المياه والكهرباء صارت تعمل وفق التكنولوجيا الحديثة قبل التحول للمدن الذكية من خلال الحلول المتقدمة لتنقية المياه أو تحليتها وضخها اعتمادا على تقنيات الجيل الرابع بالتالي "أصبحت تتواجد المياه بمضخات المنازل دون الحاجة للعنصر البشري" فضلاً عن أن الحصول عليها عبر منظومة العدادات الذكية وتحويل الأموال آلياً ساهم في تسهيل الأمور وإدارة المنظومة وهو ما يماثل قطاع الكهرباء والطاقة، خصوصاً أن تلك المدن الجديدة سوف تعتمد على الطاقة المتجددة النظيفة وعلى رأسها الطاقة الشمسية.
وتابع الدفتار أن المدن الذكية ستساهم بشكل كبير في القضاء على العشوائيات والمناطق التي تعاني من ضعف الخدمات والمرافق في ظل اعتمادها على تكنولوجيا المعلومات والأنظمة التقنية الحديثة.
وأضاف أحمد الحفناوي خبير تكنولوجيا المعلومات أن المدن الذكية تحتاج إلى بنية تحتية للاتصالات مستقرة وآمنة وموثوق بها وقابلة للتشغيل البيني لدعم حجم هائل من التطبيقات والخدمات القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات موضحاً أن التطورات الأخيرة في إنترنت الأشياء (IoT)، والذكاء الاصطناعي (AI) والشبكات الذكية والعدادات الذكية كلها تقود وتدعم تطوير المدن الذكية المستدامة في جميع أنحاء العالم.
وأوضح الحفناوي في تصريحاته لـ"أهل مصر" أن إنترنت الأشياء (IoT) ستمكن مليارات الأجهزة والأجسام المجهزة بتقنيات استشعار ذكية من التواصل مع بعضها البعض وجمع المعلومات في الوقت الفعلي وإرسال هذه البيانات عبر الاتصالات اللاسلكية إلى أنظمة التحكم المركزية منوها أن هذا بدوره يساهم في تحسين مجموعة واسعة من العمليات والخدمات الحضرية.