ads

"حابس الوحش".. وهمٌ تُسلب به أموال المخدوعين في الفيوم (تقرير)

قرب المدينة الصناعية بالفيوم، لا يمكنك أن تعبر دون أن يعترض طريقك «حابس الوحش»، ذلك المقام الذي يقف أمامه الزوار ويتدافع إليه أصحاب الحاجات من كل حدب وصوب، وتلقى بداخل صندوقه أموال النذور.

يقول أهالي المدينة الصناعية، المتواجد بها مقام «حابس الوحش»، أنهم سمعوا من أجدادهم أن «وحشًا بريًّا» هاجم المنطقة، وكان يهدد حياة السكان جميعًا؛ إلا أن شخصًا يُدعى «الشيخ محمد» نجح في السيطرة على الوحش والإمساك به وحبسه في مكان بعيد عن مساكن الأهالي، فصار يُعرف منذ ذلك الوقت بـ«الشيخ محمد حابس الوحش»، واتخذوا من بيته مقامًا يتبرك الجميع بزيارته.وبالرغم من أن أهالي المدينة الصناعية، ليس لديهم أي معلومة موثقة عن «الشيخ محمد حابس الوحش»، ولا يعرفون حتى السنة التي توفي فيها؛ إلا أنهم اتخذوا من بيته مقامًا دأب أن يستقبلهم فيه شخص يُدعى «خادم الوحش»، وبمرور السنوات نال المقام قدرًا كبيرًا من الشهرة، وأصبح مقصدًا لكل ذوي الحاجات، وبالأخص الحوامل والثكالى والمرضى والباحثين عن فرص عمل.

ويزعم «خادم الوحش»، أن الجن يأمره بوضع يد أي شخص تعرض لـ«مس الجن» على حجر المقام، وقراءة تعاويذ معينة، ثم يُطلب من «عازف الرباب» وهو شخص متواجد في المقام بشكل دائم، أن يعزف ألحانًا معينة حتى يفصح الجن عن جنسيته، بعدها يذهب الممسوس إلى عرافة، ويرمى من ربوة عالية بجوار المقام، وتتمتم العرافة قائلة: «ياللي رميت الوحش، ارمي قد وحش حبيبك»، ثم يخرج الجان على إثرها، أما الراغبات في الحمل فيأمرهن الخادم ويتدحرجن على الأرض بعدد معين، ثم بعد أن يفرغن يأتين لتقبيل المقام.ويؤكد بعض الأهالي، أن الوحش البري، الذي هاجم سكان المنطقة قديمًا كان ذئبًا، ويهدد حياة رعاة الغنم الذين احتموا بالمقام، وذات ليلة كان الرعب يملأ نفوسهم خوفًا على حياتهم وحياة أغنامهم من هجوم الوحش، وحين استيقظوا من النوم وجدوا أنفسهم وأغنامهم بخير ولم يصبهم سوء، فقال أحدهم: «الشيخ حبس الوحش عن الغنم»، ومنذ ذلك الحين صار الشيخ محمد حابس الوحش.ومن ضمن الخرافات التي يعتقد فيها البعض: «حين يتسخ ثوبك بتراب من المقام لا تنظفه، فهو تراب مقدس ولا يغسل إلا بماء مقدس»، هذا الماء المقدس – حسب مزاعم البعض – لا يوجد إلا عند بئر الشيخ رجب، حيث يقوم خادم البئر بسكب المياه المقدسة على المريض، وهو ينتشي مستجيبًا لما يقوم به حتى يغرق تحت الماء ثم يسرع في مشيته قبل أن تجف ملابسه وقد أدى ما عليه من طقسين مهمين حتى يصل إلى آخر طقس وهو زيارة الشيخ «على الروبي»، وقد بنيت زاوية له ثم دفن فيها ويزور المريض المقام ويدعو لنفسه ثم يحضر حلقات الذكر التي تقام بعد صلاة الجمعة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً