فى الوقت الذي نلاحظ فيه عزوف الشباب عن الزواج، وزيادة نسبة العنوسة فيما بينهم، نجد أن هناك ارتفاعا في نسبة الزواج بين المسنين، حيث أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن معدلات الزواج والطلاق لعام 2018، مبينا أن نسبة عقود الزواج بين المسنين بلغت 2.1% من إجمالي عقود الزواج التي تمت خلال العام 2018، بينما بلغت نسبة اشهادات الطلاق 9.0٪ من إجمالي اشهادات الطلاق التي تمت في نفس العام.
قصص واقعية من داخل المجتمع
نهى: زواجى من مسن جعلني أهرب من شبح العنوسة.. ومطلقة أفضل من عانس
والتقت " أهل مصر" مع نهى البالغة من العمر ٤٠ عاما، والتي أكدت بأنها وصلت إلى سن كبير ولم توفق فى الزواج طوال هذه الفترة حتى شعرت أن العمر قد مر، وفاتها قطار الزواج، وأصبح شبح العنوسة يهددها، مما اضطرها إلى الموافقة على الزواج برجل يتخطى الخمسين عاما، بعد أن توفيت زوجته وتركت له أولاده فى الجامعة، مؤكدة أن بعد زواجها أصبحت خادمة له ولأولاده، مما جعلها تفكر فى الإنجاب، وبعد أن حملت منه تغير زوجها فى المعاملة معها.
وتابعت نهى حديثها قائلة: "كان يجعلني أنظف المنزل بشكل يومي، وشعرت بأنه يريد أن يجهض حملي، ولكن الله تعالى أراد له أن يخرج للحياة، وكان كأى طفل فى عمره يقوم بالبكاء فأجد زوجى يصرخ في وجهي لإسكاته، لأن أولاده يريدون أن يناموا فى هدوء، وشعرت كثيرا بالندم عندما رأيت قسوته معي وطفلى، مما جعلني أطلب الطلاق وأعيش بابنى في شقة منفصلة، وأصبحت بعد ذلك مطلقة، وهذا أفضل من لقب عانس، لأنه الآن أصبح عندي طفلي الذي كنت أحلم به".
وردة: بعد٣٠ سنة زواج قرر يتجوز عليا.. فطلبت الخلع
ومن ناحيتها قالت وردة ذات الـ٥٠ عاما: "تزوجت منذ ٣٠ عاما من عامل بسيط، ووقفت بجواره فكنت أدخر له الأموال، وأعمل على ماكينة خياطة حتى أساعده لبناء مستقبل أفضل له، وخلال سنوات قليلة كان لديه مشروعه الخاص به، وأصبح يملك عقارين، كما زوّج أبنائه، ولم يبقى سوى شاب مازال يدرس فى الجامعة، وكنت أفتخر به أمام الجميع، حتى فوجئت بعد كل هذه السنوات أنه يريد أن يتزوج ليجدد شبابه، مبررا بأن عمره قد أضاعه فى العمل ويريد أن يستمتع بالحياة".
وأكملت الزوجة بأنه عندما أخبرها بذلك لم تجد كلمات ترد بها عليه سوى " طلقنى"، ولكن الزوج رفض، وصمم على الزواج، مما جعلها تقف داخل محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع من زوجها وتنتظر أولى الجلسات.
الجندي: الحالة المادية سبب قبول المسنين على الزواج
من جانبها أكدت المحامية دينا الجندى، عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومى للمرأة، أن العوامل الاقتصادية لها دور كبير في قبول المسنين على الزواج، وذلك لحالتهم المادية الميسورة، مما يجعل بعض الفتيات يقبلن الزواج برجل يكبرها بعدة أعوام من أجل حياة كريمة.
وأوضحت الجندي: بأن هناك بعض الرجال للأسف، بعد أن تكافح معه زوجته لسنوات، وعندما يصل لمستوى مادي أفضل ومظهر اجتماعي جيد، يهرب منها ويتزوج بفتاة صغيرة ليسترجع شبابه معها، دون النظر إلي زوجته الأولى التي تحملت معه صعاب الحياة.
وأضافت الجندي: أن هناك رجال يتزوجون بعد موت زوجاتهن، على عكس السيدات اللاتي تفضلن عدم الزواج والتفرغ لتربية الأولاد بعد موت الزوج، حفاظا على استقرار الأسرة .
السبع: توافر المسكن هو سبب زيادة الزواج بين المسنين
فيما يقول محسن السبع، المستشار القانونى لحملة أريد حلا، أن ارتفاع نسبة الزواج بين المسنين تعود لأسباب كثيرة، أهمها توافر المسكن المعد لذلك دون تكلف أو مبالغة من الطرفين، وكذلك توافر الدخل المناسب لدى الزوج الذي يكون على الأكثر متقاعد، يتقاضى معاشا شهريا منتظما، فضلا عن ادخار مبالغ معقولة تؤمن مستقبل مقبول للطرفين.
وأشار السبع إلى أن هذا الزواج لا يطلب فيه أي من الطرفين الطلبات التي ترهق الشباب عند الزواج، من شبكة وإعداد مسكن بطريقة مبالغ فيها، فكل هذا جعل من الزواج بين المسنين أكثر انتشارا ويسرا منه بين الشباب، منوها إلى أن هناك نوع من الزيجات يكون سببها إغراء المال، أو الطمع في الميراث، أو للهروب من شبح العنوسة، أو واقع مرير في أسرة مفككة، أو طمعا في معاش بعد وفاة الزوج.