قال محمد أنيس، الخبير المالي، إن هناك تراجع كبير في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر عالميا للسنة الثالثة على التوالي، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن "مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية – أونكتاد "، مشيرا إلى هبوط الاستثمارات بنسبة 13 في المائة في 2018 إلى 1.3 تريليون دولار، علما بأنها كانت بلغت نحو تريليوني دولار في عام 2015، وسجلت تلك التدفقات العام الماضي أدنى مستوى لها منذ الأزمة المالية في 2008.
وأضاف أنيس في تصريحات خاصة لـ" أهل مصر"، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2017 قام بتخفيض الضرائب من أجل تشجيع الشركات الاستثمارية الأميركية المنتشرة عالمياً على إعادة أرباحها إلى الولايات المتحدة، مما ساهم في الهجرة المعاكسة لرأس المال بعد سنوات من البحث عن موطئ قدم لها خارج أمريكا وأوروبا .
أوضح الخبير المالي، أن الصورة الكلية للاقتصاد العالمي يمكن أن يعلل تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر للعام الحالي والماضي، لافتا إلى المخاطر الجيوسياسية والتوترات التجارية التي تلقى بظلالها على تدفقات الاستثمارات الأجنبية لمنطقة الشرق الأوسط ككل .
وأشار الخبير المالي، إلى أن مصر حافظت على موقعها كأكبر متلقي للاستثمارات الأجنبية في أفريقيا للعام الثاني على التوالي، موضحا أن وضع مصر في بعض مقاييس مؤشر التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي 2018، كارتفاع تصنيف البنية التحتية المصرية من مستوى 114 عالميا إلى 56 يوحي باستمرار تحسين بيئة الاستثمار المصرية، مؤكدا على استمرار القيام بمزيد من الجهد لتذليل العديد من التعقيدات البيروقراطية ورفع كفاءة العمالة الفنية المدربة وتسهيل الحصول على الأراضي الصناعية .