" يا النصر يا الشهادة".. شعار الجندي المصري الذي لا يتغير مع مرور الزمن، ولا يمكن التخلي عن الدفاع عن الوطن حتى لو كان الثمن هو التضحية بالحياة، كم من التضحيات التي حدثت على الأرض المصرية من خلال أبنائها للحفاظ على حريتها وأرضها من الاستعمار، ومازالت التضحيات مستمرة بين الأجيال.
وبالتزامن مع احتفالات ٦ أكتوبر عام ٢٠١٩، قامت "أهل مصر"، بالحديث مع أحد أبطال انتصار حرب أكتوبر ابن محافظة البحيرة، ليروي تفاصيل الانتصار، ليحي بيننا ذكريات النصر بين تلك الأجيال التي تغيرت حياتهم إلى ساحة حرب لا تهدأ حتي يتخلوا عن الدفاع عن وطنهم باليأس والتخلي.
محمد إبراهيم عبد المنعم المصري أحد أبطال حرب أكتوبر، الملقب بــ "صائد الدبابات" الذي استطاع أثناء الحرب تدمير 27 دبابة إسرائيلية، وأسر قائد اللواء 190 بالجيش الإسرائيلي "عساف ياجوري، 48، ابن مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، يروي تفاصيل مشاركته في الحرب قائلاً: "رغم من صعوبة تلك الأيام لكن ستظل من أحب وأفضل و أقرب الآيام إلي قلبي، ذكريات النصر بعد الهزيمة، جيل استطاع أن يمحو ذكريات الهزيمة يسجل بحروف من الدم ذكريات النصر والقوة وحب الوطن حتي تستطيع الأجيال القادمة أن تعيش بكرامة رافعة الرأس".
وأشار إلى أن البداية كانت 1969 عندما التحق بالجيش المصري لتأدية الخدمة العسكرية عقب حصوله على الثانوية، ثم تم انضمامه إلى سلاح الصاعقة، لافتاً إلى أن التحق بعد ذلك بمدرسة الصاعقة لمدة 3 أشهر، ثم التحق بمدرسة المظلات وقضاء 3 أشهر أيضا وتم اختيار 15 مجندا من بين 2500 مجند، لتشكيل 41 كتائب الفهد المضادة للدبابات، ضمن 128 مظلات ، ثم ألحق باللواء 120 مشاة بالفرقة الثانية يوم 5 أكتوبر.
وأضاف أنه استدعاؤه للقطاع الأوسط، بموقع "تبة الشجرة" بمنطقة الفردان بعد تقدم الجيش وسط سيناء خلال حرب أكتوبر، وتكليفه بالاشتراك مع اثنين من زملائه بالتصدي لأي هجوم لدبابات العدو الاسرائيلى.
وأكد أنه رغم صعوبة المهمة لكن كان سعيدًا بالدفاع عن الوطن، لافتاً إلى أنه عقب اصطياد أول دبابة بدأت الدبابات تتساقط حتى الوصول إلى 27 دبابة، منها دبابة قائد اللواء المدرع 190 عساف ياجورى القائد في الجيش الإسرائيلي يوم 8 أكتوبر وتم أسره، موضحًا أن الرئيس السادات عندما أرسلت إليه تفاصيل الحرب وطلب أن يكرمه بنفسه في منزله ويتناول الغداء معه.
وفي نهاية حديثه ناشد الأجيال القادمة بأن تحافظ على وطنها، قائلا: "الوطن غالي ضحى من أجله ملايين من المواطنين للدفاع عنه، ومازالت التضحية من أجل الحفاظ عليه مستمرة في سيناء، وفي هذا الزمن بعدما تأكد العدو أن الجندي المصري لا يمكن هزيمته أصبحت الحرب ليست بالسلاح بالعقل والتفكير، حافظوا على الوطن من أنواع الحروب الجديدة سواء حروب الحديثة أو الحروب التقليدية".