عقارب الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر حيث الهدوء التام والسكينة يملآن، منطقة مقابر الإمام الشافعي بالسيدة عائشة، ولكن حدث مالم يكن يتوقعه أحد ذو قلب رحيم، حيث تجردت أم من كل مشاعر الأمومة والرحمة عندما سيطر الشيطان على عقلها ووجدانها، لتصبح بلا قلب رحيم بل أصبح كالحجارة أو أشد قسوة، حينما ارتكبت جريمة شنعاء لا يقبلها دين ولا عقل سليم، عندما أخبرت زوجها العقيم بخبر حملها، وكان الخبر بالنسبة الزوج بمسابة فاجعة فقرر الزوج الانفصال عنها، وتركها نهائيا، ومرت الأيام والأشهر فوضعت الزوجة جنينها وأرادت أن تنسب الطفلة لزوجها وعندما رفض الزوج هذا الأمر، انتزعت من كل مشاعر الأمومة وفكرت في قتل رضيعتها وإلقائها في إحدى الحفر الموجودة بمنطقة المقابر بالسيدة عائشة وتم اكتشاف جثة الطفلة وقام الأهالي بالاتصال برجال الشرطة.
انتقل محرر "أهل مصر" إلى مسرح الجريمة ليروي له شهود العيان تفاصيل الواقعة.
"أول مرة أشوف حاجة زي كده" بهذه الكلمات بدأت "أم زياد" أحد شهود العيان، والتي تبلغ من العمر 45 عامًا حديثها لـ"أهل مصر" تقول قبل أيام من الحادث حضر بعض العمال وقاموا بالحفر بجوار المنزل المتواجد في وسط مقابر الإمام الشافعي لتوصيل بعض خطوط الإنترنت، ولم ينتهِ العمال من عملهم فاضطروا لاستكمال العمل في اليوم التالي، ولكن عندما حضروا لاستكمال عملهم وجدوا مالم يكن يتوقعه أحد "جثة" لطفلة عمرها سنة ونصف فتجمع أهالي المنطقة لربما تكون الجثة لأحد من أبناء المنطقة.
وأضافت الشاهدة: وأثناء خروجي من المنزل لشراء بعض احتياجات المنزل رأيت تجمع عدد كبير من الأهالي فنظرت إلى الحفرة لأجد جثة لطفلة ملفوفة بقطعة قماش بيضاء ملقاة داخل الحفرة ومغطاة بجلباب حريمي، عندما سمعت خبر العثور على جثة طفلة ظننتها طفلة ساقطة من أطفال السفاح ولكن عندما رأيتها وجدتها طفلة في حدود سنة ونصف فقمنا بالاتصال برجال الشرطة.
وتبين بحضور الشرطة ومعهم رجال البحث الجنائي، وجود آثار خنق حول رقبة الضحية، وبفحص الكاميرات أظهرت أن وراء ارتكاب الجريمة سيدة، وبعمل التحريات توصلوا إلى والدة الطفلة وهي "ي.ع.م" 35 عاما، وربة منزل "و.ا.هـ" 48 عاما.
وقالت المتهمة في تحقيقات النيابة أنها تزوجت ثلاث مرات "وأنجبت ثلاث أطفال وحملت بالطفلة وعندما علم زوجها ويدعي "إ.إ.ج" 36 عامًا، عاطل مُقيم بمنطقة في الإسكندرية، وحدثت بينهما خلافات إثر حملها بالطفلة الضحية لنفيه نسبها له لعقمه، فذهبت إلى منزلها حتى تضع ثم ذهبت إلى طلقيها لانتساب الطفلة له فرفض لشكه أنها ليست ابنته ولم تتمكن من استخراج شهادة ميلاد لها لعلاجها حيث إن الطفلة كانت مريضة.
استكملت المتهمة في اعترافاتها بأنها يوم الواقعة شعرت بحالة اكتئاب وأحضرت فستانا ووضعته على وجه الطفلة، وكتمت أنفاسها حتى أودت بحياتها ثم لفت الفستان حول رقبة المجني عليها لإيهام المتهمة الثانية باختناقها في أثناء نومها وعند توجهها لاستخراج تصريح الدفن، طُلب منهما شهادة ميلادها فاتفقا فيما بينهما على التخلص من جثتها بإلقائها بمكان العثور عليها، وبمواجهة المتهمة الثانية أيدت ذلك.