ألم الفقد وعزة النصر .. "العارف" ابن قنا يروي ذكريات مبكية في حرب أكتوبر

"حاربنا وانتصرنا" بهذه الكلمات بدأ حديثه البطل القناوي نورالدين سيد رضوان، وشهرته العارف، 71 عاماً، مقيم بقرية المراشدة، مركز الوقف، شمالي قنا، والدموع تملأ عينيه، متذكراً الفرحة العارمة التي أصابتهم بعد استرداد حقهم من العدو منذ 46 عاماً مضت على ذكرى انتصارات أكتوبر.

قال "العارف" أنه قضى بالجيش 5 أعوام منذ شهر يونيه 1972، حتى يوليو 1977، ومنذ التحاقه بالجيش وهو كان يتمنى إعلان الحرب على العدو واستراد أرض مصر، بعد النكسة في 1967، وبالفعل حدث ما تمنى بعد عام واحد من التحاقه بالجيش، ذاكراً أن كل العساكر معه في الكتيبة كانوا فرحين بإعلان حرب أكتوبر بعد الألم الذي أصابهم بعد النكسة وشعورهم بالذل، وهذا السبب الذي أزاد العزيمة بداخلهم على الانتصار. 

كما استرجع البطل ذكرياته خلال حرب أكتوبر، وذكر المعاملة اللينة التي كان يراها من قبل الرئيس الراحل "السادات" فقبل الحرب بأيام زار كتيبته وكان يطمئن عليهم، وهم لا يعلمون أنهم سيحاربون، فلم يكن لديهم علم بأن مصر ستحارب إلا يوم الحرب نفسه، منوهاً أنه تم تدريبهم 6 أشهر قبل الحرب وكان هذا التدريب يختلف عن التدريبات السابقة ولكن لم يكن لديهم دراية أن هذه التدريبات الشاقة استعداداً للحرب.

وذكر أنه كان يحمل سلاح "آر بي جي" وكان موقعه أثناء الحرب في التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، وبدأت الحرب وهو وزملاؤه بدأوا في العبور باستخدام مراكب صغيرة، وكان من شدة فرحتهم يرددون "الله أكبر" طول الوقت، وبعد ذلك بدأوا يزحفون على صدورهم وسط الأسلاك الإسرائيلية، والتي أصابت جسده بالكامل بالجروح العميقة التي لازالت أثرها موجود حتى الآن، وهو سعيد بهذه الجروح فتذكره دائماً بالفخر بنفسه لمشاركته في أكبر فرحة في تاريخ مصر هو انتصار أكتوبر.

وقال القناوي أنه مرت عليه لحظات صعبة، مثل مروره هو وزملاؤه داخل ممر ضيق للغاية والغارات الإسرائيلية أغلفته عليهم فقد رأوا الموت بأعينهم ولكن عزيمتهم وإصرارهم على النصر ساعدهم في تجاوز هذه اللحظات واستكمال مسيرتهم في إكمال الحرب والنصر.

وكان من أصعب المواقف التي مر بها البطل، عندما رأى زملائه يموتون أمام عينيه ولا يستطيع مساعدتهم، فكان في حيرة يحمل أجساد زملائه الموتى أم يكمل القتال، وهذا ما يشعره بالذنب حتى الآن وأثناء تذكر البطل هذا الموقف امتلأت عيونه بالدموع، وأنه قصر تجاههم، ولكن استكمال الحرب للانتصار كان غايته.

لم يرى فرحة مرت عليه طيلة حياته مثل فرحة رفع العلم المصري على أرض سيناء وأنه أيقن أن النصر لهم وهزموا العدو، كما أدلى البطل بأمنية يتمناها من المسئولين وهي تجميع كل أبطال أكتوبر في احتفالية ليروا بعضهم مرة أخرى وتذكيراً بالنصر الخالد الذي رد الكرامة لمصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية