اعلان

بطل سلاح الإشارة في حرب 73.. المقاتل سيد الحسيني: الموت أقل رعبا من ضياع الوطن (فيديو)

في الذكرى الـ 46 لحرب أكتوبر المجيدة، تستعيد كل الأجيال ذكريات الانتصار تزامنا مع إذاعة الغاني الوطنية والأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية التي جسدت عظمة مصر في هذا اليوم التاريخي، يوم 6 أكتوبر المجيد، يوم أن استرد الجندي المصري كرامته دك حصون العدو الإسرائيلي، وخلص العالم كله من مصطلحات كانت شائعة في ذلك الوقت، وهي أن الجيش الإسرائيلي أوقى جيش في العالم، وأن الساتر الترابي "خط بارليف" لا يستطيع أن يدكه أحد، حول هذه الأجواء، حاورت "أهل مصر"، أحد أبطال سلاح الإشارة بالجبل الأحمر بالوحدة التابع للجيش الثاني 134 بالقنطرة غرب وهو المخرج المبدع "سيد الحسيني" أحد أبناء مدينة المحلة الكبرى.

قال الحسيني:"التحقت بالجيش في يوم 27 سبتمبر عام 1970، ثاني يوم وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، حيث بكت مصر بأكملها، فاعتبره المصريين أنه ابن العائلة شايل همها، فبعد وفاته خرجوا جميعا بدون وعى، لفقدها لزعيم احتضن المحتاجين ووفر كافة ما يأملون".

وأضاف: "عندما تنحى "ناصر" عقب نكسة 67، خرج الشعب بالكامل، ذهبت للقاهرة، وهتفت مع الجماهير باسمه، وطالبناه بالبقاء في مكانه، وأن الهزيمة عابرة ولن يتحقق النصر سوى بوجوده كزعيم للمنطقة، فبعدما كسرتنا النكسة ما كان منه إلا بناء الجيش وتشجيع الشعب، بحيث قام أسود مصر بعمليات أضعفت قوة العدو سجلت أسماءهم على مر التاريخ أهمها، ضرب المدمرة "إيلات" التي كانت فجر إسرائيل في ذلك الوقت.

أما بالنسبة لتجهيزات المعركة، استمر التدريب والتجهيز لخوض تلك الحرب، على أرض مجهزة بكافة الموانع، تدربنا عليها لشهور عديدة، حتى وصلنا للقرار الحاسم بموعد العبور، حيث عشنا حياة طبيعية جدا داخل الكتيبة، بحيث لا يدل على قيام حرب بعد ساعات، كنا نقيم حفلات سمر ونلعب الكرة وغيرها، أما يوم الحرب بعد عبور الموانع شرق القناة وشاهدنا الطيران المصري على الضفة الأخرى، كانت السعادة لا توصف، بحيث أثبتنا للعالم أننا شعب لا يقهر.

وتابع الحسيني: "عبرنا القناة على أفواج حيث اقتحمت القوات الخاصة لتطهير النقاط القوية، تبعها المشاة والمدفعية، وبعد عبور الضفة سجدنا جميعاً على تراب مصر الغالي، لم نشعر في ذلك الحين بالفرق بين الجندي العادي والقائد فجميعنا نرتدي الأفرول المصري، أما بالنسبة لأكثر اللحظات إيلام في تلك الحرب، عند جمع أشلاء أجساد زملائنا الذين استشهدوا في المعركة، حيث كانت لحظات احتضانهم مريرة بالدموع، كنا نشعر في تلك اللحظة أننا نحتضن أبنائنا، فقد ضحوا من أجل شئ غالي، ولم تضيع تلك التضحية هباء".

أما بالنسبة للتواصل أثناء الحرب بيننا وبين ذوينا، عن طريق رسائل البريد، فكل الرسائل بمثابة كبسولات تحفيز وتشجيع، فخطر الموت بالنسبة للأهالي وقت الأهل أهون وأقل رعباً من ضياع الوطن، حيث كان شيوخ الأزهر يرسلون لنا خطب تحفيزية بأن جنود الله تحارب معنا، وأكثر ما أبكاني في تلك الحرب رسالة من أختي الصغيرة بقدر براءتها بقدر ما كانت شحذ للعزيمة للعودة لها منتصر، فكتبت ذات السبع سنوات "إرجع مستنياك من الحرب تجيبلى شيكولاته زى معودتنى"، في تلك اللحظة فعلت كلماتها ما فعلت بقلبي، حيث ظلت تتردد على مسامعي طوال 19 يوماً حتى انتهاء الحرب والعودة لبلدي.

واختتم كلماته قائلاً: "في الحقيقة عندما نقول أن أهل مصر جسد واحد، فذلك ليس مغالاة، وإنما حقيقة، فبعد الحرب عندما وصلنا لأول منطقة مأهولة بالسكان كان الاستقبال فوق الوصف والخيال، فجاد كل شخص بما في بيته، ناهيك عن استقبال السيدات لنا بالزغاريد على محطات القطار حتى وصولنا لذوينا، شعرنا في ذلك الوقت بما فعلنا وبقوة نصر أكتوبر و استرجاع أراضينا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً