عرفت مخازن العدو وبنت حائط من الصواريخ.. قصص واقعية عن دور المرأة في نصر أكتوبر

نصر أكتوبر وفي يوم 6 أكتوبر يجب أن تدركي عزيزتي المرأة قوتك الحقيقية التي كانت لتستمدي قوتك من المرأة المصرية الأصيلة التي وقفت بجوار الرجال في الحرب قبل السلم، لكي تعرفي قيمتك في المجتمع وأن مواقفك يجب أن تكون ظاهرة وقوية لأنها لابد ولا مفر من أنها مواقف تدعم مصر للسير إلى الأفضل، حيث أن التاريخ يثبت مواقف المرأة المصرية منذ أول ثورة قامت بها الفتيات المصرية في ثورة 19 لدعم موقف سعد زغلول، ومنذ ذلك الحين أصبح مواقف ودعم المرأة للرجل في الحرب والمواقف الصعبة أكثر تأثيرا وأكثر أهمية، إلى أن وصل الأمر أن لابد من نزول المرأة بجوار الرجل لدعم مصر ضد الأعداء وذلك لانها أصبحت قوة مؤثرة ومحركة للمجتمع وللأسرة، وكذلك موقف المرأة في حرب 6 أكتوبر كان فعالا.

سنقدم لك سيدتي مواقف وطرق دعم المرأة المصرية الأصيلة في حرب أكتوبر وكان لوقفتها تأثيرا فعالا على نصر أكتوبر.

تعرفي على قيمتك في حرب 6 أكتوبر .. قصة نضال المرأة المصرية خلف نصر أكتوبر

المعارك تبدأ بالنساء وينهيها الرجال

في حين أن الرجل يحارب في المعركة كان مطمئن أنه ترك محارب أخر في قلب الأسرة وهي زوجته أو أبنته، ويكفي أن الأم والزوجة و البنت أكثر من يتأثر برحيل أبنهم أو زوجهم أو أبيهم.

تاريخ المرأة المصرية حافل بالعديد من البطولات والحروب والمواقف الشجاعة، غير أنها من تصنع الرجل الذي يضحي من اجل وطنه، إلا أنها كانت في الصفوف الأولى لاستقبال المصابين وتداوى الجروح، بينما يعتصر قلبها قلقا على الأبناء لكنها أثناء المعارك رابطة الجأش يذوب أبناؤها في معنى الوطن وهي صامدة وقوية.

نماذج كثيرة و بطولات لم تتناول الكافي من الاهتمام والتقدير كما لم تأخذ حقها من التكريم والإشادة ، تداخلت أسمائهن ومعالم بطولاتهن وعشن بين السطور، في كتاب قديم أو رواية حقيقية أحداثها.

قصص نضال المرأة بجانب الرجل 

القصة الأولى: قدمت كل ما تملك من طعام فدى المناضلين 

الست "فاطوم" من السويس الصامدة القوية، سيدة توجت كما سيدات مصر المناضلات بالكرم وقامت بذبح 10 دجاجات والتي في هذا الوقت كل ما تملك لرجال المقاومة .. في نظر البعض يبدو ما قامت به هينا إلا أنه في التاريخ بطولة وفى نفس المقاومين شراكة لهم فى النصر، حيث أن اهمية هذا يكمن في التضحية من اجل تقوية ودعم نفوس المناضلين في حرب 6 أكتوبر بتقديم كل ما تملك، من أجل الوطن ومن يذودون عنه وتحققنا منها أنه سبق درهم مائة ألف، لم تدخر السيدة دجاجاتها قوتا لها وللأحفاد أو الأبناء في وقت ضرب العدو حصاره على المدينة، حيث انها فضلت المناضلون على الحدود وفي الحرب عن مستقبل مجهول من الحرب وجادت بما ملكت في وقت الشدة.

اقرأ أيضا: "سكاي نيوز" تعرض فيديوهات نصر أكتوبر

القصة الثانية: مرآة أقامت حائط الصواريخ بجوار زوجها

ومن المدينة نفسها والكتاب عينه كانت قصة الحكيمة إصلاح محمد على، كانت السيدة إصلاح تعمل ضمن طاقم يتألف من 78 ممرضة و20 طبيب في مستشفى السويس، كان طاقم المستشفى يعملون 24 ساعة متواصلة أثناء الحرب وتحت قصف مستمر، حينما تقل إمدادات الدم يتبرعون للأبطال الجرحى بدمائهم، لم يثنهن شراسة العدو ولم تنل من عزيمتهن خسته التي أباحت لها قصف مستشفى، كانت حياتهن عرضة للخطر، ولكنها لم تخف ولم تتراجع عن واجبها الطبي وواجبها تجاه الوطن ونصرة جيش مصر في حرب 6 أكتوبر ولكن المرأة المصرية التي بداخلها أبت أن تترك موقعها في ساحة المعركة.

بينما كان واجبها طبي فقط إلا أنها لم تكتفي فكانت هي المرأة نفسها التي وقفت بجوار الرجال تبنى معهم حائط الصواريخ حيث اشتركت بجانب زوجها في إقامة القواعد، كان نشاطها مشهودا ومؤثرا، كما عملت الفلاحة المصرية تحت قصف القنابل الإسرائيلية في بناء الدشم ، ولم تتراجع أو تخف ، كانت قوية صامدة واعية لدورها وما يقوم به أولادها وزوجها من أجل سلامة مصر دون خوف أو تراجع. 

بينما الحائط الذي بني بدماء المصريين والمناضلين لم يتوقف على الرجال ودماء الجنود بل على جثث السيدات بجوار الجنود جنبا إلى جنب.

كما أن كانت تقدم كل العون في المساعدة وفى معارك الثغرة وقفت تقدم الماء والطعام للجنود، بدون طلب. 

القصة الثالثة: عمليات استطلاع قائدها مرآة مصرية

ولم يقف دورها عند ذلك بل قامت بعمليات استطلاع مثل فلاحة فايد، تلك السيدة العظيمة التي طلب منها أحد الضباط أن تذهب إلى مكان تمركز آليات العدو وخزائنه، تختبئ بين الأشجار الكثيفة في منطقة فايد وسرابيوم، وما كان من هذه السيدة إلا أن توجهت إلى أداء المهمة بدون خوف أو قلق مضحية بحياتها وليس هذه المشكلة فقط بل أنها لم تكن بمفردها بل حملت ابنها الصغير فوق كتفها لتمويه العدو، وقامت بعملية الاستطلاع وعادت تخبر الضابط بما رأت، مساهمة في نجاح حرب أكتوبر بمعلومات من الصعب ومن الخطورة معرفتها، لم تكتف بذلك بل إنها طلبت قنابل أو أي سلاح يساعدها في تدمير دبابات العدو.

فالاستطلاع وحده لا يكفيها ولا يكفيها أيضاً أن تخدم وطنها وتخاطر بحياتها وحدها في سبيل النصر وإنما جعلت طفلها شريكا في المهمة بما يتعرض له من مخاطر جمة، وكان موعده مع البطولة، بطولة لم يصنعها بنفسه وإنما حملته والدته إليها، موطدة في طفلها معاني من أرقى ما يكون.

اعتراف بدور المرأة في حرب 6 أكتوبر من أبطال 6 أكتوبر

كما أعترف البطل اللواء باقي زكى يوسف بدور السيدة التي داومت على حمل الخبز الطازج إلى الجنود يوميا أيام الحرب وحينما حاول أحد الضباط أن يدفعها إلى توفير الخبز قائلاً (( العيش كتير يا أمى متجبيش تانى )) ، فما كان منها إلا أن قالت له أن ابنها مجند مثلهم وحينما تطعمهم فكأنما أطعمته، لم يكن في مرادفات تلك السيدة ابني وابنهم بل كان جميع الجنود أبناء مصر وأبنائها ..

كما حكي العقيد محمد صالح جمال عن مرآة في حرب أكتوبر ، معبرا عن موقفها :(( من المواقف العظيمة التي لا أنساها أبداً أن أحد المدنيين المخلصين كان يأتي كل صباح برفقة ابنته وهى عروس في سن 20 سنة ، يحضران في الصباح ومعهما سندوتشات ولحوم وغلايات شاي، يأتي الجنود الذين عادوا ولهم أسبوع أو أكثر لم يتناولوا الطعام وعلى الفور يشرع الأب وابنته في تقديم الطعام لهم، كان حضور هذا الرجل وابنته يومياً، يمضون الليل في إعداد الطعام للجنود العائدين ، ونظرة لهم في الصباح فور الوصول وأخرى آخر اليوم تكفى لندرك التعب والإرهاق الذي ينال منهما، اضطلعوا بهذا الدور وهذه المهمة الإنسانية من تلقاء أنفسهم وبدافع وطني بحت . ))

مشهد مألوف عن مأساة أرملة مصرية

وتأخذنا الأحلام إلى حيث أرملة الشهيد أحمد حمدى ، تلك السيدة العظيمة التي أخذت على عاتقها تربية أبناء الشهيد، راودتها في الأحلام صورته مصاباً قبل أن تنشب معركة التحرير والانتصار، استيقظت وقد فزعا معاً عقلها وقلبها، تراه قد يصاب بمكروه ؟؟ ماذا لو! تنهمر دموعها و يشعر بها، يسأله إن كانت رأته أصيب ؟؟ وكأنه رأى ما رأته، كانت إجابتها (( نعم ))، لحظات قليلة وكان سؤاله عن الكوبرى، حينما تجيب أن الكوبرى سليم يحمد الله ،وينهى الموقف يتلو قول الله تعالى (( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )) صدق الله العظيم

يتوجه في اليوم التالي إلى الجبهة، تستمع إلى صوته يوم 13 أكتوبر، يوصى ولده (( خللى بالك من نفسك ومن أخواتك ووالدتك )) ويلق ربه شهيداً يوم 14 أكتوبر 1973 والكوبرى سليم.

قصة رابعة: مناضلات بورسعيد

أما السيدة علية حامد الشطوى من مناضلات بورسعيد، كانت في عام 56 تدرس بالقاهرة ومع تزايد الاحتمالات بعدوان قوى الاستعمار على مصر، جاءت الأوامر بعودة الطلاب المغتربين إلى بلدانهم، ليكونوا بجوار أهليهم، عادت إلى والدها تخبره أنهم طلبوا منهم العودة والتطوع في أي عمل، وهذا لم يحدث لأنها كانت تود أن تشارك في الذود عن وطنها بأي خدمة تقدمها، تقدمت إلى مدير الصحة د . محمود حجاج وأبدت رغبتها في التطوع، أرسلها بدوره إلى المستشفى العسكري، توجهت إلى المقدم الطبيب قائد المستشفى، ورحبوا بها ضمن فريق العمل ،وحينما حدث إنزال في منطقة الجميل والجبانات كانت سيارات الإسعاف تأتى بالمصابين، تتوجه وتأخذ الأسلحة وتلقيها بالسيارة لتحملها إلى المقاومين المتمركزين بين المقابر.

وفى الظهيرة بدأ العدو الضرب على المستشفى نفسه رغم أن القانون الدولي يحرم ضرب المستشفيات، كما تم قصف المستشفى ليلاً ومع أول ضوء بدأ الناس في إخلاء المستشفى وأعطاها قائد مقام بطانية وخوذة ، لا زالت تحتفظ بتلك الخوذة إلى اليوم، أعطاها البطانية والخوذة وقال لها كي تغادر لأن المستشفى (( حاتنضرب )) ، أما هو فلا يقوى على السير لأنه أصيب بكسر، غادرت المستشفى العسكري وفى طريقها كما الجميع إلى المستشفى الأميري، شاهدت رجل وطفل يمسكان لمبة سهارى قادمين باتجاهها، إنهما والدها وأخيها الأصغر جاءا باحثين عنها بعد أن علموا أن المستشفى تم ضربها، هرعوا يبحثون عن جثتها فإذ بهم يتلقونها في الطريق، وكانت فرحة اللقاء .

أخذها والدها لأقرب مكان من المستشفى الأميري بيت خالتها وشدد على ألا تنتقل ابنته من المكان.

بعد أيام علمت أن قطار حربي سينقل المصابين إلى القاهرة لتلقى العلاج هناك في مستشفى غمرة العسكري، ركبت القطار لتساعد في نقل المصابين، التقت عيناها بلافتة عريضة كتب عليها : (( نحن لا نسألك عن دينك أو جنسيتك أو هويتك ولكن نسألك عن مرضك ))، فالطبيب طبيب إنسان مهما كان دينه أو جنسيته.

عادت آخر النهار مع سيارات الإسعاف وكانت تناوب في المستشفى الأميري، تتذكر رئيسة المستشفى اليوغوسلافية (( ميرى جوزيف ))، شاهدت بعينيها ما كان يعانيه الأطباء وأطقم المستشفيات في ذلك الحين، سجادة واحدة استلقى عليها 20 طبيب بجوار بعضهم من شدة الإرهاق الذي نال منهم.

كما كانت لكلمات والدة الشهيد النقيب طيار (( صبحى الشيخ )) تأثيرا قويا حيث وصفت نفسها إنها السيدة فردوس فرحات تلك السيدة العظيمة التي استشهد وحيدها في ضربة السيطرة 6 أكتوبر 73.

حينما جاء أحد المقاتلين ليقدم (( للسيدة فردوس )) أم البطل ليقدم لها كلمات العزاء ونزلت دمعة من عينيه وهو يتحدث عن صبحى، وقالت الأم: (( لا تحزن أيها الضابط من أجل ولدى ، لقد حقق الله أمانيه كلها منذ أعتاد الصلاة والتحدث إليه قبل أن ينام ، لقد عاش وحيداً وكان الله بجانبه دائماً ، فراح ينجح ويتفوق في كل مراحل دراسته ، ويشفى من أمراضه قبل أن أجمع نقود العلاج ، وفى معارك 1970 قال لي صبحى (( أن الله رفض أن يكرمه بالشهادة ولما قلت له ، وهل تتركنى وحدى قال مندهشاً : (( إن الله لن يتركك ، بل إن أعظم تكريم لقصة كفاحك معى ، يهديه الله لك ، إذا قبلنى بين عداد الشهداء .. )).

ولقد كرمت الدولة أم البطل، ووقف القائد الأعلى للقوات المسلحة يرفع أمامها يده بالتحية العسكرية حين نودى اسم ولدها في مجلس الشعب، صبحى على الشيخ، واحد من رواد القدرات الخارقة ، حماة مصر وعشاقها.

فبعد أن تربي وتكرس حياتها لأجل ابنها وفرحة لا تضاهى بتخرجه ونجاحه تقابل لحظة استشهاده بقوة وفرحة وصبر، مؤمنه انه نال إحدى الحسنيين ، ونالت هي كما قال الشهيد : (( أعظم تكريم من الله )).

في كافة المواقف والتواريخ ذكرت المرأة المصرية ومواقفها القوية والمؤثرة فأقلها برغم ثقل الحمل الواقع على كتفها أن تضحي بأغلى ما لديها من أبن وزوج وأب إلى وقوفها بين صفوف الممرضات والأطباء لتساعد في ظل الخوف والرعب أن تكون معرضة هي نفسها للموت بلا أحد ينقذها، كما تولت مهام الرجال في وقت المصاعب وبنت حاط من الصواريخ مع الرجال جنبا إلى جنب، إلى أنها قامت بتقديم كافة القوت والمؤن التي تستطيع تقديمها لدعم الجنود والمناضلين، كل هذا وأكثر قامت به المرأة المصرية بقوة وصبر وتحمل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً