قصة جهد وعمل وعطاء، حقيقية تبعث رسالة خاصة إلى كل فاقدي الأمل والعزيمة والتحدي والإصرار، وترك الحالة الانهزامية مهما كانت ظروفها تسيطر على الحالة الشخصية والنفسية لأي شخص يعيش بهذه الحياة الدنيا، التقت "أهل مصر"، أحد الأشخاص وشهرته "عم طه بتاع الكاوتش" كمثال يحتذى به في التحدي والإصرار والعمل ومواجهة الصعاب مهما بلغ مداها .
قال طه البالغ من العمر 73 عاما، صاحب ورشة كاوتش بمركز ومدينة الواسطى شمال محافظة بني سويف، إنه عانى كثيرا منذ الصغر من الوحدة والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي لحقت به في طفولته، وما به من إصابة نتجت عنها إعاقة كبيرة في يده اليمنى فيما بعد.
وأضاف عم طه أنه يعمل بمهنة تصليح كاوتش وإطارات السيارات منذ الـ 5 من عمره، مشيرا إلى تعرضه لظروف اجتماعية قاسية وصعبة منذ نعومة أظافره، وقرر الاعتماد على نفسه، نظرا لانفصال والده عن والدته، بالرغم من حاجته الشديدة إلى الرعاية والاهتمام والتعليم.
وأكد على اتخاذ قرار الاعتماد على نفسه ومواجهة الحياة منفردا بلا سند وبلا معين غير الله عز وجل، فقرر التوجه من مدينة الواسطى إلى القاهرة، وتحديدا محافظة الجيزة للعمل بدون أن يملك قرشا واحدا حتى ثمن تذكرة القطار حينذاك لم يكن يملكه.
وأوضح أنه بدأ في طرق الأبواب للعمل برغم طفولته وظل يجتهد ويكافح حتى تعلم مهنة تصليح الكاوتش، وبعدها قرر العودة إلى بلده ومسقط رأسه مدينة الواسطى، للقيام بفتح ورشة لتصليح الكاوتشوك بمنطقة قبلي الواسطى بجوار مسجد السنية.
وأشار إلى أنه تعرض لإصابة بالغة أثناء تصليحه أحد الإطارات الضخمة لعربة نقل، تخللها إنفجار الإطار ليحدث له إصابته، والتي نتج عنها فقدانه لذراعه الأيمن، منوها عن مواصلة العمل والتحدي ولم يعتمد على أحد ولم يستجدي أحد ولم يطلب مساعدة من أحد .