انتصار أكتوبر لم يأت من فراغ وهذا لأن الحرب خدعة ويعتبر انتصار أكتوبر دليل قوي على ذكاء الجيش المصري والذي كان عاملا أساسيا في انتصار حرب أكتوبر 73، حيث إن الحرب بذكاء والخطط الذكية تعمل على توفير نصف المجهود في الحرب والحفاظ على القوة ضد العدو، ومن ضمن ذكاء الجيش المصري هو كيفية عبور خط بارليف المنيع و استخدام شفرة من اللغة النوبية وذلك لخداع الجيش الإسرائيلي لعدم معرفته باللغة النوبية وهذا مما يجعلهم لا يفهمونها ولا يتوقعون متى الضربة والمعلومات التي احتفظ بها الجيش المصري باللغة النوبية لنفسه فقط، كل ما تريد معرفته عن الشفرة النوبية التي استخدمت في حرب أكتوبر وتعتبر سببا قويا في انتصار 6 أكتوبر.
انتصار حرب أكتوبر كان يحتاج إعمال العقل مع القوة العسكرية لاستغلال نقاط القوة لهزيمة إسرائيل التي احتلت أرض الفيروز لمدة 6 سنوات.
حرب أكتوبر
معلومات عن الشفرة النوبية
اللغة النوبية تنقسم إلى قسمين بين أهلها وهم "لهجة نوبة الكنوز"، و"لهجة نوبة الفديكا"، كما يعود أصل "الكنزية" إلى اللهجة "الدنقلاوية" نسبة إلى دنقلة في السودان، بينما يعود أصل "الفديكا" إلى اللهجة "المحسية"، التي كان يتحدث بها سكان شمال السودان.
وعندما تولى الرئيس السادات الحكم بحوالي 3 شهور كان كل ما يتم إرسال إشارة يتم فكها من جانب الجيش الإسرائيلي، وظل الجيش المصري حوالي 7 أيام لا يستطيع إرسال إشارات داخلية بين قياداته.
وكان صاحب الاقتراح هو البطل أحمد إدريس، حيث اقترح قادة العمليات أن تكون الشفرة باللغة النوبية على اعتبار أنها لغة "محادثة" وليست لغة "كتابة" ويتحدث بها أبناء النوبة في مصر فقط.
كما تم الاتفاق على استخدام النوبية كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973".
كانت كلمة "أوشريا" هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر، ومعناها العربي "اضرب"، وجملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية"، كما تلقى كافة الوحدات كلمة "أوشريا" وكلمة "ساع آوي" بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه يقهرون المستحيل ويحققون الانتصار الذي تحتفل مصر والعرب بذكراه الـ46.
الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات، وكان الرئيس السادات طالب بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري.