الحكومة تدعم كبار السن.. "رفيق المسن" وظيفة جديدة لرعايتهم.. وتدريب ١٥٠ شابا وفتاة على المشروع

اتخذت وزارة التضامن الاجتماعي، طريقا جديدًا، لتقديم خدمات جديدة للمسن وهو مشروع "رفيق المسن"، لخروج المسن من وحدته أو وجوده في دور رعاية، حيث يستهدف المشروع تقديم خدمات الرعاية لمن يحتاجها في كنف أسرته، بعيدا عن البحث عن دور رعاية، والحفاظ على الترابط والتماسك الأسري وتقديم الرعاية له في مسكنه الذي قضى فيه مشوار حياته وتوفير البديل للرعاية المؤسسية للمسنين، حيث يقوم المشروع بتوفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية للمسنين وسط أسرهم أو بداخل المؤسسات الإيوائية مع توحيد المعارف والمفاهيم الخاصة بالمسنين وخصائصهم.

ودربت الوزارة شباب الخريجين من الجنسين على خدمة المسنين في إطار منهج تدريبي منظم وموحد وشامل لإعداد وتأهيل جليس المسن مع تشجيع الجمعيات على العمل في المشروع أيضا وتوفير قاعدة بيانات متكاملة لتوفير خدمة رفيق المسن.

مشروع قومي لتوفير الرعاية للمسنين

وأكدت وزارة التضامن الاجتماعي، أن مشروع رفيق المسن يأتي كمشروع قومي يستهدف توفير الرعاية للمسن في مسكنه في ضوء تغيير مفهوم الأسرة الممتدة وارتفاع متوسط الأعمار وتزايد الأعباء، موضحة أنه يضمن حقوق رفيق المسن في التأمينات والمعاشات، كذلك الحفاظ على الترابط الأسري.

وأضافت الوزارة، أن مهنة رفيق المسن تحتاج إلى مسار مهني وتدريبي واعتماد يضمن إقبال الشباب عليها وأنها ستتضمن توفير التأمين الاجتماعي والمعاش لضمان استمراريتها وستتضمن 3 مراحل لتوفير الرعاية المتكاملة وفقا لاحتياجات المسن من الأنشطة والتغذية السليمة والرعاية.

وأشارت إلى أن المشروع يستهدف تأهيل 150 شاب وفتاة، وذلك في إطار اهتمام وزارة التضامن الاجتماعي بملف كبار السن، لافتة أن الاهتمام برعاية المسنين وكبار السن أحد أهم محاور عمل الوزارة ليس فقط في دور الرعاية ولكن أيضا من خلال توفير فرص مناسبة لرعاية كبار السن من خلال تأهيل وتدريب رفيق المسن والذي يعد أحد أهم برامج الوزارة في 2019 .

وأوضحت، أنه تم تشكيل لجنة عليا لشؤون كبار السن تجتمع بشكل دوري لدراسة مشكلات وقضايا كبار السن وتقدم مقترحات وتتابع تنفيذ الخطط والسياسات الموضوعة لدعم كبار السن، فضلا عن أن برامج الوزارة تضع كبار السن على رأس أولوياتها ومنها برنامج كرامة للدعم النقدي وبرنامج الضمان الاجتماعي، وكذلك الأندية الاجتماعية للمسنين .

تدريب ١٥٠ شابا وفتاة على المشروع

قالت سمية الألفي رئيس الإدارة المركزية للرعاية بوزارة التضامن الاجتماعي، إن برنامج رفيق المسن يأتي تفعيلا وتنفيذا لبروتوكول التعاون الذي تم توقيعه مؤخرا بين الوزارة والمعهد القومي لعلوم المسنين جامعة بني سويف وعدد من الجمعيات الأهلية ويستهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة لكبار السن في مصر بتوفير سبل الرعاية للمسن داخل أسرته وتقديم خدمة للمسن العاجز عن رعاية نفسه وتحقيق احتياجاته الأساسية باعتبارها خدمة أفضل للمسنين مع إيجاد منظومة موحدة للتعامل مع خدمة رفيق المسن بالتعاون مع الجمعيات الشريكة ذات الخبرة في هذا المجال .

وأضافت الألفي، إلى أنه تم تدريب ١٥٠ شابا وفتاة لشغل مهنة رفيق مسن، وحصل المتدرب في نهاية البرنامج على شهادة معتمدة من وزارة التضامن الاجتماعي باجتياز البرنامج التدريبي على تقديم خدمات رعاية المسنين، كما تم البدء في توفير فرص عمل لهم بمرتبات مجزية.

وأوضحت، أن رفيق المسن يستهدف أيضا وضع تصور تنظيمي قانوني لمهنة رفيق المسن يضمن حقوق المسنين مع تأهيل وتدريب وتوظيف 150 رفيق مسن وتوفير فرص عمل لهم.

شهادة رد الجميل

أصدرت وزارة التضامن، من خلال بنك ناصر شهادة "رد الجميل " والمخصصة لكبار السن تنفيذا لسياسات الشمول المالي للبنك وامتدادا لدوره في العمل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه للعام الثاني على التوالي يستمر البنك في طرح الشهادة وفئتها 1000 جنيه ومضاعفتها بحد أقصى مليون جنيه للشخص الواحد ويتم احتساب العائد من اليوم التالي للإيداع ويحق للعميل استرداد قيمة الوديعة بعد 6 شهور دون خصم .

وأكد الدكتور شريف فاروق نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للبنك، أنه نظرا للإقبال على هذه الوديعة فقد تقرر تخفيض سن الشهادة إلى 65 عام هذا بالإضافة إلى تعديل دورية صرف العائد لضمان تلبية احتياجات كافة العملاء فأصبح العائد 15% شهري أو بدورية صرف ربع سنوي بعائد 15.25% أو دورية صرف نصف سنوي بعائد 15.5% أو دورية صرف سنوية بعائد 16%.

وأوضح فاروق، أن البنك قام في الأونة الأخيرة بتقديم مجموعة متنوعة من القروض لأصحاب المعاشات بشروط ميسرة تعتبر من أكثر التسهيلات التي تقدم لهذه الفئة من المجتمع ومن أمثلة هذه القروض قروض لتمويل المصروفات الدراسية والتي تصل إلى 50 ألف جنيه كذلك قرض لتمويل الزواج، قرض تأثيث شقة الزوجية وقرض الإسكان و قرض تحسين الدخل لأصحاب المعاشات وتقتصر المستندات المطلوبة على صورة الرقم القومي وبرنت بالرقم التأميني وبيان مفردات مرتب للضامن وإيصال مرافق سواء كهرباء أو مياه أو غاز أو تليفون، بالإضافة إلى تقديم المساعدات النقدية لغير القادرين من المسنين بعد استيفاء المستندات الآتية :"صورة بطاقة الرقم القومي وبحث اجتماعي"، وفي حالة المرض يتم تقديم تقرير طبي حديث عن الحالة المرضية أو الإعاقة .

مد مظلة الحماية الاجتماعية لكبار السن

أكدت وزارة التضامن الاجتماعي، أن زيادة أعداد كبار السن تؤكد الحاجة إلى المزيد من الاهتمام للاحتياجات والتحديات الخاصة بهم مع توفير الضمانات الخدمية والرعاية اللازمة التي من شأنها دعم استثمار جهودهم وطاقاتهم المهنية، لافتة إلى أنه في مجال الحماية الاجتماعية، تم مد مظلة الحماية لكبار السن، من خلال برنامج "كرامة" الذي يستهدف توفير حياة كريمة للمسنين غير القادرين على العمل.

وأشارت التضامن، أن عدد المستفيدين من الدعم النقدي المقدم ببرنامج كرامة 44 ألف و 673 مسن وذلك منذ بدء البرنامج عام 2015 ويبلغ قيمة الدعم 450 جنيه شهرياً، مؤكدة أنه من خلال برنامج الضمان الاجتماعي، يقدر عدد المستفيدين عن عام 2017/2018 منه 199 ألف 995 مسن بإجمالي 852 مليون و381 ألف جنيه .

وفي مجال الرعاية الاجتماعية حرصت الوزارة على توفير الخدمات وبرامج الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيلية لكبار السن بما يكفل لهم الحياة الكريمة وذلك من خلال عدد من الآليات، مشيرة إلي أن هناك 149 دار، على مستوى 22 محافظة بإجمالي عدد مستفيدين 2710 مسن .

وأضافت أن هناك 191 نادي مسن تخدم 41,035 مسن و18 وحدة علاج طبيعى على مستوى الجمهورية يحصل المسن فيها على جلسات العلاج الطبيعي واللياقة البدنية بأجر رمزي، مشيرة إلى أن العام المالي 2018/ 2019 رصد مليون و120 ألف جنيه لتطوير 10 دور مسنين على مستوى 7 محافظات وهي الإسماعيلية، الإسكندرية، القليوبية، الجيزة، بني سويف، المنيا، قنا بإجمالي مبلغ 685 ألف جنيه وتطوير 13 نادي للمسن بمحافظات " القاهرة، البحيرة، بني سويف، سوهاج، الإسماعيلية، الدقهلية"بإجمالي مبلغ 435 ألف جنيه كما تمت المشاركة مع جامعة الدول العربية في وضع الاستراتيجية العربية لرعاية كبار السن.

وأشارت إلى أنه تم تطوير مؤسسات الرعاية الاجتماعية " أيتام ، مسنين" لتحسين الوضع المعيشي والاجتماعي لهذه الفئات المهمشة والمحرومة من الرعاية وإكسابهم الحياة الكريمة تحقيقاً لسعادة الفرد والمجتمع، مشيرة إلى أنه تم رصد 23 مليون جنيه للمشروع خصص منها 10 مليون، منهم 927 ألف لتطوير دور المسنين ويمتد نطاق عمل المشروع على مستوى عشر محافظات " القاهرة، الجيزة، القليوبية، الغربية، إسكندرية، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان وأسيوط" .

وأكدت أن مبادرة بينا التابعة للوزارة والتي تم إطلاقها بتمويل من البنك التجاري الدولي"CIB" عام 2015م بهدف تفعيل مبادئ الحوكمة، كان لها دور هام في العمل في هذا المجال منها، حيث قامت المبادرة بالحصر الميداني لاحتياجات عدد من مراكز المسنين المشردين وتلبية تلك الاحتياجات، كما تم التنسيق مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لتنفيذ دراسة ميدانية لدراسة الأوضاع الراهنة لكبار السن لوضع خطة شاملة ممنهجة قائمة على أسس علمية.

وفاة أمي سبب عملي كرفيق مسن

علي عبد المنعم خريج بكالوريوس حاسب آلي، بدأ العمل كرفيق مسن منذ شهر، ويقول: بدأت معرفتي بالمشروع من خلال التواصل الاجتماعي، قدمت واجتازت مراحل التدريب بنجاح و بدأت رحلتي من الالتزام بالحضور، والاستماع الجيد للشرح، يوميا من الساعة 9 صباحا وحتى 3 ظهرا، يدفعه في ذلك شغف الإلمام بمهارة جديدة .

انجذبت للمشروع، بعد وفاة أمي وشعوري بانشغالي لفترات طويلة عنها بسبب عملي وكانت أحد أهم الدوافع التي دفعتني للعمل كرفيق مسن، فهي خدمة إنسانية، قبل أن تصبح عملا ماديا وعرفت ازاي أتعامل مع مشاعر المسن وأراعيها، واتعلمت أقدم خدمات تمريضية، فهو عمل إنساني أكثر من كونه مادي .

والعمل كرفيق مسن، يختلف من مسن لآخر حسب متطلباته، حيث تم تدريبي على الرعاية الشاملة للتعامل مع المسن، وتلبية رغباته دون أن يتحدث، والقدرة على الإنصات والاهتمام بما يحكي، حتى لو تكررت الحكاية لمرات كثيرة، ورعاية مريض الزهايمر، وأقوم بتنفيذ برنامج يومي رياضي وزهني والحديث مع المسن حتى لا يشعر بالوحدة.

التواصل مع المسن من الصفات الهامة

وقالت سعدية عبد العظيم، أحد العاملين في مشروع رفيق مسن، إنها حاصلة على بكالوريوس تجارة، وتبلغ من العمر 40 عاماً، مضيفة أنها ملئت التطبيق الذي قدمته وزارة التضامن الاجتماعي تطلب فيه عاملين في خدمة رفيق المسن.

وأكدت، أن فكرة المشروع جذبت انتباهها، خاصة أنها فكرة جديدة، ولأول مرة تخوض هذه التجربة، مشيرة إلى أنها بدأت التدريب الخاص بها في المكان الذي خصصته الوزارة لهم، لتكتشف أن الفكرة جميلة وبها مميزات كثيرة، منها أنه عمل يقربها من الله وتأخذ عليه أجر كبير، كما أن فترة التدريب جعلتها تتزود بمعلومات تفيدها مع والدتها، من خلال دراسة الطرق الصحيحة للمعاملة مع المسن، والتي لا تقتصر فقط على القراءة والمشي ومناولته الطعام والشراب.

ولفتت "إحدى المشاركات في رفيق مسن"، إلى أنها تعلمت كيف تساعد المسن نفسياً واجتماعياً، وأن تكون معه في جميع لحظات حياته ابتداء من استيقاظه صباحاً حتى وقت نومه ليلاً، ورعايته في كافة الجوانب "مأكل ومشرب واستماع"، ومعرفة آلامه والتفاعل معها، مؤكدة أن التواصل مع المسن من الصفات الهامة التي يجب أن يتحلى بها رفيق المسن.

وأوضحت، أنها تعمل كرفيق مسن منذ شهر، لتجد نفسها في هذا المكان تعطي فيه مجهودها بكل الحب والإخلاص، مؤكدة على استمرارها في مزاولة هذه المهنة طالماً تدب فيها روح الحياة، خاصة بعد اكتشافها أن هذا المجال رائع، واختلفت نظرتها الأولى له من خلال شعورها بمواجهة صعاب خلال العمل فيه.

وأفادت بأنها تلقت التدريب لمدة 45 يوم ، درست خلالها كل شئ متعلق بالمسن، حتى الأمراض التي تصيبهم، كما تعلمت أن تكون صديقة للمسن ورحيمة به أكثر من كونها تعمل لديه.

قالت صفاء عطية، أحد العاملين بمشروع "رفيق مسن"، الذي أطلقته وزارة التضامن الاجتماعي، البالغة من العمر 40 عاماً، إنني علمت بالمشروع عن طريق موقع الوزارة لـ 150 شاب وفتاة كرفيق مسن أو مقدم رعاية، فقدمت للالتحاق، حتى أنهم قاموا بالاتصال بي سريعاً لعمل الإنترفيو والبدء في التدريب العملي.

وأوضحت "عطية"، أن أكثر ما جذبها للموضوع أنهم يراعون الجانب النفسي للمسن، والموضوع غير مقتصر فقط على العلاج الطبي والنظافة الشخصية، مثل ما يحدث في المستشفيات، حيث يتم التعامل مع المسن كأنهم أسرة واحدة.

وأشارت، إلى أن رفيق المسن الذي أطلقته التضامن، من مميزاته أنه يتكفل بالاهتمام الكامل بالمسن من جميع النواحي النفسية والطبيعة والشخصية، مما يجعله مشروع كامل متكامل كان المسن في حاجة له.

مديرة المشروع: العمل فى ٤ محافظات كمرحلة تجريبية

قالت سماح رفعت مديرة مشروع "رفيق المسن" إن وزارة التضامن الاجتماعي أطلقت المشروع لتقديم الرعاية لكبار السن في منازلهم ولتوفير فرص عمل للشباب برواتب مجزية، وقد بدأت الوزارة تطبيق المشروع بشكل تجريبي على محافظات الجيزة والقاهرة والقليوبية والإسكندرية .

وأضافت مديرة مشروع "رفيق المسن"، أن وزارة التضامن الاجتماعي وضعت شروطا لقبول شغل هذه الوظيفة بحيث يكون العمر من 18 إلى 45 عاما للحاصلين على مؤهل متوسط على الأقل ومصري الجنسية وتشترط السلامة النفسية والجسدية، والمقابلة الشخصية أمام لجنة ممثلة من وزارة التضامن وعضو من الطب النفسي بمعهد علوم المسنين كي يتم التأكد من قدرته على شغل هذه الوظيفة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً