لعائلة تعود أصولها إلى صعيد مصر، ولأسرة من الأثرياء بمحافظة المنيا، بدأ «آل عامر» في الظهور على سطح الحياة العامة، خاصة مع تجلي نجم المستشار عبد الحكيم عامر، الذي ربطته علاقة قوية بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر- إلى وقت معين.
وارتبط ذكر عائلة عامر، بمفهوم النكسة، وهو ما بدأ بعد تورط المشير عبد الحكيم في نكسة 1967، مرورًا بالنكسة الرياضية بتوليه اتحاد الكرة المصرية، لتتفرع الجذور العتيقة بعد أعوام طويلة لتطال البنك المركزي المصري.
«نكسة مصر 67»
رفض المستشار عبد الحكيم عامر أن يتم تعيينه مستشارًا لرئيس الجمهورية، وذلك بعد أن قرر الرئيس جمال عبد الناصر على خلفية نكسة 1967.
وفسدت علاقة «عامر» بعبد الناصر، ووضع قيد الإقامة الجبرية في منزله، وكان يصر على محاكمته ومحاكمه قيادات الجيش لكن يظهر انه كان يجب التخلص منه، حيث يُقال جمال عبد الناصر قتله انتقامًا منه جراء ما حدث للجيش المصري في النكسة.
وأثارت قصة وفاة المشير الكثير من الحكايات، خاصة وأنه شغل العديد من المناصب في القوات المسلحة المصرية، حتى ترأس منصب القائد العام للقوات المسلحة من 7 إبريل 1954م إلى 31 أغسطس 1954م
وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة من 31 أغسطس 1954م إلى 29 سبتمبر 1956م
نائب رئيس الجمهورية ووزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة من 29 سبتمبر 1956م إلى 29 سبتمبر 1962م، وقيل بأنه أقدم على الانتحار في 14 سبتمبر 1967 كما أعلن عن ذلك في حينه بسبب تأثره بهزيمة حرب 1967، ولكن بعض الجهات تقول أنه مات مسمومًا.
«آل عامر.. وموجة تصل للاقتصاد»لم يقف تاريخ نكسات آل عامر في مصر، عند حد تلك السنون التي فصلت بين النكسة والوقت الحالي، فبالتزامن مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، خلال الأعوام الماضية، قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاستعانة بطارق عامر وتعيينه محافظًا للبنك المركزي المصري لمحاولة إنقاذ الموقف الاقتصادي واستعادة قيمة الجنيه أمام الدولار الذي مازال يمارس هوايته في الصعود، إلا أن الوضع ازداد سوءًا خاصة مع وصول سعر الدولار إلى 12.5 جنيه مصري بالسوق السوداء.ويرى خبراء اقتصاديون أن قرارات البنك المركزي الأخيرة كان لها دور رئيسي في انهيار سعر الجنيه، وتداول الأسهم في البورصة، خاصة مع الشروع في تطبيق قرارات القيمة المضافة، والمؤشرات باتجاه المركزي لتعويم الجنيه.وفي انتظار تداولته مواقع إخبارية بأن هناك نية لإقالة محافظ البنك المركزي، مازال المصريون يجنون طرح عائلة «عامر».وقدم الإعلامي الكبير يسري فودة، قصة وفاة المشير عبد الحكيم، خلال برنامجه "سري للغاية" تحت عنوان "موت الرجل الثاني" يتحدث فيها عن الظروف والملابسات التي أدت إلى وفاته، مستضيفًا العديد من الشخصيات التي شهدت كافة ملابسات الحادث، ومن ضمنها سامي شرف ،سكرتير الرئيس عبد الناصر للمعلومات، وأمين الهويدي، رئيس المخابرات العامة المصرية آنذاك، وجمال عبد الحكيم عامر نجل المشير، بالإضافة إلى مجموعة من المتخصصين في الطب الشرعي والخبراء والمحللين السياسيين الذين أشاروا إلى استحالة انتحار المشير بالطريقة التي أعلنت وانه تم دس السم له بعد عملية تم التحضير لها بعناية، و تقرير الطبيب الشرعي الدكتور علي محمود دياب سنه 1978 أقر بقتله مع سبق الإصرار والترصد. وعن قصة انتحار «عامر» قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في مذكراته بعد أيام من النكسة: «دعوته إلى العشاء عندى فى البيت، ورحبت به واستقبلته أسرتى أحسن استقبال كما كنا نستقبله دائما عندما يأتى لزيارتنا.. ولكنى لاحظت أنه قد تغير تغيرا كاملا.. كان قد فقد الثقة فى نفسه، وفقد معها استقباله للحياة، وأصبح شخصية مهتزة وأبنائى يداعبونه كعادتهم، وقال: «أنتم بتكرمونى قوى يا جماعة.. لسه لغاية دلوقت بتكرمونى؟» فقلت له: دلوقت يعنى إيه يا عبدالحكيم؟ علشان إنت ما بقتش قائد عام؟ هو أنا كنت صاحبك عشان إنت كنت قائد عام؟ ده برضه كلام حد يقوله..؟» .. وبعد أن تمر الحادثة بأيام، كتب السادات: انتحر عبدالحكيم يوم الخميس 14/9/1967 ودفن فى اسطال فى اليوم التالى بدون احتفال.. فى رأيى أن هذا هو أشجع وأنجح قرار اتخذه عبدالحكيم مدى حياته كلها، فقد حل بهذا القرار عدة مشاكل: مشكلته مع البلد والأمة العربية.ـ تحديد مسئولية النكسة.. وأخيرا الوضع الشاذ مع جمال ومعنا جميعا..وعلى المدى البعيد، فسيتضح أنه حل مشاكل كثيرة لأولاده، وسيتضح أيضا أن هذا القرار كان فى مصلحة البلد من جميع الجوانب، ولو أننى أشك أنه اتخذه على هذا الضوء ولكننى أريد أن يكون كذلك».
«نكسة الرياضة.. والزمالك»لم تكتف «آل عامر» بوضع محرج للشعب المصري على مستوى السياسة، وإنما قرر المشير أن يكون لها دور أيضًا في تدهور الرياضة، لتعرف كرة القدم المصرية أول أنواع «الرشاوى الكروية» والتي لم تكن رشاوى بشكل مباشر لكنها كانت تحدث لإرضاء المشير الذي عرف بانتمائه لنادي الزمالك بشكل أعاد هيبة النادي في السابق- لكنه ظل ملتصقًا به حتى الحاضر على انها فضيحة للنادي الأبيض- وذلك خلال فترة تولي المشير منصب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم من 10 فبراير 1958م الى 19 يونيو 1967م.وخلال تلك الفترة، تولى حسن عامر رئاسة نادي الزمالك لفترتين، وفي هذا التوقيت كان حكام المباريات يسعون بكل الطرق لمجاملة الزمالك لدرجة جعلت الناقد الرياضي نجيب المستكاوي يكتب مقالاً في الأهرام بعنوان «هل لابد أن يفوز الزمالك؟» ويومها تصادف أن التقي المشير عامر الأستاذ هيكل بعد أن قرأ مقال المستكاوي وقال له: «هو الجدع اللي اسمه المستكاوي ده مش ناوي يجيبها البر؟» فسأله هيكل: ليه؟ خير، فشرح له المشير حكاية المقال، وفي اليوم التالي لهذه المقابلة قابل الأستاذ هيكل، نجيب المستكاوي، وقال له : هو أنا ناقص يا سي نجيب.. موش كفاية الأزمات السياسية.. أنا فاضي للأزمات الرياضية كمان!وتساءل المستكاوي عن سبب هذا الكلام، فحكي له هيكل ما حدث، فرد المستكاوي: الحكاية أن رئيس نادي الزمالك المهندس حسن عامر شقيق المشير وطبيعي أن يحاول الكثيرون مجاملته مع أن الفريق قوي ولا يحتاج إلي مجاملة من أحد.