"أمينة محمد غريب".. ابنة محافظة بورسعيد، أطلق عليها "أم الفدائيين"، إذ كانت أما لثلاثة فدائيين وأصبحت رمزا للنضال والكفاح بين أهالي المدينة الباسلة.
كانت "أمينة"، أماً لثلاثة أشقاء فدائيين هم يحيى، ومحمد، وعبد المنعم الشاعر، وتم في منزلها تخبئة جهاز اللاسلكي الرئيسي للاتصالات مع رئاسة الجمهورية وإدارة المخابرات العامة.
استضاف منزل "أمينة" بشكل مستديم ضابط اللاسلكي فرج محمد فرج عثمان، والصاغ أركان حرب سعد عبدالله عفرة، طوال مدة العدوان الثلاثى على بورسعيد، علاوة على تخبئة عدد من ضباط المخابرات العامة المصرية بعد تسللهم ودخول المدينة.
وكان منزلها المقر "السري" لقيادة المقاومة الشعبية المسلحة في بورسعيد، واكتشفت القوات البريطانية وجود جهاز اللاسلكي في محيط منطقة منزلها، وأحاطت بالمسكن لتفتيشه بينما كانت تحوم طائرة هليكوبتر فوق سطح المنزل منعاً لهروب أو اختباء أحد، وحينها قامت بحيلة ادعاء الإغماء وتعالت أصوات الجيران بالصراخ حتى تُبعد انتباه جنود الدورية وقائدها عن دولاب ملابسها، وكان الجهاز مخبأ به، ونجحت الحيلة مما أدى لمغادرة الدورية للمسكن.
في منزلها أيضا، تم تخبئة عدد من الأسلحة والذخائر، ووضعت الخطة النهائية المشتركة بين الصاعقة والمقاومة السرية المسلحة من أبناء بورسعيد الأبطال لمهاجمة معسكر الدبابات البريطاني، والتي اشترك في وضعها كل من اليوزباشي جلال الهريدي واليوزباشي سمير غانم ويحيى الشاعر "ابنها"، ووافق عليها الصاغ أركان حرب سعد عبدالله عفرة مندوب الرئيس جمال عبدالناصر.
منحت "أمينة" نيشان الكمال، تقديراً لما قامت به من دور بطولى مسطر بأحرف من نور فى تاريخ مصر والمدينة الباسلة بورسعيد.