صناعة الأجهزة المنزلية والكهربائية من الضروريات التي لا يستغني عنها أي منزل مصري، نظرًا لاستخدامها في إنتاج وطهي الطعام وحفظه وغيرها من العديد من الاستخدامات الأخرى، ما يتطلب ضرورة وضع الحكومة المصرية لها أولوية كبيرة في الإنتاج بالتزامن مع تعميق الصناعة المحلية، وفي حوار خاص مع حسن مبروك، رئيس شعبة الأجهزة المنزلية باتحاد الصناعات، ونائب رئيس شركة يونيفرسال لـ"أهل مصر"، كشف عن العديد من التحديات التي تواجه الصناعة الوطنية، والتي تتطلب مزيد من الجهود من الوزارات المعنية بذلك، مثل وزارة التجارة والصناعة ووزارة المالية، وهو ما نستعرضها في نص الحوار التالي:
لأول مرة.. الرقابة المالية توفر حماية تأمينية للمستثمرين بالبورصة
- في البداية حدثنا عن جهود الشركة في تطوير صناعة الأجهزة المنزلية والكهربائية في إطار تطبيق التنمية المستدامة؟
بالفعل وصل التطور التقني للأجهزة المنزلية مرحلة مهمة للغاية، وفقًا لأحدث التغييرات المبتكرة، إذ لم تعد الأجهزة التقليدية كما كانت عليه قبل أعوام قليلة، حيث أصبحنا نعمل على تقليل استخدام الطاقة في الأجهزة المنزلية والكهربائية حتى تعمل بأمان كامل على الأطفال مع إزالة صوتها المزعج، مثل أجهزة التكييف التي تم تقليل استخدام الطاقة الكهربائية في صناعتها، ولكن هناك أجهزة منزلية تقليدية كلاسيكية مثل البوتاجاز، لا يوجد بها تطور تقني، وهو الأمر الذي تنادي به الدولة، وذلك بالتعاون مع غرفة الصناعات الهندسية، التابعة لاتحاد الصناعات المصرية، لتعميق الصناعة المحلية، ورفع نسبة المكون المحلي بنهاية العام الجاري، لتصل لـ 75% مقارنة بنسبة 72%، ما يساهم في تراجع واردات القطاع، كما أن هناك العديد من المصانع التي بدأت في تصنيع غالبية المواد الخام التي تستخدمها في مدخلات الإنتاج لتقليل التكلفة، وبالفعل تم تطبيق الحد الأدنى لنسبة المكون المحلي في بعض الصناعات الهندسية، فيما يوجد بعض الصناعات التي يصعب تطبيق الحد الأدنى للمكون المحلي، لكونها صناعات تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا العالية الجودة والتي تحتاج للاستيراد من الخارج.
-دور زيادة نسبة المكون المحلي لزيادة فاعلية الصناعة الوطنية خلال الفترة المقبلة؟يساهم زيادة المكون المحلي في تراجع قيمة الواردات، عن طريق انخفاض الضغوط على العملة المحلية لترتفع مقابل الدولار، وأطلقت الحكومة في هذا الإطار البرنامج القومي لتعميق الصناعة فى عام 2017، بهدف زيادة المكون المحلي بمختلف الصناعات وتشجيع الصناعة الوطنية، حيث يهدف البرنامج إلى زيادة القدرة التنافسية للصناعة المصرية وتعميق التصنيع المحلي من خلال تطوير قاعدة صناعية متنوعة وتعظيم الاستفادة من الطاقات الإنتاجية المتاحة، ورفع معدلات الاستفادة من الاستثمارات الصناعية.
بالإضافة إلى الارتقاء بالمعرفة الصناعية وإحلال مدخلات الإنتاج المستوردة بأخرى محلية، وتعمل وزارة التجارة والصناعة على خفض واردات مصر من الصناعات الهندسية، يليها في المركز الثاني الصناعات الكيماوية والأسمدة ثم قطاع مواد البناء، باعتبارهم أكبر 3 قطاعات تستحوذ على أكثر من 50% من الواردات الصناعية، مما دفع الوزارة لإطلاق برنامج تعميق المكون المحلي على القطاعات الثلاثة كمرحلة أولى، وجميعها صناعات قابلة للتوطين، بهدف إيجاد منتجات محلية الصنع كبديل منافس وقوى، والحد من الاستيراد من الخارج، إلى جانب زيادة قاعدة الموردين المحليين.
-ماذا عن ترشيد المياه في إطار تطبيق التنمية المستدامة؟ هناك العديد من الأجهزة التي تعتمد على استخدام المياه مثل الغسالات، والتي يوجد اتجاه قوي لصناعتها بأقل استهلاكًا للمياه وعلى قدر الاستهلاك فقط، لتحديث صناعة الغسالات.
- في إطار تعميق الصناعة.. هل هناك نية لتدريب طلاب المدارس الفنية داخل المصانع الكبرى؟ بالفعل هناك بروتوكولات بين المصانع والمدارس الفنية لتدريب الطلاب، وكان هناك مشروع "مبارك كوول" من أشهر المشاريع التي عملت دمج بين مدارس التعليم الفني المزدوج والمصانع الخاصة والحربية، التي لديها مراكز تدريب تعطى للشهادات المعادلة للدبلومات الفنية.
- برأيك هل من الممكن الاستعانة بكوادر من بلاد صناعية مثل الصين واليابان للتدريب داخل هذه المراكز؟هناك لجنة في اتحاد الصناعات مسؤولة عن مثل هذه البروتوكولات، وهو أمر مطلوب لتطوير الصناعة.
- مازالت عقدة الخواجة تؤثر على ثقافة الشعب المصري.. برأيك كيف يتفوق المنتج المصري على نظيره المستورد؟هناك الكثير من المصانع التي تصدر منتجاتها للخارج، ونطالب الدولة مساندة المصدرين، لأن المنافسة قوية في الخارج، وبالفعل الحكومة عادت بقوة لدعم الصادرات، حيث تأخر سداد المساندة التصديرية للشركات، والذي يعد أحد الملفات الهامة التي تؤرق الكثير من مصانع الأجهزة المنزلية، والتي ارتفعت متأخراتها لدى صندوق دعم الصادرات لـ 800 مليون جنيه تقريبًا للـ 6 شركات الكبرى في هذا المجال، وكانت غرفة الصناعات الهندسية قد تقدمت بطلب لوزير المالية لعمل مقاصة بين مديونيات المساندة التصديرية لصالح الشركات، ومديونياتها لدى الحكومة ممثلة فى مستحقات التأمينات والضرائب والجمارك، وبالفعل بدأت وزارة المالية العمل في هذا المقترح.
- أبرز المشاكل التي تواجه عمل الأجهزة المنزلية والكهربائية خلال الفترة الحالية؟ من المشاكل التي تعيق صناعة الأجهزة المنزلية والكهربائية خلال الفترة الحالية، يأتي تأخر المساندة التصديرية، بالإضافة لغزو المنتجات التركية، بجانب العديد من المشاكل الأخرى، حيث أن تركيا تدعم صادراتها بنسبة٢٠% ويصرف هذا الرقم فورًا، وعلى الرغم من أن صادراتنا أكثر، ولكنهم ينافسون في المنتج المؤثر، ما رفع فاتورة استيراد مصر من الخارج لـ٧٠ مليار دولار، تحتل الأجهزة المنزلية والكهربائية نسبة كبيرة منها في الوقت الذي يغزو فيه المنتج التركي السوق بسبب اتفاقية زيرو جمارك.
-نعود لنسبة المكون المحلي داخل المنتج النهائي والتي تعد قليلة جدًا.. كيف يمكن زيادتها؟تختلف نسبة المكون المحلي داخل المنتج النهائي من جهاز لآخر، فمثال البوتاجاز مكوناته محلية ٧٥% بسبب أن المحابس والفواني تصنع في الخارج وهناك دراسة تعد في المصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع لإنتاج المحابس والفواني وفور تنفيذها يزيد نسبة المكون المحلي في البوتاجاز بنسبة 90%، أما الثلاجة فيسجل بها ٦٠% من مكوناتها المحلية بسبب أن المكون الأساسي لها الموتور أو الكمبروسر يتم استيراده، وهو المسئول عن التبريد وهو غالي جدًا، فنحن نحتاج مؤسسة كبيرة مثل الإنتاج الحربي أو الهيئة العربية للتصنيع لإنتاج هذه المكونات، لأننا نحن كشركات لا نقدر على تكلفتها؛ أو يتم توجيه المستثمرين الأجانب في هذا الاتجاه، حيث أننا نحتاج مستثمر يعمل في صناعة الأجهزة المنزلية والكهربائية وينافس المصنع المصري، ولكن نحتاج مستثمر يعمل في صناعة لا نعمل بها توفر علينا الاستيراد من الخارج، لتقليل سعر الدولار وتكلفة التخزين وفاتورة الاستيراد بالكامل.
- لو تحدثنا عن تقليل الاستيراد من الخارج في المعادن.. هل من الممكن استخدام البلاستيك كبديل للمعادن المستوردة ؟ليس في جميع الأجهزة المنزلية والكهربائية، حيث أنه تم البدء في استخدام البلاستيك محل الصاج في الغسالات، نظرًا لأن إنتاج مصنع الصاج المصري لا يفي باحتياجات السوق، مما يضطرنا للاستيراد من الخارج، أما معدن الاستلس ستيل فلو لم يكن المشروع المستهدف منه التصدير للخارج سيكون مشروع غير اقتصادي.
- ارتفاع درجات الحرارة تجعل التكييف جهاز أساسي في كل بيت مصري.. لكنه ليس في متناول الأسرة المصرية البسيطة ؟نفس المكون الأساسي في الثلاجة "الكمبروسر"، هو مكون أساسي في التكييف، وبما أنه يتم استيراده من الخارج يجعل سعر التكييف مرتفع، فضلاً عن سعر الجمارك والتخزين والشحن، فالمصانع لا تبحث عن المكسب الكبير، بل تبحث عن المكسب الكثير مع زيادة توزيع المنتج، وعلى المدى البعيد ستستمر الصناعة، فالمصنع رجل دولة من الطراز الأول، لأنه يبحث عن تأسيس صناعة وطنية.
- هل ستشهد الأجهزة المنزلية والكهربائية زيادة جديدة في الأسعار؟لا زيادة ما دام لا توجد زيادة في مدخلات الإنتاج، مثل ارتفاع أسعار الوقود والجمارك والدولار، ومع ذلك المصنع يتحمل زيادات كثيرة في هذه المدخلات ولا يفرضها على المستهلك حتى تستمر الصناعة.
_ وزارة قطاع الأعمال تبحث الآن إعادة هيكلة الشركات.. برأيك هل من الممكن أن نشاهد شركات تتحمل أعباء الصناعة مثل ايديال وتلي مصر ؟لو تم ذلك سيكون هناك تعاون بين القطاع الخاص والعام، وسيتم إتاحة العديد من الدراسات والمواصفات الهامة التي تخدم التعاون.
- لو طلب منك أن توجه شاب في بدايته في صناعة معينة.. كيف ينشئ مصنعا صغيرا؟ سيتم توجيهه لصناعة الكابلات والفيش الكهربائية، وبعض أنواع المسامير الصغيرة، وكذلك تغليف مفاتيح البوتاجازات.