اجتمع، اليوم السبت، 6 وزراء عرب من مصر، العراق، السعودية، الإمارات، البحرين، والأردن بجامعة الدول العربية، وبحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة في لقاء تشاوري لبحث العدوان التركي على سوريا.
وأكّد البيان الختامى لاجتماع الوزراء العرب، أن اعتداء تركيا على سوريا يمثل تهديدًا لأمن المنطقة، مشددا على ضرورة تحميل تركيا مسئولية أى عودة للتنظيمات الإرهابية.
وأضاف البيان وفق ما ذكره الأمين العام لجامعة الدول العربية فى مؤتمر صحفى، أنه سوف يتم مطالبة مجلس الأمن للقيام بدوره بوقف العدوان التركى على سوريا.
وقد تحفظت قطر والصومال على البيان الختامي للوزراء العرب، الذي جاء فيه مجموعة من القرارات المهمة، وهي:
أولا، إدانة العدوان التركي على الأراضي السورية باعتباره خرقا واضحا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا، وخاصة القرار رقم 2254، واعتباره تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي وللأمن والسلم الدوليين.
كما أكد على أن كل جهد سوري للتصدي لهذا العدوان والدفاع عن الأراضي السورية، هو "تطبيق للحق الأصيل لمبدأ الدفاع الشرعي عن النفس وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
ثانيا، المطالبة بوقف العدوان وانسحاب تركيا الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي السورية، والتأكيد على أن هذا العدوان على سوريا يمثل الحلقة الأحدث من التدخلات التركية والاعتداءات المتكررة وغير المقبولة على سيادة دول أعضاء في جامعة الدول العربية.
ثالثا، النظر في اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركي، بما في ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية، ووقف التعاون العسكري، ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا.
رابعا، مطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف العدوان التركي والانسحاب من الأراضي السورية بشكل فوري، وحث كافة أعضاء المجتمع الدولي على التحرك في هذا السياق، مع العمل على منع تركيا من الحصول على أي دعم عسكري أو معلوماتي يساعدها في عدوانها على الأراضي السورية.
خامسا، الرفض القاطع لأي محاولة تركية لفرض تغييرات ديموغرافية في سوريا عن طريق استخدام القوة في إطار ما يسمى "بالمنطقة العازلة"، باعتبار أن ذلك يمثل خرقا للقانون الدولي، ويدخل في مصاف الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي تستوجب الملاحقة والمحاسبة القضائية الدولية لمرتكبيها، ويشكل تهديدا خطيرا لوحدة سوريا واستقلال أراضيها وتماسك نسيجها الاجتماعي.
كما يؤكد البيان على مسؤولية المجتمع الدولي لاتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بوقف تلك المحاولات وفرض التزام تركيا بقواعد القانون الدولي الإنساني طالما استمر عدوانها على سوريا، وتحميل المسئولية في هذا الصدد لكل من يتورط في انتهاكات أو جرائم ترتكب خلاله.
سادسا، تحميل تركيا المسؤولية كاملة عن أي تداعيات لعدوانها على تفشي الإرهاب أو عودة التنظيمات الإرهابية - بما فيها تنظيم داعش الإرهابي- لممارسة نشاطها في المنطقة، ومطالبة مجلس الأمن في هذا الإطار باتخاذ كل ما يلزم من تدابير بشكل فوري لضمان قيام تركيا بتحمل مسئوليتها في هذا الخصوص ومنع تسلل المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى خارج سوريا.
سابعا، تكليف الأمين العام لجامعة الدول العربية بإجراء اتصالات مع سكرتير عام الأمم المتحدة، لنقل مضمون قرار مجلس الجامعة وتوزيعه على أعضاء الأمم المتحدة كوثيقة رسمية، والنظر في ترتيب زيارة لوفد وزاري عربي مفتوح العضوية إلى مجلس الأمن لمتابعة الأمر والعمل على وقف العدوان التركي على الأراضي السورية.
ثامنا، تكليف المجموعة العربية في نيويورك ببحث سبل التصدي للعدوان التركي داخل مختلف أجهزة الأمم المتحدة، خاصة مجلس الأمن، ورفع توصياتها لمجلس جامعة الدول العربية في هذا الشأن في أسرع وقت ممكن.
تاسعا، تجديد التأكيد على وحدة واستقلال سوريا والتشديد على أهمية البدء الفوري في المفاوضات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، خاصة في إطار اللجنة الدستورية التي أعلن عن إنشائها مؤخرا، لتطبيق العناصر الواردة في قرار مجلس الأمن رقم 2254 والتوصل لتسوية سياسية للأزمة السورية وإنهاء معاناة أبناء الشعب السوري.
عاشرا، الموافقة على إدراج بند "التدخلات التركية في الدول العربية" كبند دائم على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، وتشكيل لجنة لمتابعة الأمر.
الحادي عشر، الطلب إلى الأمين العام متابعة تنفيذ القرار وتقديم تقرير إلى المجلس في دورته العادية المقبلة بالتنسيق مع الدول الأعضاء.
ومن أبرز التصريحات خلال الاجتماع:
قال الدكتور أحمد أبو الغيط خلال كلمته بالاجتماع، إن العدوان التركي يهدف إلى اقتطاع جزء من الأراضي السورية، منوهًا إلى أن الدول العربية ترفض الضغط على العالم بورقة اللاجئين، مشيرا إلى أن تركيا تسعى إلى تغيير ديموجرافي في شمال سوريا.
كما تحدث وزير الخارجية المصري، سامح شكري قائلًا إنه يجب محاسبة كل من يتورط من النظام التركي في جرائم حرب في سوريا، منوها إلى أن التاريخ سيحاسب كل من تورط ودعم العدوان التركي على الشعب السوري.
وأضاف أنه يجب إنهاء العدوان التركي على سوريا، وأن تركيا تتحمل المسؤولية عن كل الأزمات التى تحدث فى سوريا، ونزوح المواطنين منها.
وقال شكري أيضًا: "مصر ترفض كل محاولات استهداف سيادة الدول العربية والأمن القومي العربي، منوها إلى أنه يجب إنهاء العدوان التركي على سوريا، مضيفًا أن تركيا تسعى إلى الأزمات، ولا يمكن الاستخفاف الفاضح بكل القوانين الدولية، ويجب أن نسمي الاشياء بأسماءها فالعدوان التركى مخالف لكل مواد مواثيق الأمم المتحدة، ومخالف للمادة 51 من قانون الأمم المتحدة".
كما صرّح شكري أيضًا:"تركيا تدشن فصلا جديدا من فصول الاعتداء السافر على سيادة سوريا وعضو مؤسس فى جامعة الدول العربية، مستغلة للظروف القاسية التى تمر بها سوريا لكى تشرع لإعادة عهد قد ولى، وتحاول الخروج من أزمة داخلية.
وأضاف سامح شكرى، خلال كلمته أن ما تذكره تركيا فى أنها محاربة الإرهاب فى شمال سوريا، يثير السخرية والاستغراب فى آن واحد، ويعد دعمًا للمنظمات الإرهابية، من خلال الدعم المباشر لكيانات وشخصيات ثبت صلتها بالإرهاب، فضلا عن دورها فى تسهيل انتقال المقاتلين التابعين للجماعات الإرهابية إلى الدول العربية.
كما طالب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، بموقف عربي حازم للتصدي لتركيا وإخراجها من سوريا والعمل على الحل السياسي وتفعيل الدور العربي في سوريا.
وشدد قرقاش خلال الاجتماع على وجود "تداعيات خطيرة للعدوان التركي على سوريا، وأن المجتمع العالمي سيكون أمام أزمة إنسانية".
من جانبه قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن العملية التركية تشكل اعتداء على سيادة الأراضي السورية، داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته "تجاه العدوان الذي ينعكس سلبيا على السلم والأمن الدوليين"، وأن العدوان يشكل خطورة كبيرة على الأوضاع الإنسانية والأمنية".
كما تساءل وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، إذا ما كان الوقت مناسبا لعودة سوريا إلى الجامعة وتحقيق المصالحة العربية بذلك.
اقرأ.. أحمد أبو الغيط يفضح مخطط العداون التركي على سوريا.. 7سجون كلمة السر
وأشار باسيل في كلمته إلى أن "الوقت حان لتحقيق مصالحة عربية وإعادة سوريا للجامعة العربية ووقف حمام الدم هناك".
وأضاف "نحن لا نجتمع اليوم ضد تركيا، بل نجتمع اليوم من أجل سوريا، في غياب سوريا. نجتمع من أجلها ونجمع من أجلها، ولكن نغّيبها فقط من أجل أن تكون غائبة".