رغم أن المواجهات العسكرية بين إريتريا وإثيوبيا انتهت فعليا منذ عام ٢٠٠٢ ولَم تحدث بينهما أى صدامات ذو طابع حربى، إلا أن اللجنة المانحة لجائزة نوبل للسلام وجدت أن رئيس وزراء إثيوبيا "آبى أحمد" قد منح سبباً قوياً لإحلاله السلام بين إثيوبيا وإريتريا برغم أنه لا حرب أساسا بينهما، وبرغم عدم إبرام أى اتفاقيات للسلام بينهما خلال فترة توليه رئاسة وزراء إثيوبيا والتى لم تكمل العام بعد، فضلاً عن حقيقة أن الحرب الأهلية في إثيوبيا لا تزال قائمة، بالإضافة إلى المحاولة الانقلابية لإسقاط إدارة ولاية أمهرة شمال البلاد يونيو الماضي، مما حدا رواد مواقع التواصل الاجتماعى لطرح عدة أسئلة عن أسباب استحقاق "آبى أحمد" لتلك الجائزة، بل إن بعضهم أعزى السبب إلى أنها جائزة تمنح وفق معايير سياسية على حد قولهم، وتخوف البعض من أن مصر لن تجد موقعاً دوليا مساندا لها إذا ما اقتضت الظروف اتخاذها خطوات تصعيدية على الأرض تجاه إثيوبيا بعد وصول المفاوضات بينهم إلى منحنى صعب.
واستنكر حساب على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر"، يحمل اسم "محمود محمد بيومي" هذا القرار رابطاً بينه وبين التعنت الإثيوبي بشأن قضية "سد النهضة"، وقال: "ويبقي السؤال: مُنح آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا جائزة نوبل للسلام علي أي عمل قام بة لحفظ السلام في محيطة الأفريقي أو العالمي؟ أم تلك جائزة هدفها منح هذا الرجل ضوء أخضر جديد للمضي قدماً فيما تفعلة إثيوبيا علي نهر النيل لزيادة الضغط علي مصر للخضوع لإملاءات الصهاينة؟ لكن هيهات هيهات.
وفي تغريدة أخرى، رأى حساب باسم "أحمد حمدي"، بعد استنكاره قرار اللجنة، أنه كان يجب تسوية أزمة سد النهضة أولاً مع مصر ومن ثم كان يمكن التفكير في منحها له، وقال: "كيف يحصل آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا علي جائزة نوبل للسلام وهو يحجز مياة النيل عن مصر؟ كيف وقعت لجنة منح الجائزة في هذا الخطأ الكبير؟ كان يجب عمل سلام مع مصر أولا، والذي يجب أن يأخذ جائزة نوبل رئيس مصر الذي يحارب الإرهاب وأنقذ دولة من الضياع".
وفي ذات السياق، قارن حساب يحمل اسم "حنان" بين منح الجائزة لرئيس وزارء إثيوبيا ومنحها لرؤساء سابقين ساهموا فعليا في إحلال السلام، وقال: "تم تخصيص جائزة نوبل للسلام لمن ساهم في نشر السلام وإنهاء الحروب، أمثال السادات ومناحم بيجن، ونيلسون مانديلا ورئيس جنوب إفريقيا، وأيضا جوربتشوف وريجان"، متسائلاً: "رئيس وزراء إثيوبيا إيه السلام اللي قدمه"، مستنكراً: "منح غريبة لجائزة لها دلالة عظيمة".
وفي السياق، أشار حساب آخر يحمل اسم "محمد أبو حبيب" إلى حقيقة أن هذه الجائزة تعتريها بعض الشبهات فيما يتصل بكونها تخضع أحياناً لعوامل سياسية وتطغى عليها الهيمنة اليهودية، وقال: "مَنح آبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا جائزة نوبل للسلام يعنى أن أى عمل عسكرى ضد إثيوبيا لن يتمتع بأى تأييد أو موافقة دولية"، موضحاً: "فتش عن اللوبى اليهودى المسيطر على الجائزة".
وأرجع حساب آخر يحمل اسم "محمد بدوي" سبب منج الجائزة لرئيس وزراء إثيوبيا لتذمر يهود الفلاشا الإثيوبيين في إسرائيل، فكانت سبيلا لحتوائهم وامتصاص غضبهم، وقال: "منح رئيس وزراء إثيوبيا جائزة نوبل للسلام لعبة إسرائيلية واضحة؛ أولا لترضية يهود الفلاشا المهاجرين لإسرائيل الذين تظاهروا من كام شهر، ثانيا ردا على ردود أفعال المصريين الذين مازالوا يعتبرون إسرائيل هى العدو الدائم بعد فيلم الممر، ثالثا لتحصين إثيوبيا ضد أى اعتداء على السد".
وربط حساب باسم "أشرف الأنصاري" منح الجائزة بما يحدث في سوريا وعلاقة الصهيونية بذلك، وقال: "هناك في الشمال فيتو روسي أمريكي لصالح تدمير و إبقاء النار مشتعله في سوريا وفي الجنوب منح رئيس وزراء إثيوبيا جائزه نوبل للسلام، اربط بين الحدثين تجد مسخره مكشوفه لصالح الصهيونية"، مستدركاً: "لكننا هنا سننجو بإذن الله و يرد الله كيدهم في نحورهم".
اقرأ أيضاً: 10 أسباب لفوز أبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا بجائزة نوبل للسلام
واعتبر حساب آخر يحمل اسم "Nagyatta" أن هذا القرار له دلالت خطيرة على مصر، وقال: "منح رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد جائزة نوبل للسلام له دلالات خطير على مصر، ربنا يحفظ مصر".
وعلى الجانب الآخر، قابل بعض نشطاء السوشيال ميديا هذا النبأ بالتهنئة والترحيب، وقال حساب باسم "محمد ممدوح": "ألف مبروك للشعب الإثيوبي الشقيق منح رئيس الوزراء آبي أحمد جائزه نوبل للسلام".
اقرأ أيضاً: رئيس الوزراء الإثيوبي يشكر السيسى على تهنئته بـ"نوبل"
كذلك استعرض حساب يحمل اسم "د.إبراهيم" الحيثيات والأسباب التي أهلت آبي أحمد لمنحه هذه الجائزة، وقال: "إجازات آبى أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، التى أهلته للحصول على جائزة نوبل للسلام: أولا: استعاد العلاقات مع إريتريا بعد توتر استمر عقدين،
ثانيا: منح العفو لآلاف السجناء السياسيين، بمن فيهم أولئك الذين اتهموا بالتحريض على الإطاحة بالحكومة".
اقرأ أيضاً: اللحظات الأولى لإعلان فوز رئيس وزراء أثيوبيا بجائزة نوبل للسلام (صور)
وكانت لجنة نوبل النرويجية قررت، أمس الجمعة، منح جائزة نوبل للسلام لعام 2019 إلى رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد علي، على جهوده لتحقيق السلام والتعاون الدولي، وبخاصة المبادرة لحل النزاع الحدودي مع إريتريا المجاورة، ورفع حالة الطوارئ عن البلاد، ومنح العفو لآلاف من السجناء السياسيين، وإيقاف الرقابة الإعلامية، وإيجاز جماعات المعارضة المحظورة، وإقالة القادة العسكريين والمدنيين الذين يشتبه في فسادهم والدفع لزيادة تأثير المرأة الإثيوبية في السياسية والحياة المجتمعية. كما تعهد بتعزيز الديمقراطية بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، حسبما ذكر موقع "نوبل برايز".