لازالت المدن الصناعية في محافظة الدقهلية، تعاني من الإهمال من قبل المسؤولين، وانعدام الدعم من أجل النهوض بالصناعة، ففي قرية سلامون القماش، التابعة لمركز المنصورة، التي تبعد عن مدينة المنصورة عاصمة المحافظة قرابة الـ 4 كيلو مترات، كانت صناعة النسيج في تلك القرية الصغيرة تصدر إلى روسيا، وللكثير من الدول العربية، إلى أن توقفت الصناعة بسبب عدم الاهتمام بهم، لم يكن في تلك القرية منزلا إلا ويصنع وينتج.
سامي خالد أحد أبناء القرية يقول: "كانت تلك القرية الصغيرة بها عمالة كبيرة جدا وتصدر للخارج كانت تصدر لدول الخليج وأحيانا لدول أوروبية وذلك من عام 1990 إلى عام 1994، إلا أنه بعد ذلك فجأة انهارت الصناعة وذلك للتكاليف العالية من قبل الضرائب، والتأمينات والكهرباء وأصبح أصحاب المصانع يسرحون العمال يوما بعد يوم إلى أن أصبحت القرية خالية تماما من المصانع وأصبح أهلها يعملون في الزراعة فقط وأغلقت المصانع، موضحا أن وعود المسؤولين الدائمة لم تنفذ حتى الآن".
لم تكن "سلامون" وحدها، ففي قرية جراح التابعة لمركز أجا، تلك القرية الصغيرة التي تعمل في صناعة الزجاج بأشكاله المذهلة، ولكن بأقل الإمكانيات، لا زالت الصناعة تعمل ولكن تحتاج إلى الكثير من الإمكانيات التي تساعد أهالي القرية بالعمل والمنافسة العالمية، وكان السفير الياباني أثناء زيارة محافظة الدقهلية اندهش من تلك الصناعة وأكد على أنه في حالة التطوير سيتم عمل بروتوكولات للتصدير هناك.
أما صناعة الألومنيوم في مدينة ميت غمر، التي أصبح أصحابها يعانون أيضا والكثير منهم أغلقوا الورش الخاصة بهم وذلك بسبب عدم دعم الدولة لهم، في الكثير من الأشياء ورفع أسعار الكهرباء عليهم فضلا عن ارتفاع أسعار الخامات والتي تسببت في غلق الكثير من المصانع.