مابين غزو الجيش التركي على الشمال السوري، والحرائق المندلعة في عدة مناطق، تعيش سوريا حالة من الحزن والخوف والترقب، فما بين ويلات الحرب والحريق، تدور سوريا بين شقي الرحى.
خسائر في الحرب
لقى 69 مدنيًا حتفهم منذ بدء عملية "نبع السلام" التركية وحتى الآن، كما قالت الإدراة الكردية، إنه جراء العملية العسكرية، اضطر عشرات الآلاف لمغادرة منازلهم وتركها، خوفًا من الاستهداف بالصواريخ التركية العشوائية عليهم.
وأضافت أنه نزح جراء الهجوم أكثر من 275 ألفا، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 135 مقاتلًا من قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء العملية التركية، في مقابل مقتل 122 من القوات الموالية لتركيا.
كذلك أعلنت الأمم المتحدة، أن القتال الدائر في شمال سوريا إثر الهجوم العسكري الذي تشنه أنقرة منذ أيام لإقامة منطقة آمنة في المنطقة قد أدى حتى الآن إلى نزوح أكثر من 130 ألف شخص من ريف رأس العين وتل أبيض بحسب أرقام المنظمة الأممية، محذرة من أن الرقم قد يصل إلى 400 ألف.
فضلًا عن ذلك فإن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا نتج عنه فرار مقاتلين من "داعش"، كانوا في السجون، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
سوريا تجاهد لإطفاء الحريق
ومنذ أمس شهدت عدة مناطق من محافظات سورية هي حمص وطرطوس واللاذقية السورية اندلاع عدد من الحرائق الضخمة، في الوقت الذي تسعى فيه سيارات الإطفاء والأجهزة المختصة لإخماد هذه الحرائق.
كما شهد عدد من المناطق في ريف حمص الغربي حدوث حرائق ضخمة طالت عددا من القرى والمناطق، كقرى مرمريتا والناصرة وعين البارد ومحيطها في وادي الضارة.
كذلك توفى اثنان من دائرة حراج اللاذقية، أحدهما رئيس شعبة الحرائق فيها أثناء عمليات إطفاء حرائق في ريف المحافظة.
وفي تصريحات لمحافظ حمص، طلال البرازي، أكد أنه تمت السيطرة على الحرائق الثلاثة التي اندلعت بنسبة ما بين 70 إلى 80 في المئة بعدما عملت أفواج الإطفاء على تطويق الأماكن السكنية وتأمينها بشكل كامل.
وأرجع البرازي سبب الحرائق لارتفاع درجة الحرارة والرياح الشرقية التي أدت لاتساع رقعة الحريق، مؤكدا أن التحقيقات جارية لمعرفة أسبابها إن كانت بفعل فاعل، ومستبعداً أن تكون مقصودة، بحسب ما صرح لصحيفة "الوطن" السورية.
وأشار البرازي إلى أن عناصر الدفاع المدني وفوج إطفاء حمص وباقي وحدات الإطفاء تعمل حاليا على استكمال عمليات الإطفاء في المناطق الحراجية التي يصعب الوصول إليها نتيجة لصعوبة التضاريس وعدم تمكن وصول وحدات الإطفاء إلى مواقع النيران.
كما صرح محافظ مدينة طرطوس، بأنه قد "تم تسجيل 55 حريقا وتم التعامل معها، والحرائق بعيدة عن المناطق السكنية وتعمل فرق الإطفاء والدفاع المدني على تطويقها وإخمادها".
اقرأ أيضًا.. خبير علاقات دولية: أردوغان سيواجه "عزلة" قادمة
وتم إرسال سيارات إطفاء وآليات من المحافظات الجنوبية للمساعدة بإخماد الحرائق الكبيرة في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية.
وقال مدير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس منذر خيربك إنه "تم حشد كل الإمكانات للتعامل مع حريق أحراج فرز العنانيب حيث تتواجد أكثر من 22 سيارة إطفاء و7 آليات هندسية وتركسان وبلدوزرات مع 12 فرقة عمال لتطويق الحريق من الجهات الأربع مع اتخاذ احتياطات أكبر وشق خطوط نار جديدة وتعزيل أخرى وبمسافات أكبر للتخفيف من الأضرار وحماية ممتلكات المواطنين والمزارع والثروة الحراجية".
ولفت خيربك إلى أن "عناصر الإطفاء تمكنوا خلال الـ 24 ساعة الماضية من إطفاء 17 حريقاً نشبت بالتزامن في منطقتي جبلة والقرداحة رغم وعورة التضاريس وصعوبة الوصول إليها والرياح الشرقية الشديدة، مبيناً أن العمل يتم بمعنويات عالية من قبل العمال رغم مصرع 2 من زملائهم وتعرض آخرين للإصابة للحيلولة دون تضرر أملاك المواطنين التي لم يتم تسجيل أي أضرار فيها حتى الآن".
وفي وقت متزامن نشبت ليل الاثنين سلسلة حرائق بمناطق عدة في لبنان، لا سيما الجبلية منها، بسبب موجة الحر التي تضرب البلاد في الساعات الماضية.